جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
رحلة الخراب والدمار مازالت متواصلة بنهر أم الربيع..وان يكون مصير مجرى مياهه التوقف قرب سد بنمعاشو..وقبل ذلك التلوث والحرف والاستغلال..أمام سكوت الجهات المسؤولة التي تتفرج على الحدث وكأن الأمر لا يهمها.
ساكنة دوار سيبوب التابع ترابيا لجماعة سيدي على بن يوسف بإقليم الجديدة..والتي سبق أن وجهت العديد من الشكايات إلى السلطات المحلية والإقليمية وعلى رأسها عامل الإقليم السابق وقبله الأسبق ،يطالبون فيها التدخل العاجل والفوري من أجل إنصافها جراء ما لحقها من ضرر ناجم عن الشركة المتخصصة في استخراج الحصى من واد أم الربيع وبطرق عشوائية.. والتي تسببت في تلوث المياه التي أصبحت غير صالحة للشرب..جراء بقايا الزيوت ومخلفات الشاحنات والآلات التي تعمل هناك..لكن لا شيء تحرك..حيث تم رمي الشكايات في سلة المهملات..
الأشغال بالنهر مست بالبشر والحجر والشجر وكادت أن تصل إلى القمر “لولا بعده”..مست البشر من خلال الحفر ذات عمق كبير ،و كانت سببا في غرق مجموعة من الأبرياء..و مست الحجر حيث كانت وراء تغيير المجرى الطبيعي للواد وكسر أحجاره التي كانت رونقه..ومست الشجر من خلال تضرر الفلاحة المجاورة لهذا المكان..وهي رزق مجموعة من الأسر..حيث اشجار التين التي تعاني الويلات
وكل هذا بسبب أن الشركة لا تراعي شروط العمل وفق المعطيات الجاري بها العمل.
هؤلاء ناشدوا الجهات المعنية من أجل التدخل وإعطاء التعليمات للجهات المختصة قصد إنصافهم ورفع الضرر الذي لحق بمحاصيلهم الزراعية ،وإجبار الشركة المعنية بتعويضهم لخسارة إتلاف حقولهم..لكن للأسف بين صباح ومساء..تغيرت مجموعة من الأشياء..حيث ان البعض “باع الماتش” وأفرغ ساحة النضال..تاركا الجمل بما حمل..وهو يسمع عن بعد ان النهر يتعرض كل ساعة إلى كارثة بيئية غير مسبوقة..حيث تلوث الماء وتكسير الأشجار..وتدمير كل ما يتواجد بجانبه..بواسطة آلة”بوكلان”..كما تسربت مجموعة من الزيوت الموزعة على الأرض..والتي تركتها الآلات التي تستعمل في تكسير الأحجار..والشاحنات التي تحمل الأطنان من الأحجار ومن المياه يوميا….
العجيب العجاب..وحسب مصادرنا ان الشركة تمنح مبلغا(…….) إلى الجماعة من خلال اتفاقية معينة..من وقعها؟.. العلم لله؟..وهل حضر كل أعضاء المجلس؟ أم أن من يجلسون فوق كراسي القرار هم من انفردوا بالمعادلة الضعيفة؟
اكثر من هذا..وهنا يطرح السؤال العريض..أين وكالة الحوض المائي؟وهل فعلا رخصت لصاحب الشركة للقيام بكل هذا؟،ولماذا كل هذا الصمت من طرف العمال الذين تولوا زمام أمور الإقليم..؟
نهر أم الربيع تحول من نهر اخضر إلى مطرح للنفايات..في مشهد دراماتيكي..يجعل كل من يشاهد هذا المنظر يتأسف على ما تعرض له.
ما تقوم به هذه الشركة..بهذا المكان..فهو يشكل ضررا بالموارد المائية على مستوى الحوض المائي بهذه المنطقة عامة..
جلالة الملك محمد السادس نصره الله وخلال خطاب إلى الأمة بمناسبة عيد العرش المجيد و الذي يصادف الذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين تطرق الى التحديات التي تواجه بلادنا،والتي تحتاج إلى المزيد من الجهد واليقظة، وإبداع الحلول، والحكامة في التدبير.
ومن أهم هذه”التحديات، إشكالية الماء، التي تزداد حدة بسبب الجفاف، وتأثير التغيرات المناخية، والارتفاع الطبيعي للطلب، إضافة إلى التأخر في إنجاز بعض المشاريع المبرمجة، في إطار السياسة المائية.
فتوالي ست سنوات من الجفاف، أثر بشكل عميق على الاحتياطات المائية، والمياه الباطنية، وجعل الوضعية المائية أكثر هشاشة وتعقيدا….
ولمواجهة هذا الوضع، الذي تعاني منه العديد من المناطق، لاسيما بالعالم القروي، أصدرنا توجيهاتنا للسلطات المختصة، لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية والمبتكرة لتجنب الخصاص في الماء”.
كما شدد جلالته على ضرورة التنزيل الأمثل، لكل مكونات البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027،
ترى ماذا تقول الجهات المسؤولة بالإقليم في هذه الكارثة البيئية الخطيرة التي تهدد البشر والحجر والشجر؟
وقبل الختام هناك سؤال مطروح..ما علاقة الشركة المذكورة بالتجزئة المتواجدة بحي التعاونية بأولاد أفرج؟ وحكاية بعض البقع الأرضية؟
ولنا عودة لهذا الموضوع لكشف مجموعة من الحقائق التي تغيب عن ساكنة المنطقة.