” أنين الكراسي ” للكاتب والشاعرمحمد كمل

جسر التواصل15 يونيو 2023آخر تحديث :
” أنين الكراسي ” للكاتب والشاعرمحمد كمل

محمد كمل القنيطرة  المغرب    14/08/2021

طنجة
العالية_ الغالية
لانك تسكنين القلب والعين
الدموع عنك حبر لايجف
طنجة كتاب عشقه الشعراء
_ الكتاب _ العباقرة _ “ألهة الذوق “_ سلاطين البيان” _ الركح _ السينما _..
في ازقتها تنمو القصائد
وفي قصبتها يخلد الادب رسله
هناك في مقهى ” الحافة ”
لازالت كراسي ” هرقل ”
شاغرة بعد أن انجز عمله الثالت عشر _ بنى طنجة وسلم مفاتنها
وسلم مفاتنها مفاتيحها _ لمحمد الحمري _ محمد شكري _ سامويل بيكت _ جان جينيه _ الطاهر بنجلون _تينيسي ويليامز احمد بوكماخ _ الجيلالي فرحاتي _ محمد العربي خزان_
دولاكروا_ و ماني ….

كانوا كلهم سعداء
فاصيبوا بداء عشق ابدي
لن يشفوا منه ابدا !؟؟؟
وكراسيهم هناك في المدينة
القديمة _ السوق الداخلي _ مقهى باريس _ سينما الكزار_سينما باريس _ روكسي _ بلاس تورو _
“راس المصلى “و طوابير باعة
” الكارنتي ” تنتظر مرورهم
ليحل بها غيث بعد كل هذا الكساد_
“الروبيو “بعد أن تسللت
خيوط الشيب الى شعره الاشقر
اصبح وزن همه اكبر من قدرة
الصبر لديه وهو الذي كان يسافر
في بحار الخيال _ الشعر _ المسرح هاهو الان في
الفصل ماقبل الاخير من حياته يفكر في
” الحريك _الهجرة ” الى الموطن الأصلي لتلك
الحكايات والقصص التي سلبت منه العقل _ والقلب
ولتمرير قساوة الغربة وهو غير بعيد عن “أذاعة طنجة _ مرسى جميل لعبد اللطيف بنيحي وخالد مشبال_ سينما ” روكسي” وسكنى _ متحف محمد شكري _الذي ظل سجين الرفوف _ ….
سقط في عذوبة الكأس واخد يلتهم الانواع _ الالوان _ الأحجام _ لعل مرارة الوطن
تتحول الى عسل يشفي الروح من سقم لا زال يعذبها_ هذا رئيس القدر الذي يناقض الروايات والقصص التي كثيرا ما اسكرته_ كان هو ” العايل ذ.الرواية !؟
وفي الطريق الى غرفته في سطح احدى العمارات الأندلسية في قلب طنجة _ عرج على المقهى _ حانة محمد شكري _ الذي كان وفيا لذات المقهى؟
فوجد ان الكرسي الذي كان يفتخر بجلوس ” محمد شكري ” عليه قد دخل في أزمة نفسية خطيرة اخد يقضم ارجله ولم يعد كما كان يستمتع بالحديث عن الخمر _ النساء _ وعن خيول السباق التي خذلته _ خذلتناجميعا ولازالت هي تجري ونحن نشرب الريح العدم _ و”الحظ _ غودو الذي خرج ولم يعد
ومن هناك سارت به رجلاه الى مقهى توجد مابين مقهى _ اليمامة و زاكورة _ في ركن خاص كان يجلس رائد_” الزغننة ” محمد تيمد ” _ الذي كان كل الامل يرقد على الركح لذيه الى ان خذله الجميع وعانق طنجة !
طنجة الشامخة_ العالية التي توهمك انك في
مرحلة ” المابين_ بين ” بين ان تجمع
حزن هزائمك في حقيبة وتجعل منها متكأ _ وبين عالمين_ كانك تنتظر قطارا للسفر _عالم لازال
لازال في غياهب الاستشراق _ والاستشراق الجديد _ وعالم على بعد ثمانية فراسخ ركب خيوط التحضر _ العلم _ الإنسانية و السير على السحاب
في الطريق وهذه الجولة _ التي نهايتها الموت الأكيد في حفل جنائزي راقص في”كاب سبرتيل”
مر من امام مقهى ” ميتربول” فتردد خوفا من الكراسي التي تئن فتغلب عليه حب الاستطلاع
فدخل ورأى كرسيا حزينا هو الجميل الراقي الذي
كانت حياته على الركح قصيدة :” جمال الدين العبراق” الذي ترك لنا المدينة _ القديمة _ الجديدة ليرحل قبل الاوان _ بعدان استعجله القدر _ ليترك المسرح في طنجة يتيما بعد أن امضى فيه و”ابن خلدون” شاهد على ذلك اكثر من اربعة عقود …
هي ذي قصة طنجة
التي تدمي القلب والعين تدمع
عروسة سقطت من الاعلى _ في ايادي _ لا تحس بحلاوة الحبر _ الشعر _ الخيال _ المسرح _ الإذاعة _ وكل ملاعبها بين ” الدوركان _ خبشة في الحائط_ بيلو _ فندق المنزه _ الموحدين حيث كان يقيم ” سامويل بيكت ” _ ومسرح سيريفانتس _ فندق الشجرة _ القصبة _ إذاعة طنجة _ مقهى الحافة _ شكيب ارسلان _ و”مولاي عبد الله كنون” الٱن يبكي بحرارة عن مدينة _ كتابا كانت فصارت شبه _ أثار
لمدينة مهجورة تنتظر قيام الساعة.

ملحوظة : اللوحات التي تزين حروفي هي للفنان التشكيلي المغربي السيد : عبد الهادي بنبلة
 

الاخبار العاجلة