
عبد العزيز حنان
الدار البيضاء في 29 يناير 2022
فعلا هو مشهد أو مشاهد احترت في إيجاد مسمى أو صفة لها ، لذلك ذيّلت العنوان بعلامات التعجب و عددها برمزيته يمكن أن يكون عنوانا .
هي مشاهد تبرز أقصى درجات التخلف رغم كل مظاهر التمدن التي نراها ظاهرة على أصحابها . المشاهد كثيرة و تكاد تصرخ في وجوهنا : ها أنا ذا .
انتخاب رؤساء الأحزاب !!!!!!!!!
كل أحزابنا تدعو إلى الديموقراطية ، و تتباهى بالديموقراطية داخل دوالبها و مرافقها و قراراتها …
و هي ديموقراطية مسجلة في الملكية الخاصة . لا يمكن لأحد أن يسطو عليها إلا بترخيص .
تتبعنا في دول النموذج الديموقراطي الذي يعتبرونها مرجعية كلما هاجموا خصومهم ، أنه كلما فشل حزب في التدافع الانتخابي و لم يحقق ما تعهد به الأمين أو الكاتب العام أو رئيس الحزب ، يعمد هؤلاء الأخيرين إلى تقديم استقالتهم فورا . و حفاظا على حركية الحزب و ضخّ دماء جديدة فكرا و سنّا و طموحا ، حتى يتم تصحيح الخلل و الاستعداد لمقارعات قادمة يحقق فيها الاكتساح . لكن عندنا ما زلنا نعيش رواسب الوثن .الرئيس أم الكاتب العام أو الأمين يمكن أن ينزل بالحزب إلى قعر القعر ، يمكن أن يصبح هذا الحزب مجرد شبح أو رقما في تعداد الأحزاب و تعددها ، لكنه بقدرة قادر و بانتخابات ( ديموقراطية ) يبقى في منصبه !!!!!!!!!
هل المصوتون وصل بهم الغباء إلى هذه الدرجة ليُبقوا على فاشل يقود تنظيمهم الحزبي أم نحن الأغبياء الذين لم نستطع فهم و استيعاب بركات هذا الشخص و تكتيكات المرحلة و ما تتطلبه ؟؟؟
رؤساء و أمناء عامون و كتاب عامون لأحزاب لم يقودوا أحزابهم سوى إلى الفشل المتكرر و مع ذلك يعاد انتخابهم و تزكيتهم على رأس الحزب !!!!!!!!!
عجبي !!!!!!!!!
ثم عجبي !!!!!!!!!
ثم ثم عجبي !!!!!!!!!
ما هذا التناقض الصارخ و أين هي المحاسبة ،
و إلى متى !!!!!!!!!
أثناء زيارات متكررة لأسباب عائلية لمنطقة دار بوعزة بإقليم النواصر بالدار البيضاء ، راعني هذا التناقض الصارخ بين مشهدين . نهضة عمرانية هائلة و مرافق من الطراز الرفيع جدا جدا جدا ، بجوار قبور تسمى تجاوزا منازل .
على مستوى العمران هناك إقامات نموذجية في تصميمها و بناءها ، و فيلات من الطراز الرفيع ، و على مستوى المرافق هناك أسواق ذات الشهرة العالمية و مطاعم من الطراز الرفيع جدا ، و معها و بمحاذاتها قبور يسكنها مواطنون بنيت دون تصميم و لا نظام بقع من خمسين مترا مربعا بجانب أخرى من ثمانين مترا مربها بجانب أخرى من ثلاثين مترا مربعا . بنيت في عجلة من أمرها و ربما تحت جنح الظلام .بلا قنوات لتصريف المياه العادمة و أسلاك كهربائية تم جرّها بشكل مشوه و دكاكين تشبه تلك التي كانت ببعض القرى النائية منتصف القرن العشرين . بمعنى تجمعات سكنية لا تنتمي لا إلى العصر و لا إلى المشهد العام .
السؤال الذي أطرحه هو :
أكيد هذه الساكنة تدلي بوثائق تثبت ملكيتها للبقع و تواريخ شراءها .
فكيف بُنيت !!!!!!!!!
و من تواطأ حتى ظهرت للوجود !!!!!!!!!
أكيد المسؤولون الذين تواتروا على المنطقة معروفون بتواريخ تواجدهم في المسؤولية من أعوان السلطة على اختلاف تراتُبيتهم القياد و رؤساء الجماعات القروية و المنتخبون . لماذا لم تتم محاسبتهم على هذا العبث !!!!!!!!!
كيف سيتم حل هذا التناقض الصارخ بين مستويين لا قاسم مشترك بينهما !!!!!!!!!
و لكم أن تطرحوا
أكيد هو مشهد متكرر في أكثر من مكان بالمدينة و مدن أخرى . لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو :
إلى متى !!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا نُورث الأجيال القادمة مشاكل لا يد لهم فيها سوى أننا تركناها لهم ليكونوا شهداء على خيباتنا ، و بدل أن يبنوا مستقبلهم نجعلهم مقيدين بما تركناه لهم من عفن في كل شيء !!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ألم أقل لكم إنني احترت في إيجاد عنوان لها سوى التعجب و الاستفهام مع عددهما.