شيخ العيطة الحسين السطاتي لجسر التواصل : أدافع عن الشيخة بكونها إنسانة فنانة، أنثى مغربية، ومن حقها أن تعيش بيننا بكرامة وعز، وتحظى بجميع الحقوق كأي مواطن مغربي في هذا الوطن، وهي تؤدي فنا شعبيا مغربيا أصيلا

جسر التواصل7 مارس 2023آخر تحديث :
شيخ العيطة الحسين السطاتي لجسر التواصل : أدافع عن الشيخة بكونها إنسانة فنانة، أنثى مغربية، ومن حقها أن تعيش بيننا بكرامة وعز، وتحظى بجميع الحقوق كأي مواطن مغربي في هذا الوطن، وهي تؤدي فنا شعبيا مغربيا أصيلا

                         حوار مع فنان جريدة “جسر التواصل”

 

جريدة جسر التواصل: بداية مرحبا بك، كيف تعرف نفسك لقراء جريدة “جسر التواصل” ؟

الحسين السطاتي: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية للجمهور الكريم، وجزيل الشكر لمنبركم الإعلامي جريدة “جسر التواصل” على هذا التواصل الدائم، وعلى هذا الجسر الفني الثقافي الموسيقي والأدبي الذي يربط الفنان بالجمهور..أعرف بنفسي: اسمي الكامل المحبوب الحسين بن محمد، واسمي الفني والأدبي “الحسين السطاتي”، فنان شعبي موسيقي، عازف كمان ومغني لفن العيطة “شيخ للعيطة”، وكاتب قاص وروائي، ودركي متقاعد برتبة “أجودان”، متزوج ولي ثلاثة أبناء.

جريدة جسر التواصل: من دركي “أجودان” ضابط للشرطة القضائية والعسكرية بمجال الضابطة القضائية إلى شيخ للعيطة المرساوية.. لماذا هذا التحول؟
الحسين السطاتي: تحول جذري في حياتي من حسن إلى أحسن، وعن دراسة وتخطيط، اتخذت قراري لأعود بعد تقاعدي إلى الفن الذي أحبه، وأن أعيش الحياة التي أريد وليس كما يريدونها الآخرون لي، لقد كنت فنانا شعبيا قبل أن أنخرط في سلك الدرك الملكي، بدايتي الفنية كانت صيف سنة 1988 مع أوركسترا الأفراح الشعبية، وخلال صيف سنة 1991 أسست مجموعتي الغنائية تحت اسم “الحسين السطاتي”، إلى حدود ربيع سنة 1994 حيت ولجت صفوف الدرك الملكي سلك ضباط الصف، وبعد تقاعدي ربيع سنة 2016، عدت إلى هوايتي التي أعشقها وهي فن العيطة، أنا فنان شعبي “شيخ للعيطة” ولدت فنانا وسأموت فنانا إن شاء الله، أعشق الفرح والبهجة والجمال والحرية في اتخاذ القرارات، لذلك فضلت الفن عن الضابطة القضائية، ولم أعد أستطيع تحمل مزيدا من الكوارث والفواجع الإنسانية من جرائم قتل واغتصاب والفساد الأخلاقي والمالي، فقررت أن أتفرغ للكتابة وفن العيطة، أردت أن أعيش أجواء الحفلات والأعراس، وبالفعل كان لي ذلك ونجحت في اختياري، وفي مجال فن العيطة لا أشعر أنني أعمل بقدر ما أمارس هوايتي وأستمتع.

جريدة جسر التواصل: ما رأيك في المرأة المغربية، وما تتمناه لها في اليوم العالمي للمرأة؟
الحسين السطاتي :المرأة المغربية، امرأة متميزة، استطاعت في وقت وجيز أن تقف ندا للرجل بل أحيانا تتفوق عليه، وتفاجئه باجتهادها وتميزها بالرغم من وجود عراقيل التقاليد والعادات وبعض الأفكار الرجعية..وقد استطاعت المرأة أن تثبت حنكتها ومهاراتها وتفوقها في مختلف المجالات. هذه الإنسانة التي لم يكن ممكنا أن تصل إلى ما وصلت إليه بدون أخيها الرجل، وأقصد الرجال المتنورين، وليس بعض الرجال الذين يساهمون في تخلف المرأة، وما نحتاجه اليوم داخل مجتمعنا، هو الدعم والمساندة، ومحاربة الأمية في الوسط النسائي وتعليم المرأة البسيطة المستوى حرفة أو صنعة تدر عليها دخلا محترما لتعيش في استقلالية مادية تقيها من تقلبات الزمان، وعلينا الاهتمام بالمرأة في العالم القروي، حيث مازالت تعيش أوضاعا مأساوية صعبة.

