في سعيه الى اعطاء نفس جديد للزجل ، وانتاج مدرسة خاصة به . تبدو ازجال الشاعر الكبير عبد المجيد الزوان تحفا نادرة وابحارا في عمق الكلمات ودلالاتها ورموزها ،في سيل فياض لا ينضب من المصطلحات والمفردات العميقة والدالة على خصوبة خيال الشاعر وتمكنه من السيطرة على تلابيب القصيدة فيرديها مطواعة خاضعة لسلطة شاعر كبير خبر الحرف واعطاه نسقا خاصا يبهر السامع والقارئ والمنصت والمصغي . حينما نتأمل قصائد ديوان “اسواكن تساوت” للشاعر الكبير عبد المجيد الزوان ترحل بنا الكلمات الى التربة الغالية ونشتم رائحة الارض وشموخ البادية وصلابة ابناءها وعزتهم واخلاصهم لكل ما هو فطري واصيل ، فتخال نفسك في رحلة حب وشوق وسط المزارع والمداشر والقرى ، تنصت للغة الاجداد التي تناقلها الاحفاد عن الاباء ، عبد المجيد الزوان شاعر كبير ، زجال كبير يصنع الكلمة يعطيها بعدها ومدلولها وسياقاتها ، يحكي ما نفكر فيه ، يقدم ما نحس به ، يفتح جروحا من الحنين في كل واحد منا ، حنين الى زمن الزجل الاصيل والشعر الانيق ، والبادية الطاهرة بناسها وطبيعتها وجيادها وأصالتها . يكبر الحنين في قصيدة “عود جدي ” ويبرز عبد المجيد الزوان ذاك الفارس المغوار في ساحة الشعر والزجل يمتطي صهوة الذكرى ويحولها الى قصيدة راقية بكل المعاني يستحضر فيها الامس بكل سويعاته واحلامه واماله والامه واكراهاته كأنما يريد من القصيدة ان تستحضر ذلك الحنين الدفين في اعماق الاعماق لشموخ الجد وجواده . قصائد عبد المجيد الزوان قبس من نور ، واشعة من الضياء ، وحروف بميزان الذهب تلتقي ضمن كلمات انيقة مبهرة ومشرقة لتصير قصيدة من البهاء والنقاء والسخاء ترتقي بنا الى عالم السماء . وتأتي ايقونة القصائد “اخيت عليك أليام ” لشاعرنا الكبير الاستاذعبد المجيد الزوان لتحط الاصبع على الجرح وتمزج الحنين بالحسرة بالندم بالطموح والانعتاق من عالم الضجيج والنفاق هذا الى عالم مضى كان جميلا معطاء بالحب والاشتياق ،بالنبل والصراحة ، بالشهامة واخلاق الرجال . يمضي عبد المجيد الزوان بكل شموخه في قصائد ديوانه “اسواكن تساوت ” الى ملكوت الزجل ليبحث عن الارقى والاسمى والاحسن والاجمل ليصبح سيد الزجل بدون منازع ويتربع على عرش الكلمة وحده سيدا وفارسا في فن القول ليبقى شاعرنا الكبير عبد المجيد الزوان ظاهرة عصره ومرجعا كبيرا من مراجع الزجل المغربي الاصيل وجب القيام بدراسات عميقة في قصائده والبحث في هذه الظاهرة السامقة في زجلنا المغربي …….
بقلم محمد نجيب