بقلم الحقوقي والاعلامي سعيد شكور
من الرقي تولد اللوحة … وتحيلنا اللوحة لفنانة راقية أسلوبا ومعنى ومضامين وأشكال …هي الفنانة سناء بندعنون المميزة بأسلوبها وطريقتها وإنشغالها الدائم بقضايا المرأة ،والولوج الى عوالمها وفضاءاتها لتستكشف معانيها ودلالاتها ورموزها ، مهووسة حد الافتتان بكل ما هو أصيل ، تلتقط التفاصيل فتحيلها بريشتها تحفا فنية نادرة في شكل لوحات تعبق بالأصول والجذور ،،، وبعمق اصالة المرأة المغربية … وشهامتها ورقيها …
تدخل الفنانة سناء بندعنون محرابها “مرسمها ” لتلج في حالة عشق مع لوحتها ، وتخضع الالوان لسطوة الحب والعشق ،وتعطر بريشتها زوايا اللوحة واركانها ، كأنها تتماهى مع اللوحة وتتوحد، لتصيران ذاتا واحدة وكيانا واحدا ولتفجر كم الصمت الكامن في دواخلها ، سناء بندعنون والألوان قصة حب لا تنتهي ما ان تكتمل لوحتها حتى تبحث عن لوحة اخرى تبثها اشواقها وهيامها وآمالها وآلامها .
في لوحاتها عمق اللحظة وواقعة الرؤيا واعادة توظيف الاشكال بطريقتها واسلوبها ، واقعية الى أبعد الحدود ، تشكل لونها الخاص بها ، أو لنقل ألوانها التي تلائم تصورها وفهمها ورؤيتها للاشياء والمحيط والعالم … تمارس شغبها على محيا اللوحة فتدقق في التفاصيل وتراعي الأبعاد ، وتعتبر ان عبق الألوان جزء من احساسها، واللوحة عشيقتها والريشة وسيلتها ، لتخاطبنا بلغة اخرى ، لغة الفن الراقي ، لغة الاحساس الكامن في الصدور ، لغة من صمت طويلا وسرعان ما فضحت اللوحة اسراره . الفنانة سناء بندعنون تعيد ترتيب الأشكال بطريقتها فتحيل المرأة اميرة في وسطها او أو فارسة تبحث عن تميزها وتألقها وشموخها ،هي الاشكال التي أبت سناء بندعنون الا أن تعيد ترتيبها بطريقتها واسلوبها ورؤيتها كأنها تصنع لنا عالما جديدا مدهشا للمرأة بحمولة رمزية ودلالية .وتأبى سناء بندعنون الا ان تدهشنا بلوحاتها وتفاجئنا بطروحاتها مخاطبة احساسنا وقلوبنا وعقولنا في الان ذاته ، مركزة على ان تتواجد بقوة في الساحة التشكيلية المغربية بكل عنفوان ، وبكل اصرار، على التميز ، على الابهار وعلى ان توصل رسالتها العميقة والدعوة الى فك شفراتها .
سناء بندعنون فنانة تحن لكل ما هو بديع وأصيل وطبيعي وعادي وواقعي لتثبت لنا انها فنانة مختلفة وعميقة وأصيلة وراقية ومبدعة ومصممة على الاستمرار في درب الإبداع بكل تألق وتميز …… اليست هي التي تبصم الحياة على اللوحات .وتتبنى قضايا المرأة بكل شموخ ….؟