عبدالرحمن بندحو _ فنان مسرحي بتاريخ 26 مارس 2020
بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 2020
المسرح بكل عظمته و جبروته في التواصل و الإقناع و التأثير يجد نفسه هذه السنة مسجونا في عيده السنوي، ممنوعا عن جمهوره بفرجة مقيدة عبر العالم. يحل اليوم العالمي للمسرح هذه السنة على وقع نعيق الغربان لكثرة الجثت و انتشار وباء كورونا، إنها سنة استثنائية تفرض على كل المسرحيين عبر العالم أن يعيدو حساباتهم في أدواتهم الفرجوية و التواصلية مع جمهورهم؛ فليعلم الجميع أن فننا لم يعد ذاك الفن الفرجوي المباشر بالضرورة فقد تفرض عليك ظروف كالتي نعيشها اليوم استثناءات و تنازلات عميقة تنزل فننا المسرح من عرشه المتفرد العاجي على قمة الفرجة المباشرة لتلتهمه التكنولوجيا الحديثة و يصبح مجرد فن صورة نتابع أطواره عبر شاشات الهواتف الذكية. اليوم العالمي للمسرح هذه السنة جاء بنكهة الحزن و الإحباط، فالوزارة الوصية أخلت و لا زالت تخل بالتزاماتها تجاه الفرق المسرحية التي لا زالت تنتظر مستحقاتها، جاء بنكهة تهديدات صريحة بالجوع للعديد من الفنانين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم أمام قساوة إجراءات الحجر و أمام شموخ عزة أنفسهم. و تستمر الحياة دون أن يأبه العالم لهذا الفنان أو ذاك، إنها الفئة المنسية بل الأكثر نسيانا في مجتمع لا يعير للثقافة و الفن أي أهمية، فقد أصبحت المعاناة على مستويات عدة معاناة من الرداءة، معاناة من الإهمال و اللامبالاة، معاناة من تقزيم المجتمع الجاهل و اللاواعي بأهمية المسرح و دوره في التوعية و نشر الأنوار في مجتمع مظلم. اليوم العالمي للمسرح لهذه السنة ذكرى تاريخية توثق لعشق أزلي أبدي لفننا المسرح و تذكر العالم أننا رغم قساوة هذه الأيام فحبنا للمسرح يستمر في زمن كورونا. و كل 27 مارس و أنتم على الخشبات صامدون. _
