بقلم : سعيد الإمام
” الهاموش ” الثقافي كما سماهم عميد الأدب طه حسين ، ما اكثرهم عندنا في الساحة الفنية …
هم من يفتقدون القدرة على الدفاع عن قضاياهم الفنية ويتحولون إلى جيوش و” سيوف ماضية ” تهاجم كل من يبدع أو يعمل أو يناضل ويكيلون الاتهامات لمن يواجهون المعارك الثقافية والفكرية والفنية الحقيقية ومن يدافعون عن مصالح الفنانين بعيدا عن الانا وبعيدا على المصالح الشخصية ، وهذه النوعية ” صفاها الغربال ” مؤخرا في ساحتنا الفنية وافتضح أمرها بعد قيام وزير الثقافة والشباب والرياضة والتواصل بانفراد في وضع مشروع قانون لتحويل المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة إلى مؤسسة إدارية وفق مقاربة استبدادية وسياسوية ووفق ” تشريعات ” وبنوذ قانون متعسف يتحكم في أموال الفنانين ولا تترك المنخرطين اي حق في اختيار من يمثلهم أو الاستفادة من أموال حقوقهم التي ستصرف حسب ” تشريعات ” السيد الوزير في تمويل ” المشاريع الثقافية الوطنية ” مثل مآدب عشاء فاخرة ليلة افتتاح معرض الكتاب وترميم بعض الأسوار وتمويل بعض المهرجانات التي تستدعي الاجانب وشراء لوحات زيتية عالمية للمتاحف وتمويل تظاهرات بادخة للثقافة يناقشه وزراء سابقون وشخصيات تأتينا من خارج أرض الوطن لتلقيننا أصول موسيقى الرأي والراب والكونتري والدبكة اللبنانية …وغيرها من ” المشاريع ” الثقافية التي ستترك الفنان المغربي مجرد متفرج يعض على شفتيه وياكل المزيد من اظافره.
غريب أمر بعض الفنانين وبعض من ” يتحملون ” مسؤوليات في هيئات فنية من المفروض أن تكرس دفاعها عن حقوق الفنانين لتلتحق بالركب …
أشخاص لا يعجبهم ولا يرزقهم ان يرووا غيرهم يعملون في الطريق الصحيح .
لم تبق سوى بضعة أيام على التصويت في مجلس النواب (البرلمان ) على مشروع القانون 25.19 المتعلق بهيكلة المكتب المغربي لحقوق المؤلفين والحقوق المجاورة حيث سيتم البث فيها الاسبوع المقبل ، وهناك من يتابع الموضوع في صمت…!
وهناك أيضا من ينتظر الجهة الغالبة والجهة المطلوبة ليخرج للناس ويؤكد بأنه من كان وراء كل هذه الإنجازات.
وفي الوقت الذي تستميت فيه مجموعة من الشرفاء والمبدعين والتنسيقة النقابية من متابعة يومية لهذا الملف المتشعب ،
وفي الوقت الذي اخترقنا فيه مجلس النواب وطالبوا باشتراك جميع الهيئات رغم اختلافاتنا مع بعضها ، ها نحن نجد أنفسنا مرة أخرى مضطرين لمواصلة النضال مع أعضاء تنسيقيتنا وحيدين في المعركة .
مجموعة فضلت السكوت !
وأخرى فضلت الهرولة نحو مساعدي الوزير ..!
وأخرى فضلت الاكتفاء ب” تصريحات ” نفث ونشر مغالطات للرأي العام وشرح ” الاستقلالية ” التي ندعو إليها بشكل ساذج يساهم في نشر التفرقة بين المبدعين .
ومجموعة أخرى اكتفت كما هي عادتها القديمة بتقديم الولاءات إلى أشخاص هم الان مسؤولون في ال B.M.D.A إلى حين أن ياتي ” مسؤول ” أخر ليقدموا له الولاء والشكر والتأييد.
التذكير نواب الامة بالاستقلالية التي يدعو إليها الفنانون وذوو الحقوق فإنها تعني إضافة نصوص تشريعية تعطي الحق للفنانين في التصويت على رئيس مجلس الإدارة ومسيرة أو مدير عام لا ينتمي لنصف الفنانين أو المبدعين وليست له علاقة بصفة مبدع مصنفات فنية او أدبية أو صاحب حق أو حقوق مجاورة لكي يمارس مهامه باستقلالية سياسية وحيادية فنية بعيدا عن بسط نفوذ الدولة وبعيدا عن وصاية حزب السيد الوزير كما هي حاليا.
الدولة تقوم بمهام الحكامة والتتبع والاشراف الاداري على جمع المستحقات وفق ما يخوله لها القانون ووفق التشريعات الدولية في هذا المجال .
ندوة صحفية ستنظمها بفندق مجلس بالرباط 07 يونيو 2022 ابتداء من الساعة الخامسة مساء تنسيقية النقابات الفنية التي فضلت البقاء في ساحة المعركة ومواجهة هذا التعسف الإداري الجديد الذي عاد بنا لسنوات الرصاص وذلك قبل بث الأغلبية النيابية في التعديلات الملموسة والمدونة التي اقترحناها كتابيا على أنظار نواب الامة ، ونحن ننتظر خلال الأيام القادمة ” خرجات ” المزيد من ” الهاموش ” الذين سيملؤون صفحات المواقع وكواليس المقاهي بتصريحات السبق والفضل في الصيغة التوافقية التي سيخرج بها المشروع .