جريدة جسر التواصل: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، يُعتمد في المغرب سن 16 سنة سنا لزواج البنت، ما رأيك في هذا الموضوع؟ وهل تقبل تزويج بناتك في هذا السن؟
الحسين السطاتي: لدي بنتين، “بذرة وريحانة”، وهما راشدات وفي سن الزواج، وفيما يتعلق بتزويج القاصر فأرى أن زواج البنت القاصر يكون على سبيل الاستثناء ليس إلا، وذلك بعد إجراء البحث المكلف به قاض من قضاء الأسرة، ويستحسن أن تتزوج الفتاة عندما تبلغ سن 18 سنة لاعتبارات عدة منها أن الزواج مسؤولية لا يحسن تحملها إلا من بلغ عمرا محددا، وأميل إلى منح الفرصة للفتاة لاستكمال تعليمها وتكوينها وبناء شخصيتها، لكن إذا ثبت أن الزواج أصلح لها فيتعين تزويجها لما يمكن أن يلحق بها من أدى إن لم تتزوج، شرط أن يكون زوجها كفؤا لها، أما فيما يتعلق ببناتي فقد تقدم لهما عرسان وهن قاصرات لكن رفضت تزويجهن كما رفضن هن كذلك من أجل أن يكبرا وينضجا ويكملان تعليمهما الجامعي وتكوينهما.

جريدة جسر التواصل: بصفتك أب، هل ستختار أزواج بناتك أم ستتركهن يخترن أزواجهن؟
الحسين السطاتي: قبول البنت شرط ضروري في عقد الزواج، وبناتي راشدات وعليهن أن يكن راضيات وقابلات لأزواجهن، لذلك سأبدي رأي بصفتي الأب، أقوم بتحرياتي الخاصة حول الشخص المتقدم لخطبة ابنتي وأنصحها وأوجهها، ولكن القرار الأخير يبقى للبنت لأنها هي التي ستعيش حياتها مع هذا الرجل.

جريدة جسر التواصل: لنقترب أكثر منك، من عالمك أو مملكتك الصغيرة، ما دور الزوجة في حياتك ونجاحاتك ومكانة الأبناء؟
الحسين السطاتي: الزواج يلعب دورا مهما في الاستقرار، وعلاقتي بزوجتي تصل إلى ثلاثين سنة، والحمد لله والشكر له على أن وهبني الله زوجة متفهمة مطيعة تبادلني الحب وعشقي للفن، وساهمت معي في تربية أبنائي الثلاثة “محمد وبذرة وريحانة”، حتى صاروا راشدين في سن الزواج، جزاها الله خيرا على كل ما قامت به لأجلي، وما وصلت إليه وما حققته من نجاح في حياتي إنما هو بدعم ومساندة من زوجتي.

جريدة جسر التواصل: أنت فنان شعبي “شيخ للعيطة”، وكاتب؛ قاص وروائي.. في كتاباتك الأدبية ومقالاتك دائما تدافع بشراسة عن المرأة ومنها “الشيخة”، بدعوى أنها فنانة شعبية شاعرة ومغنية وتؤدي مهمة فنية في الوطن، فهل يرضيك أن تكون زوجتك أو بناتك شيخات؟

