محمد أديب السلاوي
إن الأحداث التي تعرفها الخريطة العربية : فلسطين والعراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ومصر والجزائر وبعض دول الخليج العربي، تجعل العالم العربي من محيطه إلى خليجه، يمر بمرحلة من التداعي النفسي، لا أحد يستطيع تحديد آلام هذه المرحلة البئيسة على جسده، ولكنها بكل تأكيد سيكون لها آثارها العميقة في تشكيل رؤيته للمستقبل. وخصوصا فيما يتصل بوجوده كقوة ودين وحضارة وهوية وقيم…وهذا التداعي لا يطرح نفسه فقط على المسار السياسي والحضاري والاقتصادي للخريطة العربية، ولكنه يطرح نفسه بقوة وعنف وإلحاح على العقل العربي، على قدرته على مواجهة آثار احتلال فلسطين، وآثار العنف والخوف والعدوان والإرهاب على تضاريس الخريطة العربية من المحيط إلى الخليج.
والمتتبع للأحداث المؤلمة على خريطة الوطن العربي، يدرك بسهولة ويسر…وربما يدرك بألم أيضا، أن الفكر العربي اليوم يواجه مأساة التداعي التي يعيشها الإنسان العربي بنوع من الذهول والحيرة، وكأنه لم يعد يستطيع أن يستوعب ما يدور حوله من قضايا وأحداث وتداعيات…ذلك أن عنصر المفاجئة التي تتركها الأحداث هنا أو هناك، أصبح يتجاوز احتمالات أو تنبؤات هذا الفكر.
السؤال المحير: من يقف وراء هذه الأحداث…؟ ومن يغذيها، وبالتالي إلى متى سيظل الفكر العربي متوقفا…إلى متى سيظل يبحث عن مخارج للازمات الناتجة عن هذه الأحداث…؟.
وهل سيبقى ضمن مرحلة التعبير الشعري لما يدور حوله من أحداث وصراعات وحروب…أم أنه سيتسلح بالرؤية العلمية لقراءة هذا الزخم من التداعيات المخيفة…؟
متى يحدث ذلك…
هل بعد فوات الأوان ؟
عفوا…ألم يفت هذا الأوان بعد ؟
من الأكيد، أن غياب الرؤية العلمية التي يجب أن نفهم خلالها قوانين الأشياء، لا يعني سوى فقدان البصيرة… وتلك هي الهزيمة الكبرى التي ينتظرها كل أعداء وخصوم الخريطة العربية.
أفلا تدركون …؟
أفلا تنظرون… ؟