عمر عاقيل
ﻏﻴﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﺔ كرة القدم ﻣﻊ كل ﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﻭﻋﻤﻞ ﻗﺎﻋﺪﻱ، ﻭﻋﺪﻡ ﺑﻠﻮﺭﺓ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺗﺪﺑﻴﺮﻳﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﻛﻤﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ كل موسم ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻭﻳﺔ المغربية، يجعل من أنديتنا ﺩﺍﺋﻤﺎ ما تعود إﻟﻰ نقطة ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ.
ﻣﻦ بين ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺟﺪﺍ ﻟﻠﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ شؤون الأندية هو ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻼ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻘﻄﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﻘﺒﻞ الإﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ هو عليه ﻭأن ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ دائرة الوﺳﻂ تتسبب في التقدم خطوة والعودة خطوتين إلى الوراء، إدارات الأندية بحاجة ﺇﻟﻰ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ تحددها على المديين المتوسط والبعيد ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﻤﻞ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ بعيدا عن كل الضغوطات التي تولدها الجماهير ﻷﻥ ﺧﻼصتها أن ما وصلت إليه أحوال الكثير منها ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻌﻪ ﻏﺪﺍ ﻭﻣﺎ ﻳﻄﺮﺡ ﻟﻴﻼ ﺗﺒﺪﺩﻩ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ.
ﻟﺪى الاعلام الرياضي القناعة التامة، كما لدى اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ اﻟﻜﺮﻭﻳﺔ ﻣﺪﺭﺑﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻳﺘﻮﺍﻓﻖ ﻣﻊ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ، ﻭﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﻭﻣﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻨﺎ، ﻓﺘﻔﺮﺽ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺪﺭﺏ ﻳﻤﻠﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻴﺪ، ﻭﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺍﻟﻤﻘﻨﻊ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ، ﻭﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﻄﻂ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﻭﺫﺍﺕ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻭﺗﺨﻄﻴﻂ ﺳﻠﻴﻢ، ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺒﻄﻮﻻﺕ ﻓﻘﻂ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ بالأﻧﺪﻳﺔ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺻﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻛﺎﺋﺰ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻼﺣﺘﺮﺍﻑ، ﻭﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻋﺐ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﺣﻞ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﺪﺭﺏ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﺗﺨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﻮﻗﺘﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ.
لأن ما تقوم به الأندية يرتكز بالأساس بصناعة مدرب على حساب إنهاء مدربين، ما قد يصنع داخل الأندية مجموعة اخرى من اللاعبين على حساب دفن مجموعة اخرى، ما يولد دائما في فكر المسؤول سياسة الهروب من الإستثمار الكروي الصحيح وعدم الاتجاه نحو توسيع قاعدة تضم كل الأفراد المتمكنين في بناء الأندية على سياسة اتخاذ القرارات أحادية الجانب.
لا يختلف اثنان أن من مسببات تراجع مستوى اﻷندية الوطنية هو تغيير المدربين، حقيقة داﻣﻐﺔ لا يجب القفز عن اﻹجتهاد أكثر في أسبابها ومسبباتها ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻮجه سهام ﺍﻟﺘﺸﺨﻴﺺ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻋﻦ اﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻓﻊ التي تتحكم ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻲ ﻹﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻫﺐ ﻭﺗﺮﺳﻴﺦ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮر للفرق المغربية التي تمثل العمود اﻷساس في تطعيم اﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑﻜﻞ ﻓﺌﺎﺗﻬﺎ.
لﻷسف ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻑ ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻷﻧﺪﻳﺔ ﻓﻨﻴﺎ ﻭﻣﺎﻟﻴﺎ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﺎ، يتنافى وضرورة وضع اﻷندية لاستراتيجية وخطة بعيدة المدى، ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺤﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻭﻣﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﻻ ﻳﻬﻢ، ﻟﺬﻟﻚ سيبقى ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻮﺿﻮﻳﺎ ﻭﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺎ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻫﻲ كرة القدم المغربية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﺿﻌﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ.