اليونسكو تعتمد مقترح دولة قطر للاحتفال بالذكرى السنوية الخمسينية لإنشاء متحف قطر الوطني

جسر التواصل/ الدوحة: خاص
الاحتفالات تسلط الضوء على إرث متحف قطر الوطني: الحفاظ على التراث الثقافي، وتوثيق التاريخ، والترويج للحوار العالمي.

تقديرًا لإرث متحف قطر الوطني والأهمية التي يحملها في المنطقة، اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” خلال أعمال الدورة الثانية والأربعين لمؤتمرها العام 2023، مقترح دولة قطر المقدم من متاحف قطر، بدعم من اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، للاحتفال بالذكرى السنوية الخمسينية لإنشاء متحف قطر الوطني، وذلك خلال الفترة بين عامي 2024 – 2025.
ظلت اليونسكو، منذ عام 1956، وفية لالتزامها بإحياء ذكرى الأحداث التاريخية والاحتفاء بإنجازات الشخصيات والمؤسسات البارزة، وهو ما يضفي أهمية عالمية على هذه المناسبات. ومن خلال تكريم الأفراد والمؤسسات وتسليط الضوء عليهم وعلى مساهماتهم وجهودهم، تؤدي اليونسكو دورًا محوريًا في تعزيز التفاهم الدولي وتوطيد العلاقات بين الأشخاص من خلفيات متنوعة.

قال السيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمتاحف قطر: نحن فخورون بالإعلان عن إدراج متحف قطر الوطني ضمن قائمة اليونسكو للاحتفالات السنوية التي تساهم في إثراء المشهد الثقافي والتراثي والمتحفي العالمي. يعد هذا الإنجاز شهادة على الالتزام في العمل والاجتهاد في الحفاظ على التراث والموروث الثقافي الغني لقطر على مدار خمسين عامًا. متحف قطر الوطني يروي حكايات تاريخ المجتمع القطري وإنجازاتهم وطموحاتهم المستقبلية التي يمكننا الآن الاحتفال بها عالميًا بهدف توحيد المجتمعات وإثرائها بالثقافة. إنني أتطلع لأن نحتفل بهذا الإنجاز عالميًا في عامي 2024 و2025.
وعلقت الدكتورة فاطمة حسن السليطي، مدير إدارة التعاون الدولي والشؤون الحكومية بمتاحف قطر، قائلة: تحت قيادة  الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، تضع متاحف قطر بصمتها بشكل ملحوظ في مفهوم الدبلوماسية الثقافية وحفظ تراث دولة قطر مع إدراج متحف قطر الوطني ضمن قائمة اليونسكو للاحتفالات السنوية بمرور خمسين عامًا على تأسيسه. يعد هذا الاحتفال دلالة على مساهمة وأهمية التراث الثقافي للدول والذي يدعم كافة المبادرات الجادة الهادفة إلى بناء الجسور بين مختلف الثقافات والمجتمعات الدولية ودور متاحف قطر في تعزيز مكانة دولة قطر الثقافية بين شعوب العالم . وفي هذا الصدد، أود أن أشكر فريق إدارة التعاون الدَّوْليّ والشؤون الحكومية في متاحف قطر على سعيهم الدؤوب وخبراتهم التي لعبت دورًا محوريًا في تحقيق هذا الإنجاز الرائع من خلال تقديمهم ملف ترشيح متحف قطر الوطني بنجاح.
شيدت متاحف قطر متحف قطر الوطني تحت قيادة  الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، ويشغل الشيخ عبد العزيز آل ثاني منصب مدير المتحف. وقد استلهم المعماري جان نوفيل تصميم المتحف الفريد من وردة الصحراء، حيث تحيط الأقراص الضخمة المتشابكة المكونة للمتحف بالقصر التاريخي للشيخ ‏عبد الله بن جاسم آل ثاني، مستحضرة ثقافة ومناخ قطر، لتمنح المبنى مظهرًا يبدو ‏معه وكأنه نبتٌ خارجٌ من الأرض ومتوحدٌ معها. ويتماشى اللون ‏الرملي للأسطح الخرسانية الخارجية للمتحف مع البيئة الصحراوية. كما تسمح الظلال التي تلقيها الأقراص المستعرضة ‏للزوار بالتجول في الخارج في نفس الوقت الذي يحمي فيه الداخل من ‏الضوء والحرارة. ‏ ‏‏ويأخذ متحف قطر الوطني زواره في جولة آسرة عبر الزمن، بدءًا من الفترة التي سبقت سكنى البشر لشبه ‏الجزيرة العربية، وحتى يومنا هذا. ‏ ويحطّ الزائر رحاله عند قصر الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، وهو أحد الجواهر النفيسة لمجموعات ‏متحف قطر الوطني، والذي تم ترميمه بعناية.‏
وقال الشيخ عبد العزيز آل ثاني، مدير متحف قطر الوطني: فتح متحف قطر الوطني أبوابه للجمهور لأول مرة عام 1975، مُعززًا مكانته كواحد من أولى المتاحف الوطنية في المنطقة. وقبل أن يُعرف متحف قطر الوطني بشكله الحالي، كان يتمثل مبناه في القصر التاريخي، الذي كان فيما مضى منزلًا لحاكم قطر. وفي عام 1980، حصل المتحف على جائزة الآغا خان المرموقة للعمارة بفضل عملية ترميمه. ومنذ ذلك الحين، أصبح متحف قطر الوطني راويًا لتراثنا الثقافي وإنجازاتنا التي توالت طوال تلك السنوات. وعلى مدى هذه العقود، أضحى متحف قطر الوطني أكثر من مجرد متحف، حيث صار بمثابة سجل حي لتاريخ أمتنا. وبينما نتطلع إلى مستقبل متحف قطر الوطني، فإننا نحمل معنا إرث الماضي ليرشدنا في تلك الرحلة.
وقال الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب قطر الدائم لدى اليونسكو: يسلط هذا التكريم الضوء على الجهود الحثيثة المبذولة في الحفاظ على التراث والترويج له، والذي يتردد صداها عبر المعروضات والمرويات التي يزخر بها متحف قطر الوطني. وفيما نتبوأ، يومًا بعد يوم، مكانة ثقافية تتعزز على الخريطة العالمية، يؤكد تأييد اليونسكو مكانة دولة قطر في حماية المرويات التاريخية، ما يسهم بشكل كبير في تراث قطر.