اعلام لا تنسى

جسر التواصل25 أكتوبر 2022آخر تحديث :

بقلم : الاعلامية الاستاذة سعاد بيكة
كثيرون هم الاعلام الذين سقطوا في ذاكرة النسيان ولم يعد يذكرهم اليوم برغم عطاءاتهم الادبية او العلمية او الفنية التي لا زالت تشهد على نبوغهم الى جانب وطنيتهم الصادقة، وقد اسهموا بعطاءاتهم الخالدة في الترسيخ لقيم المحبة والمواطنة الصادقة، فماذا اعطاهم الوطن اليوم وقد رحل اغلبهم الى دار البقاء، واغلبهم قد رحلوا وفي قلوبهم غصات ألم لسوء التقدير لمكاناتهم الرفيعة الى جانب ما عانوه وهم احياء يرزقون من حيف واقصاء وتهميش، الشيخ مولاي عبد الله الوزاني الاملاحي هو احد هؤلاء الاعلام الذين رحلوا في صمت بعد عمر حافل بالعطاء.

يعد مولاي عبد الله الوزاني الاملاحي احد ابرز اعلام الموسيقى الاندلسية في المغرب، واحد اكبر شيوخها الذين تسنموا مكانة الريادة فيها، الى جانب اهتمامه ايضا بتراث المديح والسماع ودلائل الخيرات، وقد اسهم في تكوين اجيال لازالوا يواصلون الطريق بمدينة مراكش، وقد اسس مولاي عبد الله الوزاني الاملاحي لجوق موسيقي يعنى بتراث الموسيقى الاندلسية منذ فترة ستينيات القرن الملضي، وهو جوق طرب الالة برآسة مولاي عبد الله الوزاني، وقد سجل هذا الجوق الجهوي العديد من ( الصنايع) والمنتخبات الاندلسية لاذاعة مراكش الجهوية، الى جانب اسهاماته المتعددة في تنشيط العديد من الحفلات الخاصة والعامة بمدينة مراكش، وكثيرون هم المنشدون الذين كانوا يترددون على ( رياض دار الضمانة) حيث كان يقيم الشيخ مولاي عبد الله الوزاني لياخذوا عنه صنائع الموسيقى الاندلسية ومنهم الحاج محمد باجدوب والحاج عبد المجيد الفران واخرين، كما كان الشيخ مولاي عبد الله الوزاني استاذا في معهد الموشيقى بدار سي سعيد بمراكش ثم بالمعهد الوطني للموسيقى بجنان الحارثي بمراكش فيما بعد، ومن المؤسف حقا ان مدينة مراكش تتناسى هذا الرائد الفذ من ايناءها وشيوخها الكبار الذي يعتبر احد ابرز اعلام الموسيقى الاندلسية وتراث اامديح والسماع ودلائل الخيرات، ومن المؤسف ايضا ان يتحول منزله الموجود بحي القصور بالمدينة العتيقة بمراكش الى خراب وجدران تتاكل يوما بعد يوم، وكان احرى ان يجعل منه المسؤولون عن الثقافة والتنمية المحلية بمدينة مراكش متحفا يخلد لاسم الرجل ويعرف به وباعماله وبمكانته الرفيعة التي يحتلها عندما نتحدث عن اعلام وطننا من الكبار الذي ينبغي الا يسقطوا في ذاكرة الاهمال والنسيان.

الاخبار العاجلة