عبد المجيد فنيش
خلال اليومين الماضيين، واليوم أيضا ، انتشرت في الكثير من مواقع التواصل، فيديوهات وصور وأخبار ، حول السعي الحثيث لفئة من المغاربة على اختلاس فسحة من الزمن الكوروني القاتل، بحثا على لحظات الأنس في رحاب *دم العنقود*، و سيدة الأبخرة الفاضلة *الشيشة*، وصاحبة السعادة *لفافة الحشيشة*، و…
ففي إحدى الغرف البئيسة في أحد الأحياء المنسية في الدارالبيضاء، شثتت مصالح الأمن شمل ليلة أنس ، تراكم فيها عدد من الأجساد بكل حميمية ( شي فوق شي)، داخل رقعة كمساحة قبرين ملتصقين، بتأثيت مزاجي ما بين سوائل و غيمات دخان.
وفي الرباط وثقت صورة لطابور طويل عريض للعشرات ، وقد ازدحموا محتكين ببعضهم ، و كأنهم عند مدخل ملعب يحتضن الكلاسيكو.
هذا الطابور، لم يكن إلا لأناس يبحثون على نصيبهم من قنينات نبيذ (ميكة زينة التصميكة) أو جعة ( عيشة الطويلة) ، لعلها تعينهم على تجاوز بعض محن الحجر الصحي خلال يومي السبت والأحد، (WEEK END)، و لو أن الأيام مع الكوفيد 19 أصبحت كلها متشابهة.، حيث لا ندري رأس الأسبوع من قدميه.
و كم ترتفع أشكال البحث على لحظة انتشاء ، -و لو كانت نهايتها سجنا- في هاته الأيام الغبراء ، فكيف سيكون الأمر إذا اقترن الزمن مع السيدة *شعبانة*، وما أدراكم ما شعبانة !!!
إنها شعبانة التي يعلن فيها الشاربون، إنهاء سنة إلا شهرا واحدًا من الرشف الكحولي،- ليس بمحض إرادة-، وإنما بتوقف اضطراري يفرضه شهر رمضان المبارك، لتنطلق بعده الشواليات ، وتعود ريمة إلى العادة القديمة.
الآن دعونا نكتفي بالسؤال:
ما معنى التكدس و الاحتكاك في ( البريتش ) و أمام باب (البيسري) الموصد نصفه، ومتى في ذروة حيوية انتقال العدوى ؟؟؟
أهو التأكيد على أن لا قوة تحول دون العاشق و المعشوق؟ و أن الممنوع -وفي كل الظروف- ، سيبقى هو المطلوب ، و لو كلف بلوغه النفس قبل البديل الذي هو النفيس؟
أم أن زمن الفيروس القاتل ، يقوي في النفوس فيروس التحدي الذي لن يكون بنفسه إلا قاتلا.؟
في كل الأحوال، سيتم تعليق كل هاته الخطايا ( التكدس) على مشجاب شعبانة، التي جاءت في 2020 ، في ظرف يعمق الحاجة إلى تغيير (الجو), وتغيير الجو ، لا يناله في هاته الأيام إلا من قال مع امرئ القيس: اليوم…، و غدا أمر .
ترى أي أمر قد يكون بعد هذين المشهدين ؟.
11 أبريل 2020