( عْصَرْتَكْ دَمْعَة ) للكاتب والشاعرعبد العزيز حنان

جسر التواصل30 أبريل 2023آخر تحديث :
( عْصَرْتَكْ دَمْعَة ) للكاتب والشاعرعبد العزيز حنان

عبد العزيز حنان الدار البيضاء

بعيدا عن صقيع النظريات
قريبا من رائحة الطين الحاضنة .
محاولة لملامسة بوح الشاعر حسن العلوي
و النبش في المسكوت عنه
الجزء الأول
العنوان
يشذّ عن الملاحَظ في كثير من الإصدارات الشعرية .هو ليس عنوان لقصيدة معينة ، و إنما هو المحور والمرتكز الذي يؤطر اتجاه أغلب نصوص المجموعة .
( عْصَرْتَكْ) : ( َعْصِيرْ ) قد يكون ذاك الألم الشديد الذي يعصر أعضاء الإنسان و منها المعدة أو القلب .و قد يكون عملية تأتي بعد عرْك ( التصبين ) بكل مراحله . فيُعصر الشيء ليزول ما علق به من أوساخ و يعود إلى نقائه . و قد يأخذ اللفظ ( عْصَرْتَكْ) دلالة أخرى . و هو مزج الأشياء و خصوصا الفواكه و طحنها مجتمعة ليخرج منه خلاصة العصير اللذيذ و المنعش . لكن حال المعصور هنا ينم عن مسار معاكس . العصير لذة ، و نتاج عصير الشاعر : دمعة . و الدمعة الناتجة عن ( عْصَرْتَكْ ) لن تكون سوى ألما قاهرا ،عكس دمعة الفرح فهي تأتي تلقائية بلا ألم أو وجع .
صورة الغلاف
لوحة ؛ هي وحدها تحتاج لوقفة طويلة و عميقة لفك أبعادها و دلالات الفضاء و الامتدادات الظاهرة أو المتوارية …
نعم هي حاولَتْ تقريب معنى العنوان بشكل أكثر تحديدا ، كما عمِلتْ على استفزاز المتلقي في أن يفسر يحلل كلا من العنوان في اتجاه اللوحة أو العكس .
الوجه أو جانب من الوجه ، هو لأنثى . أما الدمع فمجراه أو مصدره ليس عين الأنثى ، و إن ظهرت على أسفل جفن الأعلى قطرات لم تسقط بعد . تدفّقُ الدمع دما ، آتٍ من الآخر المتخفّي اختيارا أو قسرا ، و المتمثل في المُخاطِب بالعنوان ( أنا ) في اتجاه المخاطَبة / الجانب الظاهر من الوجه . و الملاحظ في دفقة الدمعة المعصورة دما ، أنها سَقَت و أنبتت خضرة و ألوانا بنفسية . و الخضرة رمز الحياة أما اللون البنفسجي فعنوان النور المضيء .
هو تجدد الحياة و استمراريتها ، رغم كل عصارة الدمع / الألم .
الدمع الذي بُدل في سبيل ذلك ، هل هو نتاج العصير المتمثل في النبت الأخضر ؟؟؟
و هذه الدمعة المنسكبة دما من الهُـوَ لتتحول رُواء يحضن الخضرة و يغذيها ، هل فِعل يدل على فرضية تجدد الحياة بشرايين الآتي ؟؟؟
الصورة بقدر وضوح معالمها ، فهي مراوغة . هي وحدها تحتاج إلى أكثر من وقفة و قراءة لتفكيك رسائلها من خلال قراءة كل التفاصيل الجزئية المُشكلة للمشهد العام . مع رصد المُنطلَق و المنتهى ، إضافة إلى رمزية الألوان و تحولها من الأحمر القاني إلى البنفسجي ثم الاخضرار فالبياض المشع …
الدعوة هنا موجهة للمتلقي للاشتراك في الإجابة على التساؤلات المطروحة و ربطها بمسارات القصائد مادام العنوان هو للمجموعة الشعرية برُمّتها و ليس لقصيدة محددة بذاتها .

الاخبار العاجلة