جسر التواصل/ الرباط: الحسين بلهرادي
نكت كثيرة انتشرت خلال تنظيم مهرجان التبوريدة بأولاد الفرج وبعد نهايته.. داخل الأوساط الدكالية عامة..وداخل أحياء مركز أولاد أفرج ..انتهى العرس الفني والذي عرف حضور العديد من أهل الفن الشعبي..والذين رددوا مجموعة من الأغاني..ومعهم فرح الجميع..بفضل”المحسنين” كما قيل..وتكرر اكثر من مرة..انتهى العرس.. وانتهت لوحات مساحيق التجميل التي كانت وسط المركز..وجوه جاءت لنسيان المعاناة والتهميش..
و حتى الطبالة والمتملقين الذين فعلوا المستحيل لإظهار صورة مغايرة عن الصورة البئيسة للمنطقة.. فاتهم قطار العجائب… وليس أمامهم سوى الرحيل والابتعاد عن المشهد لأن صورهم تلطخت..و الناس فهموا الدرس..والذي مازال لم يفهم عليه أن يفهم..و يعترف أن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية ازدادت احتقانا..؟؟
المواطن المقهور في أولاد أفرج يعيش الويلات منذ مدة..وليس وحده بل كل سكان الجماعات المجاورة تعاني في صمت..وبالتالي لا يمكن للصورة أن تكون مغايرة..مادامت خطوط الربط واحدة.
البعض فهم خطة “احتراف” للعبة المكشوفة..والبقية مازالت تسمع الوهم أكثر ما تشاهد أمر الواقع المرير..لكن خطط أصحاب الطبل والمزمار..الذين أهانوا أنفسهم قبل أن يهينوا شرفاء المنطقة..كثروا و عددهم يزداد كل يوم؟.
انتهى العرس الذي حاول الجميع أن يضعه غلافا للواجهة الحقيقة..لكن السيناريو بقي هو هو ..ولم يتغير.. انتشار الأزبال مستمر ، حيث تراكمتْ أكوامٌ من النّفايات والقمامة في مختلف الأماكن العموميّة وشوارع وأزقّة المدينةِ دونَ أنّ يتمّ التفكير في طريق جمعها.
ساكنة المنطقة عامة ومنها عدد من الأحياء مازالت تعاني من الرّائحة الكريهة المُنبعثة من الأزبال المتكدّسة.
انتشار الأزبال يخلق مشاكل كبيرة ويشوه جمالية وبساطة المنطقة وأهلها، مع تواجد رائحة كريهة تزعج السكان في منازلهم..زيادة على قنوات الصرف الصحي..”الصورة غنية عن أي تعليق”.
الناس لم يتعلموا من تجاربهم بعد، فقد شاهدوا فصلاً جديداً من الفيلم الأميركي الطويل، و انطلقوا في البكاء..وسوف يبكون كل وقت الفيلم.. لأنهم يريدون العيش الكريم وتحقيق مجموعة من المكاسب..والخروج من الظلام والظلم.. والفقر والتهميش.. والحكرة والبطالة والحرمان.
أولاد أفرج غابت أو تغيبت إن صح التعبير..رغم تواجدها على الخريطة..لكن على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي وباقي القطاعات..لا وجود لها..ولا يتذكرون هذه المنطقة إلا عندما تقترب الانتخابات..الجماعية والبرلمانية..وخلالها تنطلق الوعود الفارغة والجوفاء..
وعندما نتكلم عن أولاد أفرج فإننا نتكلم عن منطقة تعاني الويلات..وتتخبط في خندق..لا يمكن أن تخرج منه..
عندما تحط أقدامك في هذه التربة العزيزة.. تشعر بالقشعريرة..بسبب المشاهد الدراماتيكية..التي تحبس الأنفاس..مشاهد الطرق المغشوشة والمدارس المخربة..والأزبال التي تملأ كل الأزقة..والطفولة المغتصبة..والشباب العاطل..والفلاح المقهور..وظلم من نجحوا في الانتخابات..وعجرفة بعض رجال السلطة..منهم من رحل ..أمام صمت أهالي المنطقة..الذين ظلوا يتفرجون على المشهد..الذي لم ينته بعد
عند زيارتك إلى أولاد افرج من الصعب عليك أن تخفى الحزن والكآبة..رغم خضرة الطبيعة..ورغم بساطة أهل المنطقة وتواضعهم..وكرمهم الحاتمي.
أولاد أفرج تشبه غرناطة..التي تحمل همومها منذ إعدام شاعرها الكبير غارسيا لوركا..الذي أعدمته فاشية فرانكو..وبطريقة غريبة..إلى درجة أن قبره مازال في خبر كان….
ختام الكلام
قال أرسطو
الرجل المثالي يشعر بالمتعة في إسداء المعروف للآخرين