عبد المجيد فنيش

العبد الضعيف، كان من بين الأوائل الذين قالوا في أكثر من مناسبة ومحطة ، إن السيد عبيابة لن يطيل المقام في أريكة الحقائب الثلاثة جملة وتفصيلا. لقد جالست الرجل ثلاث ساعات في إطار دورة يناير للمجلس الإداري للمسرح الوطني محمد الخامس، و كان الحضور متنوعا من مبدعين وإداريين و ممثلي مرافق عمومية أعضاء في ذاك المجلس. حديث الرجل خلال ذاك اللقاء (الأول والأخير معه)، كان دالا على أن منطلقات مفاهيم الرجل، ومؤشرات ما كان ينوي من مقاربات في قطاع الثقافة، لن تكون إلا سببا في قفزة لكن في عمق مطب سحيق. وكم ظل هذا الانطباع و انطباعات مماثلة لآخرين حضروا ذاك اللقاء يرافقنا إلى أن انفجرت قنبلة تصريحات الرجل في مجلس النواب حين أهان المسرح المغربي، و أعلن عزمه هدم ما هو قائم من بنيان ، و البناء على أنقاضه، لكن أي بناء و بأي أدوات ؟!؟!؟. ذلك هو السؤال . ذاك التصريح الذي نشرته بعض الصحف، فرق النشطاء المسرحيين إلى صفين، الأول وهو الذي قادته النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، التي اعتبرت أن الأمر محطة مفصلية يجب التعامل معها بكل جدية و مسؤولية، وبالتالي فقد ذهبت هاته النقابة بعيدا في محاولات الدفع بتقويم اعوجاج منطلقات و مفاهيم الرجل. أما الصف الثاني ، فهو صف الذين هرولوا إلى أحضان الرجل، وتولوا مهمة الناطقين باسمه في نفي وجود التصريح الذي أفاض الكأس. و هكذا فإن هذا الصف قام بدور محامي الشيطان ، في الوقت الذي لم يستطع صاحب التصريح لا التأكيد و لا النفي. أما الصف الثالث فهو صف الصامتين الذين ينتظرون النتائج فقط ، و ليبحثوا لأنفسهم في خضمها على موقع. وفي كل الأحوال ، فالصف الثاني والصف الثالث تجمعهما خاصية لئيمة , ألا وهي الانتهازية لا غير. لكن الانتهازية ، عندنا -للأسف- ها هي تاخذ تمظهرات أخرى بعد أن سقط الرجل، حيث تعالت أصوات يصعب تصنيفها في صف من الصفوف الثلاثة، وهي الآن تستعرض بطولات وهمية في (مقاوماتها الشرسة للرجل)، في حين أن هاته الأصوات إلى غاية عصر 7 أبريل 2020، كانت لغزا يصعب تفكيكه ، لأنها كانت في كل محطة مع صف ما، و قد صدق من وصفهم يحق بذلك وصفهم ب( الزئبقيين). أتذكر جيدا ما قاله عدد من الزئبقيين في مرحلة الانطباعات حول مروري في مواجهة الأخ الأستاذ بلال مرميد، حيث ذهب البعض إلى لومي بعنف، و كان سبب لومهم هذا هو قولهم: * لقد كنت غاية في العنف ضد السيد الوزير عبيابة، وهذا سيؤثر سلبا على علاقاتك كمهني مع وزارة الثقافة في الآتي من الأيام.* الآن ، و قد ذهب الوزير، وبقي العبد الضعيف في الصف الذي واجه أهواء ذاك الوزير، أحمد الله حمدا كثيرا أنني قلت منذ ثلاثة أشهر في FBM المواجهة : إن الوزير عبيابة، هو ناطق رسمي باسم حكومة كاملة، فكيف لم يستطع أن يصرح باسم وزارته فقط، ليؤكد أو ينفي تصريح إهانة المسرح المغربي في مجلس النواب ، ومن يدري أن ذاك التصريح كان بداية دخول المطب. الآن نحن أمام وزير جديد، وبقضايا قديمة ينبغي الاشتغال عليها من اللحظة هاته في جو جديد معقم من فيروس الزئبقيين الذين جهزوا أنفسهم منذ مغرب 7 ابريل 2020، للأدوار الجديدة في كواليس و خشبات المستقبل القريب مع الوزير الجديد..