“فرقة الفضاء المسرحي وعودة الروح للمسرح ولرواد دار الشباب رحال المسكيني “

جسر التواصل13 نوفمبر 2022آخر تحديث :
“فرقة الفضاء المسرحي وعودة الروح للمسرح ولرواد دار الشباب رحال المسكيني “

محمد كمل شاعر وقاص
ومهتم بالشأن الثقافي
القنيطرة
13/11/2022

مساء المحبة والمسرح واللقاء في مسرحية ” لا بوراتوار ” التي قدمتها “فرقة الفضاء المسرحي بالقنيطرة ” وهي مسرحية في حوالي ساعة ونصف وهي بمثابة افتتاح للموسم المسرحي لهذه الفرقة الطلائعية التي أسست فعلها المسرحي على التجريب والبحث عن ضرورة منح الإنسان فرصة المواجهة مع الذات الواقع ومع الذات المجتمع والمسرح الطليعي هو فن تأسيس فكر العصر الذي نحياه ومن ثمة فهذا المسرح هو ماضي وحاضر في ان واحد وبالتالي فهو مسرح مندمج بالواقع وهو روح العصر فهذه الفرقة ” الفضاء المسرحي” والتي تشق طريقها بعمق منذ اكثر من عشرين سنة من العمل الأكاديمي والمتواصل وهذه المسرحية التي عرضت هذا المساء بدار الشباب رحال المسكيني هي من تأليف السيدة : فاطمة دويميك وإخراج السيد : محمد حيدة
وتشخيص كل من :
_ حسن حدوش
_فاطمة دويميك
_حمزة البيكة
_محمد حيدة
_فاطمة أونضام
سينوغرافيا : حمزة البيكة
والمحافظة العامة : عبد الله الساسي.
قبل الحديث على العمل بصفة عامة وما هو الأثر والإنطباع الجميل الذي خلفه في وكذا في الحضور الكريم والراقي الذي شرف دار الشباب رحال المسكيني فإنني قد سررت كثيرا للحضور الذي ملأ القاعة وجلس كأنما هو في قداس ديني يحترم ويحب المسرح والجميل هو أن مدينة القنيطرة التي عرفت بكثرة مقاهيها حتى ان عامة الناس أصبح يقول ان ما بين مقهى ومقهى توجد مقهى فانا فرحت كثيرا لان هذا العرس الذي ضمنا في هذه القاعة قد شمل نخبة من أبناء القنيطرة حتى انك تجد بين مسرحي ومسرحي كاتب او رسام او شاعر أو مبدع وهذا الانطباع أكد لي ان الجودة والعمل الجاد فرقة الفضاء المسرحي شكلت تلك الام الحنون التي جمعت حولها ممثلين مخرجين مهتمين بالركح وابي الفنون وهذا جعل هذا اللقاء حدثا جميلا ذلك أن هذا الافتتاح الذي شهدناه بمسرحية “لابراطوار ” بداية موسم مسرحي لهذه الفرقة الفضاء المسرحي 2022/2023 هو في الحقيقة ثورة حقيقية على ما عهدناه سابقا وهو قوي لكونه يشتغل على مشروع ثقافي مسرحي وتقليد جديد على الثقافة المغربية المسرحية ذلك أن فرقة الفضاء المسرحي قد قررت أن تشتغل بطريقة متواصلة وبإحترافية ذلك أنها قد صممت بعد تخطيط ومشقة التفكير في المسألة الثقافية بخصوص المسرح هو :
_ ان تقدم كل شهر عرضا مسرحيا جديدا اكرر كل شهر
وهذا في حد ذاته تقليد جديد على المشهد المسرحي المغربي.
_ مكان العرض هو بصفة معروفة مسبقا هو “دار الشباب رحال المسكيني “

