عبد العزيز حنان الدار البيضاء /// المملكة المغربية
سيّدتي …!!!
و بِلا مُقدمات .
أسألُ :
ما المسافة بين الحقيقة ،
و الوهْم الكَذّاب ؟
…
وحْدكِ اليقين ،
بقلبي .
بعْد الله ،
و المُنزَّل على الرسول …
مِن الكتاب .
فلا تُخلْخِلي قناعات ،
امتدّتْ جذورها بإيماني …
لا تهُدِّي بُنْياناً ،
أعَدْتِ تشْييده ،
بالحبِّ …
و هاتِ منك ،
حقيقةَ القوْل ،
و الحاسِم من الجواب .
…
سيّدتي …!!!
هل كل الذي مضى ،
مِن عمر خفْق قلبيْنا …
كان وهْماً .
و كنَّا نُمنِّي النفس ،
بدَفْقةِ ماء …
قد تجود به عليْنا ،
سلاسِل جبال ،
مِن السّراب ؟؟؟
*****
أخْبريني ،
سيدتي …!!!
هذا التاريخ الطويل ،
حفِظناه عن ظهْر قلب …
كان حُقْنة مُسكِّن ،
تجرَّعْناه …
رُغماً عنا ،
أمْ هو يقين ،
لا مراءَ فيه .
يقينٌ ،
به .. من غمْرة الضباب ،
من قهْر التّطاحُن عصبِيّة ،
كان الانعِتاق ؟؟؟
…
سيّدتي …!!!
هل كان الحبُّ ،
جمَع قلبيْنا …
أذابَ في لُجَّة الرِّضا …
روحيْنا قبْل الجسد ،
سرابا و وهْماً ،
كان مُخدِّرا …
و شكْلاً – مقبولاً – من النِّفاق ؟؟؟
…
أخبريني ، سيّدتي …!!!
مذابِح كفْرِ قاسم ،
و ديْر ياسين ،
و صبْرا و شاتيلاَ …
كانت حقيقة ،
أمْ من صُنع إعلام …
امْتلك المشاعر منّا ،
سكَن العقول ،
أسالَ من الهمِّ و الألمِ ،
دمْع الأحْداق ؟؟؟
…
و هذا الوباء اللعين ،
خلْخلَ الكثير في حياتنا …
هدّ قناعات …
أذابَ جليداً من مُسلَّمات …
أدْخلنا ،
سراديب الشكِّ فينا ،
في موْطِئ أقْدامنا ،
في أحْلامنا …
في شكْل العلاقات …
في صدق العناق ،
في حقيقة لذة القبلات …
هذا الوباء اللعين ،
أنْسانَا لحظات ،
وجَعِ أمَّة تمزّقتْ أواصرُها …
من نخيل أرِض الفُراتيْن ،
لِمملكة بلقيسَ ،
لِمضاربِ عُمر المُختار …
و البقيَّة ،
قد تأتي …
ما دام سُمُّ الفجيعة ،
تسرَّب بأوْرِدتنا …
اسْتحال الشِّفاء منه ،
و عجَز الدّواء و التّرْياق .
…
سيّدتي …!!!
بوْصلَتي أصابها العطَبُ .
فحدِّثيني ،
أين اتِّجاه الكعْبة ،
أسْتقبلها عند صادِق الدعاء ؟
و هل ما زالت فلسطين ،
في مكانها ،
أمْ ذابتْ مع ،
شِدَّة رِياح النُّكوص …
و التَّبرُؤِ مِن دمِ يوسفَ …
و هل ما زال بقلبِك ،
مَسْكن لي ،
ألُوذُ به …
عند اشْتدادِ القهْر بقلبي …
عند هُبوبِ الزّوابع ،
و كلّما ،
هزَّني ،
السّعْي إلى عِطر أنْفاسك …
و كلّما اشْتعلَ بقلبي ،
لهَبُ الاشْتياق ؟؟؟
*****
سيّدتي …!!!
صلاحُ الدّين يسألني ،
عن حارةِ المغاربة …
عن بابِ المغاربة …
عن الأقصى ،
حرّرهُ من الغُزاة .
عن القُدس ،
و الصَّخرة …
فأحارُ في الجواب ،
إلا َّ.
ما خُنَّا العهْد .
ما أخْلفنا الوعْد .
فلسطينُ قضيَّتنا …
فلسطينُ ،
واسِطةُ العِقْد منَّا .
من غيرها ،
لا معْنى لِبقيَّة الجواهر ،
لا معنى ،
لِوجودٍ ..
من غير كبرياء .
…
سيّدتي …!!!
و حدودُ قلبي ،
مُشْرعة بلا مُنْتهى …
مِن مفْرقِ البحريْن ،
من مرْسَى ،
سارتْ به …
سُفنُ طارقٍ ،
حتّى آخر حبّة …
من وادي الذهبِ .
تتدفّق فيه ،
عيُون الساقية الحمراء …
…
و حدودُ قلبي ،
مُشْرعةٌ بِلا مُنْتهى …
ما دمتِ فيه ،
تضُخِّين ،
إكْسيرَ الحياة به …
لا تهُدُّهُ ،
سقوطُ أقْنعةٍ خائنةٍ …
و لا أشِقّةٍ ،
تنكروا لوحدة الدم .
تنكّروا ،
لوحْدة المشاغِل و الهمِّ .
ثم انقلبوا ،
علينا …
أشَدّ ، أشَدّ من الأعداء …
…
سيّدتي …!!!
و فلسطينُ ،
كما أنتِ حبيبتي …
رفيقةُ ،
ما تبقّى من عُمري …
رفيقةُ فوْضايَ …
تُلْمْلمينَ عَثراتي و الأخْطاء …
يقينٌ – أنتما – بقلبي .
كما الإيمان …
بالله ،
بالرُّسُل …
بالكُتب المنزّلة …
بالملائكة الأطْهار …
بالقدَر و القَضاء.