الحسين السطاتي: شكرا جزيلا على هذا السؤال، هذا سؤال كبير ويحتاج جوابا طويلا وعميقا، فعلا بصفتي فنان شعبي، شيخ للعيطة، مغني وموسيقي “كومنجي لرباعة الشيخات”، وكاتب قاص وروائي.. فأنا أدافع عن الشيخة بكونها إنسانة فنانة، أنثى مغربية، ومن حقها أن تعيش بيننا بكرامة وعز، وتُحظى بجميع الحقوق كأي مواطن مغربي في هذا الوطن، وهي تؤدي فنا شعبيا مغربيا أصيلا وهو فن العيطة، وليس إذا كانت هناك شيخة سيئة الأخلاق معناه أن جميع الشيخات سيئات الأخلاق، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يمكن تكوين الشيخة في مدارس أو معاهد موسيقية أو في مدرجات الجامعات.. فالشيخة سبق لي وأن كتبت في مقالات أدبية، هي فنانة موسيقية موهوبة بالسليقة، وهي نتاج قهر وظلم واستعباد ودكتاتورية ذكورية للأنثى البدوية المغربية، وبهذه التصرفات اللا إنسانية الظالمة الجائرة في حق الفتاة البدوية، يمكننا تكوين وإنتاج الشيخة، بل يمكننا تصديرها إلى خارج الوطن بالدول الخليجية وحتى الأوربية..وحرفة “تشياخيت” هي نوع من الاحتجاج وتمرد عن القهر والظلم والاستعباد، لذلك فزوجتي وبناتي لم يعشن هذه الظروف القهرية القاسية، فلو عشناها لوجدتهن فعلا شيخات، والشيخة امرأة ذات شخصية قوية تفرض نفسها على غرور الرجل المغربي، وكم من أنثى فنانة تريد أن تغني وترقص وتُخرج ما بداخلها من قهر واختناق وتجدها ممنوعة من طرف أهلها ومقموعة من طرف المجتمع، كما يقول الفيلسوف والمفكر والكاتب الروائي والشاعر.. الأمريكي(رالف والدو ايميرسون) : “يموت الناس وموسيقاهم بداخلهم”، وأقول لك أنه قد تكون أمك شيخة تتستر على فنها بداخلها ولنفسها، وأختك قد تكون شيخة وأنت لا تدري، قد يفعلن في الخفاء ما تخجل أن تفعله الشيخة في العلن، دون أن تعلم أنت شيئا من ذلك، لكن ليست لهن شجاعة الاحتجاج والتمرد والخروج إلى العلن والغناء أمام الجمهور، فكتمن فنهن بداخلهن. وأعتقد أن فن العيطة أعطى للمرأة كل حريتها بل أحيانا تعدت المرأة حرية الرجل، وساوت العيطة بين الذكر والأنثى، سواء في الشعر أو الغناء أو العزف الموسيقي أو الرقص..وحتى في مكانتها داخل الفرقة الموسيقية “الرباعة”، وقد تترأس شيخة تسيير فرقتها الموسيقية.

أما عن مرادك من السؤال، فالشيخة هي نفسها إن قلت لها شيخة ستكرهك، ولا تريد أن يقال لها أو عنها بأنها “شيخة”، وربما لا تريد أن تكون ابنتها شيخة.. ويمكنك أن تعود إلى مقالي عبر الانترنيت على محرك البحث “كَوكل” أو على صفحات بعض الجرائد الوطنية بعنوان “الشيخة تلك الريم شيخة الحريم”، وستعرف بالتفصيل المعنى الحقيقي للشيخة المغربية، تلك اللبوءة التي تتسيد على الرجال، المرأة التي أهانها رجل فأهانت كل الرجال..ولا أريد أن تكون زوجتي وبناتي شيخات، لأنني أعرف ما تعانيه وتقاسيه الشيخة من ظلم المجتمع المنافق الذي يدعي الطهرانية والفضيلة وهو صانع الرذيلة، وكأن باقي النساء غير الشيخة ملائكة، وطبعا أدافع عن الشيخة باستماتة لأنها أنثى مغربية فنانة مغنية أصبحت شيخة، وأقول أصبحت وليس أرادت أن تكون شيخة، فهي محرومة حتى من حقها في التغطية الصحية والاعتراف بها كفنانة بعدم حصول أغلب الشيخات على بطاقة الفنان، وأنا أقرب الناس إليها وأعرفها جيدا بصفتي شيخ للعيطة أرقصها على نغمات كمنجتي، فهي تعرف كيف ترقص حول النار وتجعل من حولها يحترق…
 
