جسر التواصل/ الدوحة:خاص
مئات الأعمال الفنية والمواد الأرشيفية التي تم جلبها من مجموعات مقتنيات حول العالم، كما يستكشف المعرض إحدى أهم فترات الإنتاج الفني والتاريخ العربي الحديث.
يفتتح متحف: المتحف العربي للفن الحديث، والذي يُعد من المؤسسات الرائدة في هذا المجال، معرض “بيروت الستينات: العصر الذهبي”، وذلك يوم 16 من مارس في بتقييم فني من سام بردويل وتل فيلراث. ويُسلط المعرض الضوء على وقت شهد اضطراباً في تطور الحداثة في بيروت بدءاً من أزمة لبنان عام 1958 وانتهاءً باندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975. يأتي المعرض ضمن فعاليات مبادرة “قطر تُبدِع”، المبادرة الثقافية الوطنية التي تستمر فعالياتها على مدار العام والتي ترعى وتروج للأنشطة الثقافية في قطر وتحتفي بتنوعها. ويستمر المعرض حتى 5 أغسطس 2023.

تضم الأعمال الفنية المعروضة – 230 عملاً فنياً و300 وثيقة أرشيفية تم جلبها من حوالي 40 مجموعة مقتنيات من حول العالم، كما يبحث معرض “بيروت الستينات: العصر الذهبي” في العصر الرومانسي للتأثير العالمي في بيروت ليسلط الضوء على كيفية تحوّل المشهد الفني في بيروت إلى صورة مصغرة لتوترات أكبر عبر المنطقة جرّاء الصدامات بين الفن والثقافة والأيديولوجيات السياسية المستقطبة. يعرض المعرض أعمال مجموعة متنوعة من الفنانين الذين لم يقابل شغفهم بالابتكار إلا ثبات قناعاتهم السياسية. ومن بينهم فنانين معروفين مثل إيتل عدنان وأوغيت خوري كالان وبول غيراغوسيان وسلوى روضة شقير وشفيق عبود، بالإضافة إلى فنانين لا يقلون أهمية عنهم ولكنهم أقل شهرة خارج المنطقة، مثل عادل صغير وسيسي سرسق ونادية سايكالي ورفيق شرف وآخرين. وتنتمي معظم أعمال الفنانين المشاركين في المعرض إلى مجموعة متحف. كما يعرض المعرض عملاً تركيبياً جديداً متعدد الوسائط كلف به جوانا هادجيتوماس وخليل جريج حول انفجار 2020 المدمر في بيروت، مما يُسلط الضوء مجدداً على الآثار التي يخلفها العنف على الفن والإنتاج الفني وقوة تأثير الشعر في مواجهة الفوضى.
وقالت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: تتمثل إحدى أهم أدوار الفن في استرجاع ذكرى أو تخيل مكان لم يعد موجودًا. وتتمثل إحدى أهم الأدوار العديدة لمتاحف الفن في إنشاء هذا المكان من جديد، حتى لو كان فقط بشكل مؤقت، كي يستطيع من تركوه أو ابتعدوا عنه الوقوف لوهلة وتأمله. ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث خير مثال لهذا المكان. فمجموعاته ومعارضه وبرامجه تضم رؤى الفنانين وأصوات المفكرين من العالم العربي، والذين عانى الكثير منهم شخصيًا من آلام النزوح والتهجير. ويضفر معرض بيروت الستينات: العصر الذهبي هذه العناصر معًا. فهو باقة مميزة ومؤثرة ومدروسة من الأعمال الفنية والوثائق، يعود العديد منها لفنانين تُعرض أعمالهم في مجموعات متحف، تصف مكانًا كان مذهلاً ومضطربًا، وبرغم ضياعه وتدميره، لا يمكننا نسيان بيروت المزدهرة ذات الطابع العالمي في الفترة من 1958 حتى 1975.
وأضافت زينة عريضة، مدير متحف: المتحف العربي للفن الحديث: “من الطبيعي أن يقدم متحف معرضًا للإنتاج الفني يتمحور حول بيروت كونها مدينة عالمية، حظت بأهمية مميزة في الستينيات في التطور والحداثة في العالم العربي. يضيف معرض بيروت الستينات: العصر الذهبي إلى صالة العرض 8 أعمال من مجموعة متحف وعدد من الوثائق الأرشيفية التي توضح ممارسات الفنانين. كما سيتم عرض أربعة أفلام وثائقية من إنتاج مؤسسة دلول للفنون في ردهة المتحف، ما يتيح للزوار فرصة إحياء ذكرى خالدة لمشهد الفن الحديث في لبنان.
ينقسم معرض بيروت الستينات: العصر الذهبي إلى خمسة أقسام.
مرفأ بيروت: المكا ن: يوضح هذا القسم مفاهيم الانتماء والهوية الوطنية بعد استقلال لبنان عن الحكم الاستعماري الذي فرضته فرنسا عام 1943، عندما أصبحت بيروت وجهة للمثقفين والفنانين من الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا الناطقين باللغة بالعربية. وكمكان دائب التغير لتلبية المتطلبات المرجوة منه. تُسلط الأعمال الفنية المقدمة الضوء على الفوارق بين أولئك الذين استفادوا من ازدهار بيروت وأولئك الذين كانوا يراقبون المشهد من الداخل، مترقبين أبداً وفاءها بوعدها.
عشاق: الجسد: يبحث هذا القسم في كيفية تأثير القيم الاجتماعية المتغيرة في بيروت وفي جميع أنحاء العالم على الميول الفنية الجديدة وإلهامها ويوضح كيف انخرط الفنانون، وكثير منهم من النساء، في سياسة الجسد في سياق التحرر والحركات الطلابية بين الستينيات والسبعينيات.
تكوين: الشكل: يقدم هذا القسم للزوار الأساليب الرسمية والمدارس الفكرية المتعددة التي اعتمدها الفنانون، مما يعكس الانتماءات الأيديولوجية الأشمل التي أكدت سياسات الهوية. كما يتناول التعابير المحلية لمختلف الاتجاهات الحداثية في بيروت، مع إيلاء اهتمام وثيق لهيمنة التجريد من الخمسينيات إلى السبعينيات.
الوحش والطفل: السياسة: في هذا القسم، يلقي المعرض نظرة فاحصة على العلاقة بين الفن والسياسة في السنوات التي سبقت بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، حيث زعزعت المشكلة الطائفية المُمنهجة في المؤسسات الاجتماعية والسياسة كافة أوجه الحياة من المدينة.
دماء العنقاء: الحرب: يستعرض القسم الأخير من المعرض كيف عانت الساحة الفنية من الحرب الأهلية اللبنانية، حيث أُغلقت صالات العرض والمساحات الفنية المستقلة وهاجر الفنانون إلى أوروبا والولايات المتحدة والخليج العربي.
كان أول عرض لمعرض بيروت الستينات: العصر الذهبي في صالات عرض غروبيوس باو في برلين (24 مارس – 12 يونيو 2022) وتم تقديمه باعتباره قسماً رئيسياً من بينالي ليون السادس عشر للفن المعاصر في فرنسا (14 سبتمبر – 31 ديسمبر 2022). والمعرض من تقييم سام بردويل وتيل فيلراث، وهما مديرا ” هامبرغر بانهوف”، المتحف الوطني للفن المعاصر في مدينة برلين – والقيم الفني المساعد ناتاشا غاسباريان
جدير بالذكر أن الأعمال الفنية المعروضة جُلبت من أكثر من 30 مجموعة مؤسسية وخاصة من لبنان وأوروبا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
Views: 2
