وهنا قبل الحديث عن العرض ونقط القوة فيه هنا يجب أن نفتح قوسا هو أن هذه الفرقة هي السباقة على المستوى الوطني والعربي أظن في إرساء أسس العلاج عن طريق المسرح فعندما يكون لك موعد قار وهو شهري وانت لست بحاجة لبطاقة ” الرميد ” او اية تغطية اجتماعية فقط تحضر عرضا مسرحيا فأنت تعيش شفاء حقيقيا من كل الاسقام في حضرة فرقة الفضاء المسرحي بالقنيطرة .
عن دار الشباب رحال المسكيني ذلك أن عودة الروح الى هذه الدار التي كانت اما للعديد من الأسماء في المسرح والقصة والشعر السينما والتلفزة وطنيا ودوليا وهنا العودة إلى دار الشباب رحال المسكيني هو في الحقيقة اعتراف بالجميل للمكان الذي ضم أسماء وجمعيات وشخصيات مؤثرة في الميدان المسرحي : فرقة الأمل _ الجيل الصاعد _ الستار الذهبي_هل التوات _ حركة الطفولة الشعبية _ الأوراش المغربية للشباب كلها كانت قنوات للتأطير لاجيال وأجيال خلال نصف قرن والعودة إلى دار الشباب رحال المسكيني هو بعث لأرواح من عمروا فيها وعملوا واشتغلوا وعملوا وضحوا بالغالي والنفيس من أجل تنمية وتربية اجيال من الشباب سواء في المسرح او السينما أو الرياضة .
عن العرض المسرحي الذي شهدناه هو من “المسرح الفقير” الغني بالأفكار والرسائل والاعتماد على قدرة الممثل في حرية على إيصال المقصود من الحوار
وما هو المجال الذي يسعى إليه هذا المسرح في البحث عن طرح الأسئلة والبحث عن مسببات الظلم الاجتماعي وانعدام الديمقراطية الحقيقية والعدالة وتكافؤ الفرص في مجتمع حر وعادل وهذه الأفكار قد وصلت لنا ثارة بالإشارة وثارة بالتلميج وإثارة مباشرة بذكر بعض من هم سببا لهذا العبث والضياع الذي نعيشه بعيدا عن العمل والحوار والتمتع بكرامتنا وانسانيتنا والحصول على حقنا من “الكعكة” وقد كان النص جميلا والتشخيص احترافي بشكل جيد مع سينوغرافيا جد عميقة تجعلك تعانق العمل بشكل لا يفوتك أي شيء وذكاء في البحث عن تلك اللحظات التي يشرق الفكر والتعبير لينير لنا معانقة القمر الذي لن يكتمل الا في زرع السؤال الإبتسامة الذكية في وجوه المتفرج _ الممثل .
الجميل في كل هذه الليلة التي أعادتنا لذكريات دار الشباب رحال المسكيني وكذا افتتاح العرض المسرحي لهذه السنة _ ” لا بوراطوار ” بالحديث عن والاعتراف والامتنان لرواد كبار كانوا من الرجال الذين إرسوا أسس الممارسة المسرحية الهاوية على سبيل الحصر المرحوم السيد عبد القادر البويغرومني المؤلف والشاعر والممثل والفنان التشكيلي والسينوغراف والمصطفى البويغرومني الذي ضحى بكل ما يملك في سبيل المسرح و حسن نايت العز وفورا محمد و المرحوم حسن موازن وحسين الراضي والمرحوم السيد العربي الساسي اول من أدخل ممثلين قنيطريين الى شاشة التلفزة 1985 وكذا المرحوم عبد السلام شكدالي واخرون والرجل الطيب ” ابا العياشي ” _كان هؤلاء أساتذة موهوبين ومثقفين بصموا على تاريخ حافل بالعمل المسرحي والثقافي لصالح هذه المدينة التي تعتبر خزانا للمبدعين والمثقفين والمسرحيين الذين ضحوا بالكثير لتكريس ثقافة مسرحية خالدة وقد تم في جو خشوع قراءة الفاتحة على أرواحهم فوق الخشبة في مستهل مسرحية ” لابوراطوار”وكان حضور إخوة المرحوم الرائد عبد القادر البويغرومني السيدان عمر البويغرومني والاستاذ نجيب البويغرومني الأثر القوي على الحضور بحكم أنهما من المهتمين بالعمل الجمعوي والشان الثقافي والمسرحي بالقنيطرة.
وبذكر من رحلوا لا ننسى من حضروا الى هذا إلقاء وكانوا احسن من حمل المشعل وهم يشتغلون على الأقل لعقدين من الزمن في عمق وذكاء : _ الرائع عزيز فلاح_ يوسف لغلالطة _ الأستاذ بندحو_Theâtre Bendahou_ محمد الزيات
ابراهيم اوفقير_حسن كوشت الأستاذ مصطفى ازيل
والفنان ميلود يفيد وٱخرون هؤلاء هم حملة مشعل تطوير أبي الفنون بالقنيطرة .
حقيقة عشنا عرسا حقيقيا صرنا فيه ممثلين المتفرجين وصار فيه الممثلون متفرجين مسرح منفتح تفاعلي كلنا انسجمنا في لقاء مسرحي عائلي وهو دعوة للإنخراط في الفعل المسرحي حضورا وتشخيصا
كان لقاء متميزا مع حضور للسيد مدير دار الشباب رحال المسكيني السيد: خالد كشورة الذي حصل على وساما مولويا وهو شرف لنا جميعا لكونه قد كان طفلا وعمره ست سنوات من رواد الدار التي يديرها حاليا والذي وجه دعوة لكل الجمعويين المسرحيين للالتفات لليافعين لزرع المسرح في ارواحهم .
شكرا جزيلا لفرقة الفضاء المسرحي لكونها أرست قواعد مسرح جديد تحاوري تفاعلي يسهم في تجاوز القديم بشكل طلائعي وهو النص المفتوح او” لا بوراطوار” او معمل العمل المسرحي لا جدران بين الممثل والمتفرج هومسرح تفاعلي متطور بخلق لنا فرجة جديدة وفرح لا نظير له وان الامل في المسرح المغرب قد يأتي من ” فرقة الفضاء المسرحي بالقنيطرة
والغريب أن سحر هذه المسرحية والمشروع الثقافي قد جعلنا نتواصل الحديث لأكثر من ساعة بعد العرض في جو حميمي ومهني وعائلي مع هذا الفيض من الأفكار و الذكريات والحنين الزمن الرواد رحمهم الله زاسطنهم فسيح جناته وأطال الله عمر من لا زالوا بيننا.
شكرا :فرقة الفضاء المسرحي بالقنيطرة
موعدنا في الشهر القادم إن كان في العمر بقية.

الاخبار العاجلة