جريدة جسر التواصل: ماذا لو أفصحت لك احدى بناتك أنها تريد أن تكون شيخة، فهل سيرضيك ذلك وستوافقها رأيها؟
الحسين السطاتي: بناتي راشدات بالغات يكملن تعليمهن الجامعي، ويتحملن مسؤولية اتخاذ قراراتهن، فلو كانت ابنتي قد مسؤولية فن العيطة ولها ثقافة الشيخة وذات شخصية قوية، سأوافقها الرأي إذا اقتنعت بأنها تصلح أن تكون شيخة، لكن أعرف أن بناتي من الناحية الفنية لسن من مستوى الشيخة، وإذا حدث وأخبرتني برغبتها الملحة في دخول عالم “تشياخيت”، سأشرح لها صعوبات هذا المجال، ولها كامل الحرية في اختيار طريقة عيشها، لأنني أعرف أن الشيخة يوجد في جيناتها فن العيطة، ولو حتى نهاية عمرها، فقد تكون أمك أو أختك أو زوجتك تحمل بداخلها شيخة وأنت لا تدري، وبحكم تجربتي كضابط للشرطة القضائية متقاعد وأبحاثي في عالم الجريمة بالضابطة القضائية، خرجت بنتيجة أنه لا يمكن أن تمنع امرأة من مزاولة شيء هي مقتنعة به وتحبه بشغف حتى لو أدى بها الأمر إلى ارتكاب الجرائم أو الانتحار.

جريدة جسر التواصل: هناك مجموعة من الفنانين الشعبين “أشياخ العيطة”، متزوجين بفنانات شعبيات “شيخات”، ويعملن معهن في نفس المجموعة الغنائية، ما ردك على هذه الظاهرة؟
الحسين السطاتي: للناس فيما يعشقون مذاهب، وللحب سلطان على القلوب، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رقي هذا الفن واحترامه للإنسان كإنسان وانفتاحه وتفتحه على الحياة وحرية الاختيار ونضج الوعي، وتحديه للنظرة الرجعية التخلفية للمجتمع، ولبعض الرجال المتزمتين المتشددين.. فالشيخات هن نساء من المغرب، وأعرف بعض أصدقائي أشياخ للعيطة متزوجين بشيخات ولهما أبناء ويعيشان في ود وتفاهم ومحبة راضين ببعضهما، وقد عمر زواجهما طويلا، عكس بعض الزيجات في مجالات أخرى ومن طبقات اجتماعية مختلفة ومن مناصب ومهن محترمة اجتماعيا، لكنهم أزواج فقط بالمظاهر، يمثلون ظاهريا السعادة الزوجية وهم يعيشون جحيما زوجيا باطنه الكراهية والقهر والخيانة الزوجية والغدر..

جريدة جسر التواصل: بحكم أنك فنان شعبي “شيخ للعيطة” عازف كمان ومغني، وتعمل ضمن مجموعتك نساء “شيخات”، في نظرك ما موقع المرأة في المجموعة الغنائية العيطية ؟
الحسين السطاتي: المرأة بصفة عامة أينما حلت في العمل تضفي عليه جمالا وحماسا ونشاطا وحيوية، أما عن سؤالك فوجود نساء “شيخات” أحيانا بمجموعتي يضفي عليها جمالا وروعة وتكتمل الصورة وتنسجم الأصوات، فتعطي لوحة فنية رائعة، سواء بحضورها كامرأة جسدا أنثويا ضمن المجموعة أو كمادة شعرية في المتن العيطي، وفن العيطة هو الفن التراثي الأصيل الذي يساوي بين المرأة والرجل، في العزف والغناء والرقص وفي حرية اللباس، وكما سبق ذكره نجد المرأة تعزف على الآلات الموسيقية وتغني وترقص.. كما أن هناك عدد من النساء “شيخات” يترأسن مجموعات غنائية، وفي مجموعتي لا فرق بين رجل وامرأة إلا بالفن..

جريدة جسر التواصل: الحسين السطاتي كشيخ لفن العيطة ما الفرق بين شيخات الأمس وشيخات اليوم؟الحسين السطاتي: دائما هناك خلف والحياة تستمر، والعيطة تتجدد وتتطور، فالعيطة قد تقتل لكن لا تموت، ولكل عصر عيطته وشيخاته وأشياخه وجمهوره، وبصفتي ممارس وشيخ نشيط في هذا الفن، أجد أن العيطة تسير من حسن إلى أحسن، بفضل التطور التكنولوجي من رقمنة ومكننة، فالآلة لعبت دورا مهما في الفن بصفة عامة، بما في ذلك تطور الآلات الموسيقية ومعدات الصوت ومعدلاته، وحتى الأزياء، كل شيء يتطور إلى الأحسن، فشيخات الأمس كان همهن الأكبر هو الفن، وكن ذوات مستوى دراسي وثقافي متوسط إلى ضعيف، لذلك نجد أغلبهن متن وهن يعانين العوز والحاجة وتنكر المجتمع لهن في آخر أيامهن، أما شيخات اليوم فأغلبهن ذكيات، كثيرات منهن دارسات متعلمات وحاصلات على شواهد جامعية ولهن ثقافة جيدة، ويعرفن الطريق الذي يسرن فيه، منهن المتزوجات برجال أعمال أثرياء، ومنهن من يسيرن مشاريع تجارية كبرى.. أما من الناحية الفنية فنحن نختلف في نبرة الصوت، لكل فنان بحته الصوتية وطريقة تعامله مع الجمهور ولكل عصر شيخاته وأشياخه.

