مراكش. محمد صقلي
الانقلاب على الشرعية في النيجر يفتح الباب امام سيناريوهات تتضمن اكثر من مشروع لتغيير الخارطة الجيوسياسية في منطقة الساحل. اذا كانت فرنسا بصدد تلقى ضربات تتمثل في مسلسل الهزائم التي لحقتها في دول الساحل فالمشروع الذي انطلق الفصل الاول منه بالانقلاب قد يكون الهدف المرحلي منه تقليص نفوذ الولايات المتحدة و خطوة لتعزيز التوغل الروسي على حساب المصالح الفرنسية و الأمريكية.
ولم يكن لهذا التحول ان يتم إلا ثمرة لوجود ميليشيا فاغنر التي تخوض حروبا بالوكالة عن روسيا. في اطار رؤيا مشتركة بين موسكو و طهران وهو المشروع الذي يحظى بمباركة جنرالات الجزائر و بإيعاز منهم سعيا وراء بلقنة منطقة الساحل و ضرب الاستقرار في الشمال الافريقي و بخاصة نسف الوحدة الترابية للمغرب.
لكن في ضوء هذا المستجد تبقى كل الاحتمالات واردة اذ يتعذر التنبؤ بما ستؤول اليه الاوضاع قبل أن تتضح معالم ردود الفعل المتوقعة لا من قبل تجمع دول غرب افريقيا كما من قبل فرنسا التي كانت لها اليد الطولى بدون منازع سواء في النيجر او الاقطار المجاورة. وذلك بغض النظر عن طبيعة و حجم رد فعل واشنطن التي لن تبقى مكتوفة الأيدي تجاه التوغل الروسي في العمق الافريقي من بوابة منطقة الساحل. هذا إضافة إلى الاطماع الايرانية التي لا تقل خطورة و المتمثلة في نشر التشيع و اقحام الذرع العسكري لحزب الله في محاولة لدعم المخطط الجهنمية لعسكر الجزائر بهدف ضرب استقرار المغرب ووحدته الترابية.