عمر عاقيــــــــــل
قد لا يروق للبعض الأداء غير المقنع لمنتخبنا الوطني أمام فيلة الكوديفوار بمستوى أقل ما يقال عنه أنه باهث في أغلب دقائق المباراة ولم تصل فيه المجموعة الوطنية إلى أية حالة من الإقناع الجماعي والفردي للاعبين.
لا يمكن الحديث عن المباراة من دون فائدة تذكر، فهي بحساب الأيام المتبقية ونجاح الركراكي إلى الإقناع في تأمين تحضير اللاعبين ككتلة واحدة بهذا الوقت والتأكد من أهمية قيمة كل اللاعبين كل حسب مركزه خاصة اللاعبين الشباب منهم ربما عزز القناعة لدى المدرب وليد أكثر من أي وقت سابق بأن الأسماء الموجودة الأجدر في التواجد مع الأسود إذا ما سلمنا بأحقية تواجد لاعبين اخرين لم يتواجدوا ضمن كوموندو المنتخب.
قيمة الكوديفوار كرويا ومستوى لاعبيها يشفع للمدرب باستحضار عناصر القوة والمفاجأة في الكأس الأفريقية المقبلة كضرورة ملحة أمام منافسين تختلف مستوياتهم وقيمة لاعبيهم، كفيل أن يصل بنا إلى قمة التطلعات لتحقيق حلم الكأس الأفريقية خاصة أن الوقت لم ينفد بالكامل نحو التصحيح وتأمين اللاعبين لحضورهم كإضافة قوية رفقة أنديتهم.
كما أن اعتماد الركراكي على فاعلية لاعبي المنتخب الأولمبي ووجود وفرة من الأسماء الجاهزة حاليا في مختلف البطولات الأوروبية وكذلك الخليجية ستكون عوامل مضافة لتصاعد الأداء الذي سيكتمل بتوالي المباريات الإعدادية وكذلك منها الرسمية التي تفصل بين الحدث الأفريقي، ستكون أكثر فائدة بكل تأكيد في تحقيق تصاعد في الأداء من مباراة لأخرى ولكن هي ذات المشكلة المستعصية في غياب الجاهزية لبعض الأسماء المهمة التي ربما يكتب لها أن تحل في القريب العاجل ولكن المتوفر أمام الركراكي هو ما يمكن من خلاله تأمين ظروف جاهزية المنتخب الجماعية.
ما بين متفائل ومتشائم بمستوى المنتخب في مباراته الإعدادية اختلفت آراء المتابعين، إلا أن الثابت في كل الأمور أن مستوى المنتخب المغربي دخل في مرحلة الشك نظير ما قدمه من مستويات خلال المباريات الأخيرة، خاصة في ظل فوارق الخبرات والمستويات التي يتوفر عليها مقارنة بالمنتخبات التي واجهها ما بعد مونديال قطر، شكلت تراجعا في تطور الأداء الفني لا سيما في ظل غياب التنظيم دفاعيا وهجوميا، وتراجع مردود عدم الجاهزية البدنية التي ظهرت جليا على اللاعبين خلال مواجهة ساحل العاج، الأمر الذي انعكس بإجهاد على بعض اللاعبين، وإن كان للأجواء الأفريقية من رطوبة وحرارة عامل، إلا أن المنتخب الإيفواري خاض اللقاء بنفس الظروف، ولكن بشكل أفضل بدنيا.
ويبقى التركيز القادم مطلوبا سواء فنيا من قبل المدرب للوصول إلى أفضل تشكيل محتمل للمنتخب قبل كأس أفريقيا وخوض لقاءات لا مجال فيها للتجربة، علاوة على ضرورة التركيز على تطوير الأداء البدني بشكل تدريجي للوصول إلى الجاهزية البدنية المطلوبة، خاصة أن المنتخب سيواجه فيما بعد منتخبات أقوى بدنيا وفنيا.
أمام الركراكي من الوقت ما يمكنه من معالجة الأخطاء وعدم ترك عقارب الساعات تدور بسرعة لنجد أنفسنا وقد وصلنا إلى أيام قليلة قبيل انطلاق كأس أفريقيا بأداء كبير ينقذنا من التراجع وتعزز من عناصر الثقة التي نحن أحوج ما نكون لها اليوم لاستمرار التقدم إلى الأمام وكسب المزيد من الثقة وهي كفيلة بالارتقاء التصاعدي لأداء المنتخب، وما نحن على ثقة منه أيضا هو أن التعادل بميدان الكوديفوار سيعزز من ثقة الركراكي في تراجع مستوى المنتخب كون المباراة شهدت أخطاء كبيرة هي الاخرى وشخصت أكثر من حالة ضعف في خطوط دفاعاتنا وبصورة خاصة في الشوط الأول، كما أن تحركات بعض اللاعبين وسط الملعب لم تكن مدروسة هي الأخرى وخرجت عن النص كثيرا بما لا يحتمل تكرارها.
المهم من جميع المعطيات الفنية أن يكون الركراكي على دراية قصوى بتجنب الأخطاء مستقبلا ما من شأنه أن ينعكس ايجابا على فاعلية اللاعبين، والكشف عن بعض الجوانب الفنية السلبية في أداء منتخبنا، والتعامل بحنكة وذكاء أكبر لتكون مباراة ليبيريا الشكلية كخيار الإرتقاء بواقع المنتخب رغم الإختلاف في القيمة الفنية للاعبيه مقارنة بمنتخبات أفريقية أقوى، والرفع أكثر من قدرات اللاعبين، وتجاوز كل التفاصيل السلبية التي سقط فيها أمام الكوديفوار.