كريم القيشوري
بالتجلي يبتعد المرء عن سلوكات قديمة ما، يطوِّر كثيرا سلوكاتٍ أخرى، يُعيد قراءة نصٍّ ما باختيارٍ حر (وليس كواجبٍ مدرسي، أو كفرض واختيار غير فردي)، يُعيد الكتابة من منحىً آخر، يدفع بعباراته وكلماته أبعد من قبل، يتراجع هنا، يتقدّمُ هناك، يستثمرُ هنا، ويستقيلُ أو لا يستثمرُ هناك ليستثمرَ أفضل، يُكرّرُ مرارا، يبحث عن موارد ثقافية جديدة أو يُعيد تنشيطَ موارد سابقة… الشاعرة ريحانة بشير تصوغ ذات زمن قصيدة تشكل من خلالها “عري تجليها” انطلاقا من أحاسيس كائنات.. بلغة فاتنة ؛ بعشق بلا حراك .. تحت عنوان : ” أحبك ” .
أحبك
إحساس كاف ليعيد خلق الأرض
رجّة الأرض…بذات دورانها،
بحيرة فيكتوريا
روايات شيكسبير
قصائد المحدثين
همهمات العرّافين
هزائم الربيع ،
الأحلام المعلّقة،
الأشياء التي سنقوم بها
الأشياء التي قمنا بها
الصفحات لم تغلق بعد
لنا الكلمات التي لم نقلها بعد.
أحبك
ناولني سبحة أبي
وقصيدة تجمع كل كلماتي
من أول الغياب
لأول وجه أشعل نار اللغة
فتنة اللغة.
أحبك
لترض عني نساء الأرض
في كأس ماء يبرد لهيب الوقت،
تكفيني عيون شربت عطش ما قبل التاريخ
لأصبح شاعرة في عري التجلي
كيانا أزليّا
شرارة في خلجات
ظمأ العابدين لفيء لحظة
بحرا لأخيلة الماء.
أحبك
موجتين بعينين مغلقتين على جبين الليل
ليس للوقت سواهما يلمعان بين ذراعيه.
لاتتمايل
سينطفئ التأمل فيك
لا أقو على كتابة القصيدة،
أخالني سحابا في باحة السماء تغني لقطرك
ومرايا الحب أبواب مشرعة ،
ليبق الصمت مشتعلا والكلام موقوفا
لأكتب قصيدتي في عشق بلا حراك.
أحبك
قبل الريح والحياة
قبل مزامير داوود
وعصا سليمان
قبل ألواح موسى
قبل أن تغمض عينيك لتراني
ذاكرة
جسدا
خفقة في كف الكون،
ما تبقّى مني فيك
على وجه الوحي
ينبت من سرّة الأرض
فما لايعرف سواك حقيقة.