بقلم : الاعلامية سعاد بيكة/جسر التواصل
بعد مرور ستة عقود تقريبا على خروج المراة الى الشارع لتطالب بحقوقها، اعتمدت الامم المتحدة رسميا الاحتفال باليوم العالمي للمراة منذ عام 1975 حيث دأبت على اختيار موضوع له كل عام، وفي سياق الشعار الذي تم اختياره هذه السنة بعنوان ( الرقمنة للجميع : الابتكار والتكنولوجيا من اجل المساواة بين الجنسين)، تأتي البادرة النسوية الوجيهة التي اخذتها امراة مغربية ببصمة عبقرية متفردة السيدة الاستاذة فائزة المرنيسي كليلي عندما انجزت مشروع برنامج نظام معلوماتي بعنوان ( الملحون في نقرة واحدة ) ( le melhoun en un clique )، وهو مجهود علمي انطلقت في اعداده الاستاذة فائزة المرنيسي كليلي في اعداده منذ عام 2019 بوصفها باحثة في حقل تراث الملحون وايضا رئيسة جمعية رائدات الموسيقى التراثية بمكناس، وقد قدمت هذا المشروع الوطني الغير مسبوق لمستشار جلالة الملك الدكتور عباس الجيراري عميد الادب المغربي ورئيس لجنة الملحون باكاديمية المملكة المغربية الذي نوه بهذا المشروع الوجيه كسابقة من المؤكد انها ستخدم تراثنا اللامادي المتمثل في فن وأدب الملحون، وتاتي هذه البادرة الرائدة دلالة بليغة على ما يميز المراة المغربية من مواصفات خاصة ومؤهلات فكرية عالية، تؤهلها لمراكز القيادة والريادة في مختلف مجالات العلم والفكر والحضارة.
وللاشارة، فالاستاذة الفاضلة فائزة المرنيسي كليلي هي اطار بوزارة المالية/مديرية الخزينة العامة للمملكة (محللة مبرمجة للانظمة المعلوماتية )، وفي هذا الاطار سبق لها ان برمجت نظاما معلوماتيا لتسيير ملفات الخلايا القانونية التابعة للخزينة العامة للمملكة، ومجموعة اخرى من البرامج المعلوماتية لفائدة الخزينة الجهوية لمكناس، ايضا اسست الاستاذة فائزة المرنيسي كليلي ( جمعية رائدات الموسيقى التراثية بمكناس)، ومنذ عام 2008 اشتغلت على تاسيس اول كورال نسائي في انشاد قصائد الملحون وانشاد نوادر الطرب الاندلسي الرفيع شعرا وموسيقى باعتماد الصولفيج المنطوق، متجاوزة في جميع بوادرها الرائدة تلك العديد من الاكراهات والعراقيل.
هذا وفي اطار اهتمامها بالتوثيق لاعلام تراثي الملحون والطرب الاندلسي قامت الاستاذة فائزة المرنيسي كليلي تحديدا في شهر مارس عام 2022 باعداد وتنسيق وتجميع وترتيب وتحقيق اصدار مخطوط ديوان شعر ملحون للشيخ مولاي المامون العلوي المكناسي احد حفدة السلطان المولى اسماعيل، ولديها ايضا قيد الطبع اصدارها القيم الذي يوثق للاغاني الشفاهية التراثية لمدينة مكناس والمستوحاة في اغلبها من قصائد الملحون، ومن الطريف ان اشير ختاما الى ان الاستاذة فائزة المرنيسي كليلي تعد في طليعة المنشدات البارعات لقصائد الملحون الى جانب اتقانها للعزف على الة السويسن التقليدية.
