
مراكش. محمد صقلي
رغم اختلافنا و شجب و إدانة التاريخ الكولونيالي لفرنسا الإستعمارية و الحصيلة الثقيلة من جرائمها ضدالإنسانية.
لكننا نحتفظ لها بمرحلة الانوار التي جعلت منها بفضل فولتير و مونتيسكيو و روسو و إيميل زولا. مهدا للميثاق العالمي لحقوق الانسان.
لكن فرنسا اليوم على عهد ماكرون الرئبس المراهق تغتال تاريخها بل و تقتل نفسها على يد احد ابنائها المارقين الذي لم تشهد الدولة مثله منذ نابليون حتى جاك شيراك.
من عبث التاريخ ان يحتكر القرار في بلد شئنا أم أبينا يعتبر من كبار هذا العالم وزنا و تقدما و مكانة. و ايضا من بين أهم المؤثرين في مجرى السياسة في العالم فضلا عن نفوذها حتى امد قريب في غالبية الدول الأفريقية.لعل الفارق واضح بين فرنسا قبل ماكرون و بينها في ظل انتكاسات ولايته الثانية.
لعل اكبر إهانة لفرنسا ان يتولى زمام الامور بها رئيس بلا كاريزما بلا حكمة و دراية في تدبير الشأن العام داخليا بموازاة مسلسل التخبط الذي طبع أغلب قراراته في العلاقة مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي فضلا عن الفشل الذريع في التعاطي مع الملفات الساخنة في شمال افريقيا و دول الساحل المتأجج دون ذكر انهيار صروح فرنسا على يديه و بسبب سياسته الخرفاء الهوجاء في مجموع القارة.
و لعل الفصل الأخير وليس الٱخر في المسلسل خرقه البروتوكول الذي يقنن العلاقات البينية بين الدول. بأن يقدم على خطوة غير مسبوقة أن يخاطب رئيس دولة أجنبية عامة الشعب في دولة ذات سيادة دونما اعتبار الاصول و الإيتيكيت. إنه خرق سافر لأبسط قواعد و قوانين الميثاق المنظم للعلاقات بين الأمم و الدول.
أين مستشاريك في الإيليزي حتى تخرج بهذا القرار الانفرادي. اين القنوات الدبلوماسية لتبليغ رسالة معينة. هل استنفذت كل اوراقك بأن تتجاوز الأعراف
و التوافقات بأن توجه خطابا مباشرا لكافة المغاربة. دون تكليف لجنة برلمانية للتراسل مع نظرائهم المغاربة. او تمرير مقترح عبر سفارة فرنسا في الرباط.
خلاصة القول و الاعتبار انه التخبيص كما يقول المشارقة. انه التحليق العشوائي عكس التيار. انها المجازفة بسمعة و تاريخ بلد من رجل على رأس دولة اساء لبلده قبل الإساءة للغير.
التعليقات - رسالة إلى ماكرون :
عذراً التعليقات مغلقة