
عمر عاقـيـــــــــــــــــــــــل

معيب حقا ما وصلت إليه أحوال الدوري المغربي حينما فقد بوصلته وخلال سنوات طويلة مضت أﻫﻢ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺩﻭﺭﻱ ﻛﺮﺓ ﻗﺪﻡ ﺣﻘﻴﻘﻲ، ﺗﺰﺍﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻠﻌﺎﻡ 2023 ﺣﻴﺚ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻜﺮﻭﻱ ﻟﺬﺭﻭﺓ ﺍﻟﺘﺄﻧﻖ ﻭﺍﻹﻛﺘﻤﺎﻝ ﻭﺍﻹﻳﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ.
ﻻﺯﻟﻨﺎ داخل منظومة الكرة المغربية ﻧﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺏ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﺭﻱ الوطني ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﻓﻰ ﻭﺗﻨﻄﻠﻖ ﺇﺛﺎﺭﺗﻪ، حتى تعود أخطاء الحكام المثيرة للجدل، ﺗﻨﻌﺪﻡ معها ﺍﺑﺠﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺗﺒﺪﻭ ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻋﺮﺟﺎﺀ، وﻗﺪ ﺯﺍﺩﺕ خلال ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺳﻢ بقرارات تحكيمية مثيرة للجدل، وجدل أسبوعي بإصدار ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﻧﺒﺪﻭ معها ﺃﻧﻨﺎ ﻣﻨﻈﻤﻮﻥ بما يخدم مصالح اﻷندية الوطنية.
بهكذا قرارات يمكن اعتبار الدوري المغربي ضمن أسوأ دوريات العالم تحكيميا، فما نشاهده أسبوعيا ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺼﺪﻳﻘﻪ ﺃﺑﺪﺍ، ﻓﺎﻻﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﻭﺻﻠﺖ ﺣﺪ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺑﻤﺎﺫﺍ ﻧﻔﺴﺮ الإنتقاذات ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ للحكام، ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ وجماهيرها ﺿﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺇﺧﻔﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ليس إلا ؟
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻨﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭﻻ ﻳﺠﺴﺪ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻤﻲ، ﻭﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﺣﻼ ﺷﺎﻓﻴﺎ ﻭﺇﺻﻼﺣﺎ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ، ما يعني أن مديرية التحكيم مازالت ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮﻳﺮ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﺃﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﻜﻤﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩت جامعة ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻢ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ ﻭﻻﺋﺤﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ، والإجتهاد أكثر ﻋﻦ ما هو معمول به ﺣﺎﻟﻴﺎ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺃﻭﺿﺎﻋﻨﺎ ﺍﻟﺘﺤﻜﻴﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ هي عليه، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﻣﻜﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﺭﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﻠﻎ ﻳﻮﺍﺯﻱ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﻭﻗﻴﻤﺘﻪ ﻭﻗﻮﺓ ﺗﺄﺛﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﺤﻔﺰﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺄﺩﺍﺋﻪ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨﺐ ﻣﻌﺎﻗﺒﺘﻪ ﺑﺎﻹﻳﻘﺎﻑ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﻤﺠﺰﻳﺔ.
مستغرب جدا ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺘﺎﺡ ﺃﺭﻭﻗﺔ مديرية، ﻓﻤﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻰ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ (يحيى حدقة) ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻔﻪ ﻭﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺘﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺮﺯﺕ ﻭﺗﻔﺎﻗﻤﺖ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻗﺮﺍﺭ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﻠﻐﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﺍ ﺍلإﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺎﺭ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻼ هو أحسن ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻭﻋﻮﺩه ﻭﻻ ﻫﻮ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻓﺮﺯ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﻘﻨﻌﺔ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﻓﺮﺯﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻔﻮﺍﺕ ﻭالكثير ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﻭﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺪﺍﻭﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ أسبوعيا من أخطاء في تعيينات وصافرات الحكام ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻣﺪﻟﻮﻻ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﻋﻠﻰ هذه اللجنة ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ الميؤوس منها.
هناك شبه إجماع في أوساط مختلف الأندية بأن الساحة التحكيمية في المغرب ينخرها “السوس” من كل جانب وبأن أصحاب القرار فيها لم تفرز سياساتهم إلا الرداءة ولم يكرسوا إلا الفوضى والإنشقاقات والتظلمات في صفوف الأندية وجماهيرها والولاءات ومجاملة أندية على اخرى، هذا فضلا عن الإتهامات التي تصب في خانة أن الإستقلالية في اتخاذ القرارات ما هي إلا مجرد شعارات مضروبة وذر رماد في العيون وتزييف للحقائق وضحك على ذقون الجماهير الأندية التي يدرك مسؤولوا بعضها أن الحاكمين في الظاهر يخضعون إلى سلطة أخرى في الظل، من تعيينات لا تتم ساعات قليلة قبل المباريات، أثارت الكثير من ردود الفعل، تارة بإسناد مهمة قيادة بعض المباريات لحكام بأسماء لأندية بعينها، وتارة في تعيين حكام وإبعاد آخرين، والمضحك المبكي أن تتجاوز بعض التعيينات العدد الأكبر من المباريات لفريق معين.
Views: 2