جريدة جسر التواصل: رسالتك إلى المرأة التي تود الدخول إلى عالم فن العيطة؟
الحسين السطاتي: دائما هناك خلف للسلف والمجتمع المغربي هو الذي ينتج الشيخة، ولا يمكن أن تتخرج الشيخة من المدارس أو الجامعات أو المعاهد الموسيقية، الشيخة هي فتاة مغربية وغالبا ما تكون بدوية، فنانة بالسليقة، عاشت الظلم والقهر والاستعباد، والاستغلال والفقر.. لتتوجه مستنجدة بفن العيطة كاحتجاج منها على هذا المجتمع الذي يعذبها ويهين كرامتها، فتحتج وتثور بصوتها وجسدها، وأنصح المرأة التي تود ولوج عالم العيطة وأعني مهنة “تشياخيت”، أن تكون لها الموهبة الفنية والشغف والحب لفن العيطة، كما أنصحها بالابتعاد عن الثالوث الملوث للفنان؛ وهو التدخين بكل أنواعه وشرب الخمر بأنواعه والجنس الحرام، فالعيطة هي غابة مثمرة نافعة ومضرة في نفس الوقت، فيها الأشجار والثمار والورود والأزهار والفراشات الملونة والعصافير الشادية.. لكن وسط هذه البيئة الرائعة نجد فيها الثعابين والأفاعي والثعالب والذئاب… فعليها أن تكون ذات شخصية قوية وأسلحة ذاتية وترسانة ثقافية، وتكون حربائية لتدخل هاته الغابة، وعليها أن ذكية تجيد كيف ترقص وتراقص هذه المخلوقات لتخرج غانمة سالمة.

جريدة جسر التواصل: ماهو جديدك الفني الموسيقي والأدبي السردي؟
الحسين السطاتي: أحضر إن شاء الله لطرح على قناتي باليوتيوب بعد شهر رمضان أغنية منفردة “سينغل”، شعبية عاطفية من كلماتي وألحاني، أما فيما يتعلق بالكتابة، فقد انتهيت من كتابة الجزء الأول من سيرتي الذاتية تحت عنوان “عيطة دموع الخيل”، وستنشر خلال شهر رمضان عبر حلقات على صفحات جريدة وطنية، كما أكتب في روايتي الجديدة بعنوان ” هيت الشيخات”..

جريدة جسر التواصل: كلمة أخيرة لجمهورك ؟
الحسين السطاتي: شكرا للجمهور الكريم على التشجيع المادي والمعنوي، فبفضل الله وبفضله تكون لي دافعية أقوى للاجتهاد وللعطاء، وأعده أنني سأعطي كل ما في وسعي لفن العيطة من موقعي كفنان ممارس، وشيخ للعيطة، وككاتب قاص وروائي..وسأظل وفيا لهذا التوجه الموسيقي الغنائي، للحفاظ على هذا الفن الأصيل..هذا الكنز اللامادي، ونقله للأجيال القادمة كما أخذناه عن الأجداد الأسلاف، وشكرا لجميع المنابر الإعلامية التي تساهم بجد في إعطاء إشعاع للفن والفنانين المغاربة وتنوير الحقل الفني المغربي، وشكرا جزيلا لمنبركم الإعلامي جريدة “جسر التواصل” الذي سمح لي بأن أقف على هذا الجسر وأطل منه على الجمهور الكريم، وأتمنى أن أراه في حلة صوتية سمعية “إذاعة جسر التواصل” وحلة صوتية مرئية “قناة تلفزيونية خاصة ” قناة جسر التواصل”، وأتمنى لكم مزيدا من النجاح والتوفيق.
 

Views: 6

الاخبار العاجلة