![واهية المدربين](https://jisrattawasol.ma/wp-content/uploads/cache/4445-7hj7ny1zhet5iarnvoqutvli983pk789m2mjqiclgkr.jpg)
عمر عاقيـــــــــــــــل
يعتقد الكثير من المدربين الذين ينشطون في بطولتنا الوطنية أنهم الأفضل من خلال التقييم الفني الذي ينتهجونه مع أنديتهم، حيث يجدون في أنفسهم الكفاءة في التدريب والقيادة الفنية، وفي التقييم والتحليل أيضا، مما يعني أنه لا رأيا سليما بعد رأيهم، ولا حديثا يمكن أن يتوقف معه خلافا لحديثهم وتشخيصهم لقرارات زملاءهم في مهنة التدريب، ولا غرابة أن تتعامل بعض الأسماء بتلك النظرة الضيقة من التقييم الضيق، طالما وجدت في نفسها أمرا ناهيا في بلاطوهات التحليل لا يمكن لأحد أن يجادلها في أمور فنية، ولا أن يتوقف معه أحد في جوانب جدلية، حتى وأن تجارب تدريبها أثبتت فشلها في تجارب كثيرة داخل الأندية الوطنية، والغريب في ردها على أسئلة الإعلاميين أن تنسب فشلها لسوء الحظ وسوء الطالع بعد كل نتيجة سلبية، فتلك حالة نفسية تلقائية تعاني منها أسماء مدربين تجد ضالتها في التبرير، وكأن ما يقدمونه أو ما قاموا به من عمل لم ترافقه حتى النسبة البسيطة من الخطأ، ولا أدل على ذلك تبريرات بعض المدربين المحليين وحتى أسماء مدربين أجانب على غرار ما يقوم به مدرب الرجاء البرتغالي سابينتو بتلك اللغة المطلقة والتي لا يمكن أن يقنع بها أحد أنها التقييم للعبة تكثر فيها الإجتهادات، وكذلك الأخطاء، ولا خلاف أن يكون الحظ جزءا من عناصر النجاح، وسببا من أسباب الفشل، لكن من الخطأ أن نعتبره أساسا لما رافقت مسيرته من خسائر وسلبيات مع الرجاء، كأن يتحدث المدرب عن الكثير من الجوانب الداعمة والمؤثرة والنواقص على تبعا لسوء نتائج فريقه شأنه شأن بقية المدربين، حتى يكونوا أكثر واقعية في التعامل مع واقع ومنطق يقول إن فريقهم لم يكن أفضل من خصمه حنى لا ينسب كل عثراته للحظ، وسوء الطالع.
العيب أن تصدر مبررات الهزيمة من مدرب أجنبي يتقاضى أموالا كبيرة ويحظى بسمعة مهنية جيدة في ميدان كرة القدم يضع شروطه من دون أن ينظر إلى أي جوانب أخرى، أي أنه يضع مصلحته فوق مصلحة النادي، وهذه الشروط تفرض على الأندية المغربية الإبقاء عليه وعدم المجازفة بإقالته، شريطة دفع الشرط الجزائي الكبير جدا مقارنة مع التخبط المالي الذي تعيش في دوامته الأندية المغربية.
المؤسف حقا أن الكثير من المدربين الأجانب الذين تعاملوا مع الأندية المحلية خلال الفترات الماضية لم يشعروا بالمسؤولية الأخلاقية ولم يتخذوا قرارات تساعد الأندية على تصحيح الوضع، بل العكس كانوا يصرون على تطبيق كل الشروط القانونية التي وضعوها في بداية التعاقد كحجرة عثرة في حالة فك الإرتباط من جانب النادي، أي أن هؤلاء المدربين لم يشعروا بأي قلق أخلاقي اتجاه الأندية وجماهيرها، بعكس اهتمامهم الأكبر بالزيادة في رصيدهم البنكي.
التجارب العديدة التي مرت من خلالها الأندية مع المدربين الأجانب من الضروري الوقوف عندها والإستفادة مما كانت عليه من محطات فنية ومواقف، ما يفرض جهودا وافكارا مضاعفة بغية تجنب السقوط في نفس الأخطاء المتكررة من خلال العمل الدقيق ومواكبة أكبر وبذل جهود مضاعفة وفي أكثر من اتجاه، بتعيين مدير فني يعنى بشؤون النادي واختياراته الفنية حتى يتمكن النادي من وضع سياسة عملية للوصول إلى النسبة الأكثر نجاحا من المخرجات، وتجاوز تحقيق عامل المفاجأة في الإختيارات الخاطئة.
من الطبيعي جدا أن تكون الأندية مطالبة بتسريع وثيرة الإحتراف في مفاصلها، حتى يكون العمل العام متكاملا، ذلك إذا ما أكدنا أن أي قصور في التنظيم والعمل المؤسسي الفني إذا ماكان في نهاية المطاف، له أن يظهرك مع مؤسستك الكروية وبصورة وكأنك لم تقدم فيها الجديد في الجانب الإداري، بسبب أن المخرجات الفنية هي الأكثر اهتماما وتركيزا وتسليطا للأضواء.
من حق أي مدرب تبرير خسارته بالشكل الذي يضمن حق فريقه، لكن ليس من الواجب أو المنطق أن يتم الإقتناع بكل ما يقول أو يعتقد عقب كل نتيجة سلبية، ففي النهاية تبقى كرة القدم لعبة أخطاء، إذا ما ذهبنا إلى اعتبار أن اللاعبين المدرب والإدارة أضلاع ثلاثة تتحمل مسؤوليتها في نتائج الفريق، ولن نكون دقيقين إذا ما أكدنا أن التقدم في كل خطوة غير محسوبة العواقب هو في النهاية توافق كيميائي بين الثالوث، بين واقع الأندية المغربية وصناع القرار، وبين الكاريزما والقدرات التي يتمتع بها المدرب، وقدرات اللاعبين وشخصيتهم في التعامل مع كل المتغيرات التي تحيط بالفريق.