الكاتب والباحث طارق المعروفي يكتب في حديث الاثنين : انحياز الاعلام الغربي المفضوح

جسر التواصل22 أكتوبر 2023آخر تحديث : منذ شهر واحد
جسر التواصل
الإذاعة والتلفزيونسلايدركُتّاب وآراءمجتمع
الكاتب والباحث طارق المعروفي يكتب في حديث الاثنين : انحياز الاعلام الغربي المفضوح

طارق المعروفي

44954282 10217684470570024 5671376917048066048 n 2 - جريدة جسر التواصل

تواصل وسائل الإعلام الغربية نشر كل ما يمكن أن يخدم تبرير الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ، كما يشجع صناع القرار الغربي على الاجتياح، و تدمير القطاع بأكمله ،و قتل أكبر عدد من الفلسطينيين بطرق وحشية ،لا تفرق بين هذا و ذالك، دون الاهتمام بالشعب الذي صودرت حقوقه الوطنية طوال 75 سنة .
و مسألة التحيّز الإعلامي الغربي الواضح والصريح لمصلحة إسرائيل على حساب فلسطين وشعبها، يزداد وضوحا في كل مناسبة و يدعو للاستغراب، سيما و أن من مبادئ الصحفي هو الموضوعية و نقل الخبر و الصورة ، بدون أن يكون الهدف هو الدفاع عن جانب ضد جانب آخر . إلا أن الإعلام الغربي المسعور، تجاوز جميع حدود المهنة، و أصبح المساند الرسمي لدولة الإحتلال ، والناطق الرسمي لها. بحيث يغض الطرف عن الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها يوميا و منذ سنين جيش الاحتلال، و ما أن ينتفض الفلسطيني ليعبر بوسائله الخاصة و المحدودة عن تدمره، حتى تهيج الآلة المتحركة الإعلامية لتنعته بشتى النعوت و من بينها الإرهاب .
لقد تغير مفهوم المقاومة إلى مفهوم الإرهاب.
هذا المفهوم الجديد و الفعال ،هو الذي اخترعه الرئيس السابق “بوش” ليغزو العراق، حيث تم قتل أزيد من 2 مليون مدني ، و تم تدمير بلد بكامله و محوه من الخريطة الإقليمية. فقد استطاع الإعلام الخبيث آنذاك أن يلعب دوره المشؤوم للتأثير على المتلقي،و ذلك من أجل التمهيد للغزو. وهكذا نجحت الفكرة، وهنا تلعب الصورة أهم الوسائل للوصول إلى المبتغى.
لقد انتصر مجرم الحرب” بوش” إعلاميا قبل أن يغزو بلدا بكامله تحت حجج كاذبة، و لا زال السيناريو فعالا و ناجعا إلى يومنا هذا .
و إذا كان الإعلام الغربي يدين الإرهاب، فماذا عساه أن يقول عن قصف مدينتي هيروشيما و ناجازاكي باليابان بقنبلتين نوويتين؟ و ماذا عساه أن يقول عن الحرب الكورية و الحرب الفيتنامية، حيث استخدمت أمريكا الرش الكيماوي لتدمير و حرق و إتلاف البشر و الحقول و القرى.و الحرب في باكستان و أفغانستان و اليمن و الصومال و اللائحة طويلة.
ماذا عسى أن يقول الإعلام الغربي عن الجرائم المتعددة،و التي يقوم بها ممولوه تحت غطاءات متنوعة ؟
من جهة أخرى نتساءل : من يملك هذه المؤسسات الإعلامية الضخمة و المؤثرة، التي تهيمن على الأخبار و تنشرما يريده ممولوها ؟
من هم هؤلاء الذين يسيرون الإعلام الغربي و يوجهونه و يرسمون لهم الطريق للوصول إلى المبتغى؟
إذا ظهر السبب بطل العجب .
و ما يدعو للاستغراب و الدهشة و الحيرة، ذلك الصحفي الفرنسي على سبيل المثال ،الذي يختار الضيوف للحوار ، فيسأل الأول سؤالا يتضمن الجواب : “هل تدين الأعمال الإرهابية التي قامت بها حماس ضد المدنيين العزل من بينهم الأطفال و الشيوخ و النساء الأبرياء ؟”. و كل حديث عن إجرام الدولة العبرية ،هو مجرد دفاع عن النفس. آلاف من الأطفال و النساء تم قتلهم بوحشية ،دفاعا عن النفس بالمفهوم الغربي ، و في بعض الأحيان يكرر الصحفي الخبيث ، أن حماس تضع هؤلاء دروعا بشرية ،و لهذا يمكن قصف المستشفى و المسجد و المدرسة أو أي مؤسسة. هذا هو الإعلام الغربي و ما يسوق له .
أتذكرون جريمة قتل الشهيد محمد الدرة في سنة 2000 ؟ حيث التقطت عدسة المصور الفرنسي بقناة فرنسا 2 ، مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر 12 سنة خلف برميل إسمنتي ، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار، حيث سقط الطفل جثة هامدة أمام عدسة الكاميرا على يد الجيش الإسرائيلي . هذا المنظر الرهيب الذي انتشر عبر جل وسائل الإعلام العالمية ،أثر بشكل ملموس على الجميع، مما دفع المسؤولين عن بعض القنوات الأوربية على حث المصورين و المعلقين على تفادي تصوير الجانب الفلسطيني، و التركيز فقط على الجانب الإسرائيلي ، حتى لا يتكرر ما قام به ذلك المصور في القناة الفرنسية .
لا تغرنكم الشعارات الغربية الرنانة و المزيفة، مثل حرية التعبير أو المساواة أو العدل ،فإنها تتعلق فقط بفئة معينة و مواقف محدودة ، و الدليل أنه أصبح اليوم رفع العالم الفلسطيني أو التظاهر لمساندة هذا الشعب المقهور منذ سنين طويلة أمرا محظورا في بعض دول أوربا ، و هناك من يطالب بتجريمه، و هنا تكمن مهمة الإعلام الغربي المشؤوم الذي استطاع أن يؤثر على القرار، و يمهد المجتمع لتمرير الخطاب الذي يصبو إليه .

المصدرArray

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة