
عمر عاقيــــــــــل
عشرات التعاقدات محليا ومن مختلف الجنسيات الأفريقية وحتى العربية متفاوتة الأحجام المالية متبوعة بطموحات تنافسية منها ما يصل إلى قمة التنافس على الألقاب ومنها ما يتطلع إلى استعادة أمجاده الكروية وكلها طموحات تتباين فيها رغبات الأندية المشروعة.
معطيات تكشف لنا قيمة الصفقات ومدى ترجمتها على أرض الواقع من خلال ما يمكن أن يبرز من أداء داخل الميدان الذي يشكل المحك الحقيقي خصوصا وأن أغلب الصفقات التي شهدناها في المواسم الأخيرة لم تكن تلبي الطموحات بل كان أغلبها دون المستوى، ساهمت في بعثرة أوراق الأندية وتناقض العديد من أسس النجاح والإثارة وفي مقدمة هذه النواقص محدودية اللاعبين خاصة منهم الأجانب.
كمية التعاقدات الكثيرة أسهمت في تراجع مستوى اللاعب المحلي، بل زادت في مجمل قراراتها العشوائية في تدني الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر عندها يمكن القول أننا أمام أغلب مباريات متوسطة المستوى، نظرا لعدم وجود الإستقرار الفني في أغلب الأندية، فبالاضافة إلى كثرة الإنتذابات تسهم العديد من تغييرات المدربين لسبب مقنع أو لغير ذلك هي الأخرى في تغيير فلسفة الأندية، بسبب الإنتقاء الخاطئ من قبل إدارات الأندية وسوء التخطيط والعمل منذ بداية الموسم، في غياب الحرفية وتحري الدقة والموضوعية في اختيار لاعبيها وطواقمها الفنية والإدارية، لما عانت أنديتنا ومازالت تعانيه في مواسمها الكروية في جوانب عديدة أهمها الجانب الفني داخل المستطيل الأخضر.
من الطبيعي أن تحدث تغييرات على مستوى المجموعة خلال كل فترة انتقالات، لكن المؤسف أن خطة العمل التي ترتكز عليها الأندية تخلف من وراءها فوضى عارمة بسبب سوء السلوك الإداري الذي يتغير من مكتب مسير إلى آخر وبكمية كبيرة من الأسماء المنتذبة ومدرب تلو الآخر بفكر واستراتيجية أخرى، حتى وجدنا أنفسنا أمام أندية عاجزة من تمكين جماهيرها من أداء فني مستحسن، المشكلة أن كل رئيس لا يثق إلا بنهجه، لعدم وجود عمل حقيقي قائم بطريقة مدروسة من قبل لجنة فنية تملك من الأدوات والإمكانات التي تمكنها من بناء الاستراتيجيات ووضع الخطط قصيرة وطويلة المدى، إضافة إلى أن معظم ما شاهدناه من مباريات الجولات الأولى أقل ما يقال عنها أنها متوسطة المستوى.
جامعة الكرة ملزمة أشد الحرص في المرحلة المقبلة على تطوير مستوى البطولة الإحترافية، من خلال تبني اتفاقيات مع اتحادات اوروبية رفيعة المستوى، والإستفادة من تجاربها الناجحة لوضع كرة القدم المغربية على السكة الصحيحة، مع التركيز على أهمية أن تكون الاستراتيجية واقعية في المستوى الأول، ومتطورة من فترة إلى أخرى، إضافة إلى وجود أطر على أعلى مستوى لإدارة اللعبة بشكل عام.
ما نحتاجه فعلا هو أن تركز الأندية على تطوير عملها في الفئات السنية والرقي بمسابقات المراحل السنية، إلى جانب تغيير عقلية اللاعبين منذ الصغر، والأهم من ذلك أن تمنح الأندية أبنائها السابقين فرصة العمل ووضع بصمتهم وتطويرهم من الناحية الإدارية أو الفنية وفي الجانب الأكاديمي أيضا.
نتحدث كثيرا عن دخولنا عالم الإحتراف، بينما تنظر الأندية للمال كمدخل رئيسي لتحقيق طموحاتها دون النظر للنقص الكبير الذي تعانيه من ثقافة الإحتراف بمعناه الحقيقي، ولا تجيد في محيطها الكروي من مظاهر الإحتراف سوى الرفع من قيمة العقود في تدوير أسماء لاعبين بلا فاعلية ولا وجود لأي إضافة أو بصمة فنية مميزة.
غير ذلك، فإن علامة الإستفهام، التي تشخص أمامنا تذهب باتجاه الآلية التي تعتمد عليها الأندية في عملية الصرف دون الإستفادة القصوى منهم في حالات كثيرة تكررت خلال السنوات الأخيرة، دون الخضوع إلى قرار التعاقد مع لاعب أجنبي كخيار يخضع إلى دراسة مسبقة من حيث المهارة وخدمة الفريق كتشكيل، إلا أن واقع الحال بصدد أغلب المحترفين لم يسجل ذلك مع استثناءات قليلة جدا، وجاءت المستويات عند بعضهم ضعيفة المستوى وغير مقنعة، وهنا يتجلى الأمر المطلوب، الذي يفرض على الأندية حرصا منها على المستوى العام للمنافسات المحلية أن تخضع في تعاقداتها إلى عملية رصد وتقييم وتقرر بعدها إمكانية التعاقد معهم أو إنهاء فكرة جلبهم، لأن ذلك يعد قرارا صائبا وتبعاته ستأتي بنتائج إيجابية، وهو ما ينعكس على الأداء العام للأندية مادام أن أغلبهم لا يشكل إضافة نوعية في أداء فريقه وهو غير مؤهل ليكون رصيدا إضافيا يحقق للفريق أفضل مستوى ممكن.
التعليقات - تقويم بطولتنا :
عذراً التعليقات مغلقة