بطولة فقيرة جماهيريا

جسر التواصل11 أكتوبر 2024Last Update :
بطولة فقيرة جماهيريا

عمر عاقيــــــــــــل

مما لا شك فيه أن جمهور الكرة المغربية يلعب دورا كبيرا في تطوير كرة القدم المغربية، والفاعل الأساسي في تطوير المنتوج المحلي لدوره وقيمته التي لا تقل أهمية عن تقدير دور اللاعب أو المدرب، والحقيقة الثابتة أن مسألة مشاركة الجماهير المغربية في صناعة وتطوير الكرة الوطنية تجلت في أمور عديدة، تخطت في بعض الأحيان تفاصيل المباريات نفسها، بل وتعدت مسألة مشاركة الجماهير المغربية في صناعة الحدث أكثر مما يصنعه اللاعبون والمدربون والإداريون أنفسهم، ليتخطى في بعض الأحيان قيمة الأضلاع الثلاثة في الرفع من قيمة المنتوج المحلي.
الحقيقة أنه بإجبار الأندية بلعب مبارياتها دون جمهور تتحمل الجامعة تبعات هذا التراجع في المستوى الفني للبطولة، وهو الأمر كذلك الذي له انعكاساته السلبية أيضا على الجانب الترويجي والتسويقي للمسابقات المحلية، لدرجة أن إخلاء المدرجات من اللاعب رقم 12 قرار مجحف، ومن المتوقع حل هذا الإشكال أن يكون جزءا رئيسيا في تطور أداء الأندية الوطنية التي تعاني إفلاسا فنيا، وطالما أن هناك إجماعا تاما على تواضع المردود الفني للبطولة الوطنية، فمن الصعب جدا أن يتطور المستوى الفني المطلوب والمدرجات خاوية على عروشها.
العلاقة بين الحضور الجماهيري والمستوى الفني علاقة تكاملية، وبالتالي لا يمكن أن ننتظر مستوى فني يليق بقيمة ومكانة البطولة الوطنية، مادام أننا أمام حالة عدم الإتزان الفني باستمرار إصدار قرار الويكلو، ومما لا شك فيه أن الإنسجام والتفاعل الجماهيري مع مباريات البطولة الوطنية والفارق الذي يحدثه على أداء الأندية يلعب دورا مؤثرا في بوصلة الأداء والنتائج، لاسيما مع الزخم الكبير الذي أفرز لنا مباريات مملة، حملت على كاهلها وزرا من اللوم والإستنكار الذي طال مدرجاتنا الفارغة.
في كل الأحوال لابد أن يكون لهذه الإجراءات أسبابها .. لكن السؤال الأهم هو ماذا عملت الجامعة الوصية على طريق المعالجات للحد من ظاهرة الويكلو سواء في منظومة كرة القدم بكل مؤسساتها أو حتى على المستوى الإعلامي.
أسئلة عديدة تثار في هذا السياق لكن المعالجات تبقى غائبة مع الأسف الشديد وبطريقة لم تعد لتتفق أبدا مع واقع كرة القدم في بلد مقبل على تنظيم تظاهرتين من قيمة كأس افريقيا وكأس العالم الذي يستقطب اهتمام بقاع المعمورة.
ما يبدو جليا أن الأمور بحاجة لإعادة تأكيد وتوضيح للجماهير الرياضية المغربية وتوضيح الدور الذي تلعبه وحجم ومدى التأثيرات السلبية التي تترتب على غيابها في مساندة فرقها، لذا هي حلقة يدور فيها الجميع دون اتجاه واضح مع سيناريو متكرر لمشهد واحد تختلف فيه الأدوار، فالواقع الكروي المغربي الذي بالإمكان إصلاحه وتطويره بمختلف فئاته، بات يستنزف القدرات والإمكانات الحالية التي قد يأتي يوم أخشى أن نعض أصابع الندم فيها ونندب حظنا الذي أسأنا فيه كل مقومات التدبير، وأضعنا تصريفها على النحو الجيد.

الأرقام والوقائع المتكررة في غياب الجماهير عن الملاعب المغربية تسيء للمشهد الكروي، إذا أقررنا حقيقة بقيمة الدعم الجماهيري وتأثيره الإيجابي على المستوى العام للبطولة، وما يضخه من مبالغ مالية في خزينة الأندية، كلها معطيات يجب أن تدفع المسؤولين لتدارس الوضع الراهن مع وقفة جادة وقراءة متأنية لواقع الحال كي يتم تقييمها بشكل ناجع بما ينعكس إيجابا على الكرة المغربية، ولعل في تعاقب القرارات الإرتجالية التي أصبحت مع تعاقب المولسم عرفا لدى الأجهزة الوصية، بل صارت قاعدة تبنى عليها الأساسات وفق دوافع اجتهادية بعيدة بالأساس على التحليل والتقييم الذي يفترض أن يكون وسيلة وأداة للتقويم والتصويب خالية من العاطفة والإرتجال الذي يعتبر سببا في تخلفنا وتراجعنا الكروي فيما تعانيه مدرجات أنديتنا من فراغ، إلا أن حقيقة الواقع تتناقض كليا مع الشعارات والوعود التي تطلقها جامعة الكرة في محاربة الشغب.

Breaking News