موضة الأجنبي

جسر التواصل14 فبراير 2023آخر تحديث :
موضة الأجنبي

عمر عاقيــــــــــــــــــــــــــل

دائما مايرى المسير المغربي في الإستعانة بالمدرب الأجنبي ذلك الحل السحري لمعضلة الخروج من النتائج السلبية. وتساق في العادة أسباب كثيرة لتسويغ هذا التوجه كون الأجنبي يبقى بالنسبة للمسؤول الأجدر والأنسب والأكفأ لقيادة وتحسين مردود فريق كرة القدم، وتبقى هذه الأسباب صحيحة نظريا، ذلك أن المدرب الأجنبي يملك من الكفاءة والخبرة والمعرفة العلمية والإطلاع والقدرة على التحرك في عالم الإحتراف الشيء الكثير بزواياه وتفاصيله، إلا أن ذلك ومع اتفاقي مع هذه المعطيات، إلا أنني أختلف مع رئيس النادي المغربي في مسألة العودة إلى الأجنبي كلما تكالبت النتائج السلبية على الفريق، كون الحل لا يتمثل دائما في الأجنبي من منطلق عوامل عاطفية تتحكم في الإختيار، بل يعود إلى استحالة هذا الحل السحري السهل من الناحية العملية، مع ما في هذا القول من المفارقة بين الأجنبي والمحلي.
وللتدليل على أن الإستعانة بالمدرب الأجنبي لتدريب فرقنا الوطنية لا يمثل حلا دائما لهذه المعضلة يكفي أن ننظر إلى حال كثير من الأندية موسميا، لم تسهم هذه التعاقدات في تحقيق النتائج المرجوة.
وهذا ما يدفعنا للتساؤل كيف يمكن لأي مدرب أجنبي أن يغير من واقع حال الفريق ويطور من إمكانياته الفنية في ظل واقع يفتقر إلى الكثير من مقومات النجاح التي لا يمكن لأي مدرب مهما سطع اسمه أجنبيا كان أم محليا أن ينجح بدونها؟ وهنا يتطلب الأمر من الأساس أن تكون هناك أرضية مناسبة للعمل بإصلاح للواقع ووضع خارطة طريق وعمل استراتيجي طويل المدى يعتمد على العلم والعقلانية بغية إعادة تصحيح مسار الأندية ما يمكنها من الرقي بمستواها الفني وتحقيق أهدافها المرسومة، كون التخطيط العشوائي لا يمكن له أن يغير من واقع الحال شيئا، ولن يتمكن من تحقيق ما تصبو إليه إدارات الأندية.
والنقيض من ذلك تبرز إمكانية المدرب المحلي بالتعامل مع النادي المغربي ولاعبيه وفق معطيات تحكمها الأندية باختلاف كبير بين ما يتوفر له من امكانيات، وما يمكن بالمقابل أن يتحقق للأجنبي.
بيد أن معايير الإختيار بين المحلي والأجنبي تخضع في كثير من المرات لرغبة السماسرة دون سيرة ذاتية تشفع له بتدريب النادي ولحجم الراتب والشروط المادية التي كلما ارتفع راتبها الشهري وزادت الشروط أعتقد البعض من المسييرين أن المدرب الأجنبي هو المهدي المنتظر القادر على إنقاذ الفريق من حالة ضياع النتائج السلبية وكلما كان تدخل وكلاء اللاعبين أكبر كان المبلغ أكبر، وهو ما يبرز حجم الإنفاق المالي التي تتجه لها الأندية مع الأجنبي، في غياب تام عن المنافسة لمجموعة من الأندية، وهنا نمضي في الحديث لنسأل ولمن يجرؤ فقط؟ ألا يمكن لعديد الأندية لا تملك من الإمكانات ما يمكنها من المنافسة على الألقاب أن تحدث وفرا ماليا باعتمادها على الكفاءات المحلية؟ ما يثير الإستغراب حقا هو أندية بعينها ليست بحاجة لمدربين أجانب ﺑﺮﺍﺗﺐ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺆﻭﺱ البطولة المحلية والفلوس ﺍﻟﻘﺎﺭﻳﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﻨﺎﻝ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻯ ﺍﺳﺘﻨﺰﺍﻑ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻣﻦ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻮﻥ، ﻓﺎﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﺪ ﺍﻟﺠﻴﺐ، ﻭﺍﻟﺘﺴﻴﻴﺮ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺑﺪﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﻧﺰﺍﻝ ﺑﺎﻟﻤﻈﻼﺕ، ﻭﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍلمالية ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍلتعيينات.
ما يظهر صعوبة اتخاذ القرارات الصائبة، بالرغم من سنوات الإحتراف كنظاﻡ، لكنه وبرغم ﻃﻮﻝ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﻟﻢ تتحصل فيه الأندية ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ، وﻻ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﺑﺄﻱ ﻗﻀﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻌﺘﺮﻱ ﻣﺴﻴﺮﺓ النادي المالية أو الفنية ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﺗﺴﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻴﺔ ﺗﺒﺮﺯ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﻭﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﻳﺨﻔﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺗﺘﻼﺷﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻟﺤﺼﻴﻠﺔ ﺃﺭﻗﺎﻡ سلبية تتداول كل موسم.

Views: 2

الاخبار العاجلة