وأكدت السيدة كريمة بنيعيش، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في إطار هذه التعبئة الشاملة التي تتماشى مع الاهتمام الخاص والرعاية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها لأفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج، تعمل السفارة والمصالح القنصلية للمملكة على تقديم الدعم والمساعدة للمواطنين المغاربة العالقين في إسبانيا، منذ تعليق الرحلات الجوية والبحرية بين البلدين.
كما تعمل -تضيف سفيرة المغرب بإسبانيا – على مساندة ودعم المواطنين الذين يوجدون في وضعية صعبة، بالإضافة إلى مواكبة أفراد الجالية عبر حملة تواصلية دائمة ومسترسلة، وحثهم على الالتزام والاحترام التام لتوجيهات وقرارات الحكومة الإسبانية، والرفع من مستوى وعيهم بضرورة وأهمية الامتثال للتدابير والإجراءات التي اعتمدتها السلطات الإسبانية لمواجهة هذه الأزمة الصحية التي مست كل دول المعمور.
وبخصوص الإجراءات التي تم اتخاذها لفائدة أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا، أوضحت السيدة كريمة بنيعيش أنه، وفي أعقاب القرارات الأولى التي اعتمدتها الحكومة الإسبانية، أحدثت سفارة المغرب بمدريد يوم 4 مارس، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، خلية للتتبع والمواكبة بتنسيق مع جميع القنصليات العامة للمملكة، مكلفة بضمان تتبع ودعم ومواكبة أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا.
وأضافت أنه في أعقاب القرار المشترك الذي اتخذه المغرب وإسبانيا بتعليق حركة الملاحة البحرية والجوية، أحدثت سفارة المملكة يوم 13 مارس المنصرم خلية للتتبع والاتصال لفائدة السياح المغاربة، الذين ظلوا عالقين في إسبانيا، من أجل تتبع أوضاعهم بعد انتشار فيروس كورونا المستجد بعدة مناطق وجهات من البلاد.
وأشارت في هذا السياق، إلى أن السفارة وكل من القنصليات العامة الـ 12 خصصت خطوطا هاتفية مع رقم (واتساب) خاص وبريد إلكتروني للمواطنين المغاربة، “حتى يتمكنوا من الاتصال في حالة واجهوا أية مشاكل أو عراقيل”.
وأكدت السيدة بنيعيش أنها وجهت رسالة إلى الرأي العام الإسباني نقلتها أهم وسائل الإعلام الإسبانية، شرحت فيها بالتفصيل الأسباب والظروف التي دفعت بالبلدين (المغرب وإسبانيا)، إلى اتخاذ هذا القرار، كما دعت من خلال تصريح عبر تقنية الفيديو جميع المغاربة الذين يقيمون في إسبانيا إلى التضامن والتآزر، مع الالتزام الصارم واحترام التوجيهات والتعليمات، وذلك بهدف حماية أنفسهم وأهلهم وذويهم.
كما اعتمدت الحملة التواصلية التي قادتها سفارة المغرب بمدريد، على إصدار العديد من البلاغات في وسائل الإعلام تدعو أفراد الجالية المغربية المقيمين بإسبانيا إلى التطبيق الصارم واحترام توصيات وتعليمات السلطات الصحية الإسبانية مع تجنب التنقل أو السفر خارج أماكن إقامتهم.
وبخصوص الإجراءات التي اعتمدتها السفارة لفائدة السياح المغاربة الذي علقوا بالتراب الإسباني، بعد إغلاق الحدود بين البلدين، أكدت السيدة كريمة بنيعيش أنه إضافة إلى إحداث خلية دائمة للإنصات والتواصل من خلال أرقام هاتفية وعبر (الواتساب) والبريد الإلكتروني، لتقديم الدعم والمساعدة للذين يوجدون منهم في وضعية صعبة، من خلال توفير السكن والتغذية والرعاية الصحية، إذا ما لزم الأمر ذلك، تم إنشاء قاعدة بيانات بدعم من القنصليات العامة للمملكة من أجل إحصاء والتعرف على جميع المغاربة العالقين فوق التراب الإسباني، والذين يقدر عددهم حتى الآن بـ 1700 شخص.
وقالت السيدة كريمة بنيعيش إن السفارة تتلقى يوميا أكثر من 150 مكالمة هاتفية و200 تفاعل عبر تقنية (الواتساب)، بالإضافة إلى العشرات من الرسائل عبر البريد الإلكتروني، مشيرة إلى أن سفارة المغرب بمدريد والقنصلية العامة للمملكة في الجزيرة الخضراء، واجهت مع بداية انطلاق الأزمة الصحية، تدفقا كبيرا للمغاربة المقيمين في إيطاليا وفرنسا الذين وصلوا عبر الحافلات إلى الجزيرة الخضراء، وفي نيتهم العبور إلى المغرب على الرغم من تعليق الرحلات البحرية.
وقد تم إنشاء خلية أزمة خصيصا لإيجاد حل لهذا الوضع، حيث تمكنت السفارة ومصالح القنصلية من إعادة حوالي 130 من أفراد الجالية المغربية الذين قدموا إلى الجزيرة الخضراء عبر خمس حافلات نقلتهم إلى مدن إقامتهم.
وأكدت أن السفارة والقنصليات المغربية قدمت حتى الآن دعما ومساعدة، إما جزئية أو كلية، لفائدة أكثر من 300 شخص لا يزالون عالقين فوق التراب الإسباني، مشيدة بروح التضامن والتآزر الكبير والدعم والمساعدة التي قدمتها العديد من الجمعيات المغربية وكذا المتطوعين المتواجدين في إسبانيا، والذين لم يدخروا أي جهد من أجل دعم ومؤازرة إخوانهم المغاربة الذين علقوا في البلاد.
وبعد أن أشادت بتعاون السلطات الإسبانية في تدبير هذه الأزمة، نوهت سفيرة المغرب بمدريد بكافة أفراد الجالية المغربية المقيمين في إسبانيا”، لما أبانوا عنه بشكل يومي من صبر وتجلد وتضامن”، وقالت “نطلب منهم أن يستمروا في تفهمهم وتضامنهم أمام هذه الحالة الطارئة، وذلك من أجل مصلحتهم الخاصة ومصلحة أهلهم وذويهم”.
من جهة أخرى، ذكرت سفيرة المغرب في إسبانيا، أنه وفيما يتعلق بوضعية المغاربة الذين توفوا وأمام استحالة إعادة رفاتهم إلى الوطن الأم، فإن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، قررت التكفل بتغطية رسوم دفن المتوفين الذين ينحدرون من أسر معوزة في المقابر الإسلامية أو في الأماكن المخصصة للمسلمين بالمقابر التابعة للبلديات، مضيفة أن السفارة والقنصليات العامة لم تتلق إلى حدود اليوم أية شكاية من الأسر المكلومة في أقربائها بخصوص إجراءات الدفن.
وأكدت أنه تحقيقا لهذه الغاية، ربطت مختلف القنصليات العامة للمملكة اتصالات مع السلطات المحلية الإسبانية من أجل الرفع والزيادة في المساحات المخصصة للمتوفين المغاربة، مثل المقبرة الإسلامية في غرينيون التي أطلقت مشروعا لتهيئة 100 من المدافن الإضافية.