محمد كمل القنيطرة المغرب 21/11/22
أهلا وسهلا
أيها الموت الجميل
انت
وحدك
القادر
على أن تسرقني
فدع خجلك جانبا
و
توكل على الله
و
قم بواجبك
و
أسقط
عن قلبك
“تطبيق الرحمة ”
و
حقق هذا الحلم
الذي وحده
“ديموقراطيا”
يصلنا
كما الشروق والغروب
حين
توصد النوافذ
النوافذ كلها
و
يتخلى عنك كل شيء
في أي شيء
و
القمر الذي كان رفيقا لك
أدار وجهه للجهة الأخرى
ليدع الشمس تفترسك
و
انت النار والحطب
و
انت الذي كتبت
” قصيدة الوداع”
عدة مرات
كأنما هو ” لعب عيال “
بدمك
الذي
لم
يعد فيه دم
صار حبرا أصفرا فاقع لونه
لعذاب
كان
جميلا
عندما
كان عذابا
فتحول الى حبر أنين
متواصل
ينحت
على
فزاعة
” لا جسدك ”
” سمفونية لا حياة ”
و
انت الذي
عشقت الى وقت قريب
” البندقية ” ” Venise “
و
نمت فوق مائها
و
الناس سكارى
في “نهر خالد ”
جريانه
محمل
بقرابين
لعشاق لم يعد لهم وجود
الا في ” عشاق البندقية “
من يقتسم
وحدتهم
سوى قمر الخريف
الذي تدمع عيونه
رسائل عشق معلقة
في سماء بابل وسمرقند
و حلب وبغداد ومراكش
و طنجة و باريس و بني ملال.
وانت
الذي
أتعبت نفسك
لتصير لاشيئا
في كل شيء
و
في
” اللا شيء ”
الى
“اللا شيء ”
انت العدم
و
كل عظامك
لم
تعد تحملك
انت
الآن صرت
ذكرى
لا
ذكريات لها
تحلم بتلك
الأيام
التي
كنت
تعدو
كما
غزال بري في حدائق فيينا ” Vienne ” حتى إيقظت ” ملكها وحاشيته من نومهم
في المقبرة الجبل الغارق في الورود التي تنوم في الشتاء
و
وسادتك صدى نسيم
صوت
الحان
شدى
“إسمهان” ” الأميرة “
الذي صار
غناء لا يصلح
إلا للموتى
و
الحنين
إلى
تلك
اللحظات التي كنت فيها
طفلا لن يكبر ابدا
و
هاانت
العائد من الموت
و
المسافر إلى موت
لن يتحقق
لن يتحقق ابدا
كما تشتهي
لأن
الذي
لا
ينتظره
أحد
لن
يجد
من
يرتب طقوس الوداع
و
ثمن الكفن
و
هذا وحده
كاف
للتشبت
بحياة “لا حياة فيها “
لذلك
ستبقى
هنا
لن
تموت
وإن
كان
نصيبك
حظك
من
الموت
قد
وصلك مضاعفا
فلا انت من
أصحاب الجنة
و
لا
انت
من
أصحاب النار
و
لو
” بشرت بعذاب أليم ”
انت
زعيم المنظرين “
و
وليسمح لك “الشيطان “
ان
تنعم معه في لذة التسيد
و
عدم التفكير في
أي شيء
وترقب أيام وسنين
العذاب الاليم .