رشيد الياقوتي
يا وردة العشاق جادك صادق
من وجدنا يهمي بلا سيلان
ولكل مفؤود بلونك رعشة
حمراء تُذهب غصة
الأحزان
ولعاذلي في حب وردك أن يرى
ما قد فعلتِ بأعتد الأقران
ولعاشق الخضراء فيما هاجه
أن يصطلي بحدائق وجنان
فلقد نظرتُ إلى الربيع وزهره
وتآلُفِ الأجناس والألوان
فإذا المروج الخُضْرُ رقَّتْ منظرا
فلحسن حُمْر شقائق النعمان
إني نذرت دمي لمن حملت دمي
لونا لها وحببت عن إيمان
من مشبه الحمراء في طلعاتها
ترد النزال بهودج العرسان
في حلة تسبي العيون كأنما
ضُربتْ طلاسمها على الأجفان
وإذا بساط الأرض مصطبغ بها
وإذا الخصوم تدب كالفئران
وذوي زمجرة الطبول مُوَقِّعٌ
سلفا بشير النصر للفرسان
بمدرجات قد ورى جنباتها
لجب النفوس ورعشة الأبدان
ومُهَدِّفٍ يلج الشباك وخلفه
حطب من الأجساد والسيقان
بعرينة قد غودِرتْ آسادُها
تثغو بمرمى الشؤم كالخرفان
أو قاذفٍ يمناه تنجز قذفة
في الجو مثل قذائف النيران
شوط يمر على الخصوم كأنه
مما أصاب نفوسها شوطان
