جسر التواصل/ الرباط: وكالات
مُنِيت مجموعة كهرباء فرنسا في عام 2022 بواحدة من أسوأ الخسائر في تاريخ مؤشر بورصة باريس (كاك40)، ما أدى إلى ارتفاع مديونيتها إلى مستوى قياسي أيضاً بلغ 64,5 مليار يورو، متأثرةً بمشاكل في أسطولها النووي ومساهمتها القسرية في إجراءات الحكومة لخفض نفقات الفرنسيين.
وتراجعت المجموعة بخسارة صافية فادحة جداً بلغت 17,9 مليار يورو مقابل أرباح بلغت 5,1 مليارات يورو في عام 2021، في واحدة من أكبر الخسائر التي تسجلها مجموعة في فرنسا بعد «فرانس تلكوم» (20,7 مليار يورو) و«فيفيندي يونيفرسال» (23,3 مليار يورو) قبل عشرين عاماً.

ومع الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء جراء ما فرضته الحرب في أوكرانيا من ارتفاع في أسعار الطاقة، شهدت «كهرباء فرنسا» عودة عدد كبير من العملاء الفرنسيين، بينما لم تتمكن من إنتاج ما يكفي من محطات توليد الطاقة وكان عليها شراء الكهرباء بأسعار مرتفعة في الأسواق.
وأشار رئيس مجلس إدارة المجموعة، لوك ريمون، الذي تولى منصبه الخريف الماضي مع تحديات هائلة تواجهها الشركة، إلى أن هذه النتيجة تاريخية وجاءت نتيجة سنة من التحديات الاستثنائية للشركة
وأضاف لصحافيين أن «الزيادة الكبيرة في المبيعات مدفوعة بأسعار الكهرباء والغاز»، مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك، يتأثر هامش التشغيل الإجمالي إلى حد كبير بانخفاض في الإنتاج النووي والإجراءات التنظيمية الاستثنائية المطبّقة في فرنسا في عام 2022 في ظروف السوق الصعبة.
وأكد ريمون أن إنتاج المحطات النووية «يُراوح في هامش 300 و330 تيراواط/ ساعة (في عام 2023)»، مشيراً إلى أن ذلك يدل على «خروج تدريجي من أزمة التآكل الناجم عن الإجهاد» أي مشكلة التشققات الدقيقة التي رُصدت على أجزاء من الأنابيب، ما أدى إلى إغلاق عدد من المفاعلات منذ نهاية 2021.
وقد شهد عام 2022 انخفاضاً في الإنتاج النووي والهيدروليكي للكهرباء إلى مستويات تاريخية في خضم أزمة طاقة ومناخ في العالم، بعد أن واجهت المجموعة متاعب كثيرة من اكتشاف التآكل والتأخير في صيانة محطات الطاقة بسبب وباء كوفيد-19.
وكانت النتيجة تراجع القدرة التشغيلية للمفاعلات النووية الـ56 في عام 2022 إلى 54% (مقابل 73% خلال الفترة 2015-2019)، ما هدد بانقطاع التيار الكهربائي في منتصف الشتاء.
وبعد تفاقم الوضع مع الحرب في أوكرانيا التي أسهمت في ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء، ومن أجل احتواء هذه النفقات الإضافية المترتبة على الفرنسيين، أجبرت الدولة المساهم الأكبر والوحيد تقريباً، المجموعة على بيع مزيد من الكهرباء في عام 2022 بأسعار منخفضة لمنافسيها موردي الكهرباء البديلة.
Views: 2
























