بروفة مونديالية

جسر التواصل28 سبتمبر 2022آخر تحديث :
بروفة مونديالية

عمر عاقيل 

لا شك أن المباراتين الوديتين للمنتخب الوطني أمام الشيلي والبارغواي استعدادا للمونديال القطري كشفتا حجم الإستفادة والمردود الإيجابي الذي خرج منهما المدرب الركراكي بإمكانيات محترفيه، بالرغم من أن هناك من قلل من حجم المردود الفني الذي سيعود على المنتخب المغربي بسبب اختلاف المدرستين الشيلية والبارغونية عن منتخبات مجموعة المغرب في كأس العالم، إلا أن مجريات المباراتين ومعطياتهما أثبتتا العكس ومن تابع المباراتين تلمس ذلك بكل وضوح بغض النظر عن النتيجة التي انتهت عليهما المباراتين.

الإستفادة القصوى للمنتخب من تطور مستوى المنتخب رهينة بخوض مباريات مع منتخبات أقوى، كما أن مواجهة منتخبات من مدارس كروية مختلفة تفوقنا خبرة، من شأنه أن ينعكس إيجابا على منتخبنا، ويكفي أن مباراتي الشيلي والبارغواي قد شهدتا تحسنا ملحوظا وتجانسا بين لاعبي المنتخب، وكشفت عن بعض الجوانب الفنية السلبية في أداء منتخبنا خاصة الجبهة الهجومية في كيفية استغلال الفرص السانحة للتسجيل، كما أن استمرار غياب رأس الحربة بمستوى أفضل حد كثيرا من الفاعلية الهجومية وقلل من الخطورة على مرمى الخصم.
وديتي الشيلي والبارغواي من المفترض على مدرب الركراكي أن يكون قد تفهم فيهما جيدا طريقة تحضير أسلوب لعبه على اللاعبين بالشكل الصحيح، مادام أنهما كانتا أقرب لأن تكونا اختبارا حقيقيا له وللعناصر التي سيختارها للعب المرحلة المقبلة، وأن يعي تماما أن الإستفادة القصوى ستضعه في موقف إيجابي وتزيد من حظوظ بلوغ مرحلة التهيىء الجيد، بل أنها تدفع منتخبنا إلى تجنب مزيد من الضغوطات واﻹرهاقات التي تحاصر أداءه العام خاصة في هذه الفترة المقبل فيها على مرحلة حاسمة من الدخول في أتم الجاهزية قبل موعد انطلاق كأس العالم.
في اعتقادي أن الأمل في الإستقرار على التشكيلة الأمثل والأكمل ظهرت ملامحه بشكل كبير، وستكون مباريات آخرى فرصة للاعبين والمدرب من أجل التعويض وإثبات هوية المنتخب المستقبلية، والتعامل بحنكة وذكاء أكبر، لتكون (بروفة) القادمة فعلية تدفع المنتخب لأن يكون أكثر تركيزا على نوعية الأسلوب الأنجع الذي سيجلب لنا خيار الإرتقاء بواقع المنتخب، وينفض غبار غياب الإستقرار عنه الذي عاشه خلال فترة تخريب وحيد المطولة، للرفع أكثر من قدرات اللاعبين وينقي الأجواء بشكل إيجابي يرفع من قدرات اللاعبين، وتجاوز تفاصيل سلبيات من دون العودة بالتفكير فيها.
المهم من جميع المعطيات الفنية أن وليد الركراكي من خلال المباراتين قد دخل فعليا في التحضير للمونديال بقوة الخصوم وهي بلا شك مكسب كبير للمدرب ولاعبيه للوقوف على المستوى الحقيقي للجميع وإجراء التغييرات الضرورية التي ستسجل وفق جاهزيتهم المطلقة رفقة أنديتهم، الأمر الآخر الذي لابد من التذكير به جيدا هو أن المدرب الركراكي قد تولى المهمة بكل تفاصيلها وانتهى الأمر إلى هذا الحد من التحضير وعلينا القبول بما يرسمه هو شخصيا من إضافات لاعبين وإبعادهم حسب رؤيته دون الضغط باشراك آخرين وإبعاد مثلهم طالما كان هو الأصلح ومن وقع عليه الاختيار لإتمام المهمة، وقد نصطدم بنتائج صعبة خلال المباريات القادمة لإكمال ما تبقى من التحضيرات مع أن الفوز بها سيحسن موقع الأسود في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم، بل العكس هو الصحيح أيا كانت النتائج فإنها ستصب في هذه الفترة المعقولة لصالح منتخبنا في كأس العالم التي تنتظره فيه مباريات كبيرة ولن تكون سهلة أبدا.
وجود زخم كبير من اللاعبين بين ما هو محترف ومحلي هي أحد العلامات الجيدة والسلاح بيد المدرب وقد نختلف معه في جزئية ولا يعني ذلك إننا الأصح في الرؤية والمهم في المعادلة هو الحصول على منتخب كبير يستطيع الدفاع عن ألوان الكرة المغربية في المحفل العالمي، تتلاشى معه جميع المسميات بعد نزوله أرض الملعب، فالوقت المتبقي هو وقت مناسب بيد المدرب وعلى الجامعة أن تسير بتحضيرات المنتخب بذات النهج والتفاعل مع متطلبات التحضير الجيد بأريحية في الوقت الراهن، فالمنتخب الأول وانجازاته هو غاية ما يطمح ويريد الجمهور المغربي والإعلام الرياضي أملا في تحقيق إنجاز يضفي صورة الكرة المغربية.

الاخبار العاجلة