“صمت الكلام ” للكاتب والشاعر محمد كمل

جسر التواصل8 فبراير 2023آخر تحديث :
“صمت الكلام ” للكاتب والشاعر محمد كمل

محمد كمل القنيطرة  المغرب  08/02/2023

“صمت الكلام ”
عندما
تصادف نفسك
في مرآة
لوحدك
في بهو المقهى
أو
أي فراغ تسكن إليه
مع متاهات هذه الحياة
“اللا حياة فيها “
و
يسحبك الحنين
عندما تريد أن تهرب
من هذا الزمان
من كل هذا الآن الذي تتمرغ فيه وانت تظن أنك سعيدا
أو
تحاول ذلك في تمرين لا تنجح فيه ابدا
و
أنت
تسعى
إلى تمرد جديد
في
نشيد تحرر
من
كل
هذه
البقايا من زمان
على كل الذي يقع
و
انت تكتشف
هذه الصورة الخام لك
من دون كلام
في المرآة
التي لم يزرها
أحد حتى فقدت الأمل
في
صلة الرحم بالبشر
و
يضيع منك الكلام
لأنك وحدك
من وضع تضاريس
هذه ” اللا حياة ”
حتى تحولت
ايامك الى سير
وسط التجاعيد
رسومات لحياة
غريب فيها انت
و
تجهد
نفسك
لتجد
لسانا
لتحكي
او
لا
تحكي
عن اللحظة

تود لو توقف اللحظة
كما ” فوتوغراف ” محترف
توقف اللحظة
لتسألها
بعد
كل
هذا الزمان
الذي تقاطر عليك
بأطنان من العقارب
لساعات لا وقت فيها
و
الآن
و
الآن
و
قد
كبر
الحلم
لديك
و
الحلم
و
لكن
لم يعد لديك
الزمن
المزيد من الزمن
لتهندس لأخطاء جديدة
فقط
عليك
ان
تستمر في الإبتعاد
عن المرآة
لتضع نفسك
بعيدا
عن
إحراج
عينيك
و
عن
هذا الشعور
الذي يغمرك
عندما
تبتعد
عن
كل
هؤلاء
الذين
تحالفوا
لينظموا
مؤامرة جديدة ضدك
مع
انك
انت
مصدر
كل
المؤامرات
ضدك
انت لست ” يوسف ” هذا الزمان
انت اقرب الى الذئب منه الى ” يوسف ” عليه السلام .
و
تبحث
عن عيون جديدة
عن مرآة أخرى
عن لسان آخر
عن مرآة أخرى
لا
تخرجك من عبثية هذا الوجود
و
تعيدك
الى
تلك
الراحة الحلوة
لنفس أخرى
لم
تفعل
أي شيء
في
أي
شيء
و
في
اللا شيء
فكيف لك
وانت
سليل العبث
وانت
سليل الفراغ
و
انت
سليل الهذيان
لن
يذكرك أحد
قبل ” صلاة الجنازة ” أو بعدها
صيتك ريح لا ريح فيها
فكيف لكل هذا
ان
يعيد إليك
بعض منك
في
مائة سنة القادمة
التي غردت
أجراسها
بالألم اليقين
و
هذه الأسرار
التي تحتاج للسان
لترى النور
لكنها تفضل
ان
تحفر
فيك
و
منك اوشاما
لتجاعيد
تنمو بلا حدود
و
يستمر نزيفك
الى
مالا نهاية
وكل ما جنيت
ما
جنيت من ” الفانية “
وسوف تجني
سوى
” خفي أنين ”
فكيف
للموت
ان
يعانقنك
في
موت رحيم
علك
هناك
تجد خلاصا
منك
أو
تصادف لسانا ومرآة
تساعدك
على الحكي
عن
كل
هذا
الذي
جرى
و
انت الغريب
و
لست
الغريب
عن
كل
الذي
جرى
الى ان تغازلك
“سقر “
في
أرض
” العمة لوسي “
التي
انطلق منها
الشر و الخير
ليغزوا العالم
و
يجرفك
إلى
هناك
حيث
السعادة
لا تقاس بزمن
اهل الأرض الضعفاء
هذه القبور
التي تمشي
فينا
و
إلى جانبنا
متنقلة
بين
شلالات
الأنين
الذي
لا
ينقطع أبدا
إلى أن
نعتق “بجهنم ”
من
هذه
الفانية
التي
نعيمها
اشواك
” كاكتوس ” عاتية
لا
تحمل وردا ولا زرعا .
ملحوظة: اللوحات التي تزين حروفي هي للفنان التشكيلي العراقي :
خدر دحام

Views: 4

الاخبار العاجلة