يتكلمون عن مسؤولية الآباء في تنشئة الأبناء ….فاقد الشيئ لا يعطيه وبالتالي لا ياخذ الجاهل بجهله…

جسر التواصل22 يناير 2022آخر تحديث :
يتكلمون عن مسؤولية الآباء في تنشئة الأبناء ….فاقد الشيئ لا يعطيه وبالتالي لا ياخذ الجاهل بجهله…

إدريس الجراري

يجب ان نعود للتاريخ لنعرف بنية المجتمع المغربي قبل الحماية وبعد الحماية وفي فترة الستينيات ثم السبعينيات والتمانينيات ثم التسعينيات و بإختصار كانت بنية ساكنة المغرب قبلية قروية و فيها رحل وانصاف الرحل وكانت الأميةوالجهل منتشرة بشكل لا يختلف عن اليوم حسب النمو الدموغرافي لكن كان الناس يشتغلون بالزراعة و التجارة والصناعة التقليدية والجيش ولم يكن للدولة تنظيم إداري ومركزي كاليوم .كانت القبيلة تدير شؤون الساكنة و كان قواد القبائل ممثلي السلطان و كان الناس يتعلمون الحرف والتجارة والزراعة ويتعلمون القرآن التعليم لم يكن إجباري كان التعلم لمن يريد بل لمن يريد من الأعيان وابناء التجار وبعد فرض الحماية اسس الفرنسون مدارس لتعليم المواطنين و بعدها اسس اعضاء الحركة الوطنية مدارس خاصة لتدريس العربية لكن مشاكل كثيرة حالت دون تعميم التعليم وخاصة في المجال القروي. بعدها تاتي سنوات الجفاف والهجرة القروية للمدن وينقلب الهرم السكاني حيت تصبح البادية في المدينة وتنشئ مدن الصفيح وتعيش المدينة مشاكل في السكن و التعليم والصحة والشغل و تعيش البادية كل التهميش اليوم و في عصر التكنلوجيا والبرامج الذكية والعالم المتطور مازال المغاربة يعانون من الأمية بشكل مهول و من الجهل و هذه اشياء كانت مقصودة فكيف نطالب الآباء بتربية ابنائهم في غياب البنية التحتية و برامج تمكن الطفل و الشاب من تربية سوية فالخصاص كبير في كل القطاعات.

ثم ان الأزواج من الجيل الثاني والذي يليه بعد الإستقلال لا يعرف اسس التربية وليس له اي تكوين عن مؤسسة الزواج وتدبيرها وتربية الأبناء حيت كانت الأسرة ممتدة كانت هي الدار لكبيرة فيها الجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة. وكانت مدرسة تحمل القيم الفكرية المستمدة من الدين وكانت الأسرة محافظة اليوم الأسرة اصبحت نووية واصبحت تتكون من اب وام وطفلين او ثلاثة واصبحت الام تخرج للعمل ولها إستقلالية مالية والأب يعمل والأبناء من يربيهم؟ اليوم هناك مؤثرات كثيرة كوسائل الإعلام و وسائطها والتكنلوجيات الذكية والالعاب الإليكترونية المصممة لإستقطاب اكبر عدد من الأطفال واليافعين وتربيتهم على العنف اما المدارس العمومية تفتقر اليوم لكل شروط التعليم وعلى كل المستويات الإدارية والطاقم التعليمي أو الأساتدة الدين اصبحوا مجرد موظفين لهم برنامج ملتزمون به والإدارة لها مذكرات ملتزمة بها في إطار قانوني خاص اما جمعيات آباء واولياء التلاميد فغائبة او سيطر عليها موظفون بإدارة المؤسسات التعليمية اما الشارع فلن نتحدث عنه فالكل يعرف الشارع والمجال السكني يفتقر للفضاءات التربوية والمجمعات التقافية والمجمعات الرياضية والترفيهية والحدائق اما الرياضة فتجد الكرة هي الرياضة ولا تجد مسابح ولا ملاعب للتنس ولا كرة حديدية ولا رياضات اخرى فكيف واين سنربي ابنائنا إدن ؟ اما الأجور والتي تعد معضلةو سبب كل المشاكل الإجتماعية بل سبب تاخر المغاربة وعدم نجاح اي مشروع بهدا البلد رغم ثرواته التي كان ولا يزال مسكوت عنها والتي فاقت كل التصورات ماس دهب فضة فوسفاط, نحاس حديد اورنيوم بترول غاز طبيعي ثروات سمكية وثروات طبيعية وبشرية وموقع جيوسياسي مميز … التربية عملية مركبة ومعقدة تبتدئ من البيت للمدرسة للشارع وتساهم فيها كل مؤسسات الدولة فالتعليم مرتبط بالصحة والثقافة والشبيبة والرياضة والسياحة والبحث العلمي و كذلك بالإقتصاد و بالشغل و باجور الأجراء والموظفين الدين سيربون اجيالا جديدة يجب ان يضمنوا لها كل ما تحتاجه من سكن مريح وملبس ومأكل وسفر وثقافة و كل هذا يتمركز في الدخل الفردي او نظام الأجور والضرائب لا يمكن ان ننشئ جيلا سويا بحد ادنى 3000 درهم وتعويضات عائلية 300 درهم مستحيل ان نمكن الأطفال من حاجيات اساسية. فالطفل محتاج لهوايات وللعب والسفر ويحتاج لتغدية سليمة ويحتاج لأشياء لن يستطيع اي مواطن في الدرجات الدنيا توفيرها لأطفاله .القيم هي سلوك يومي ونحن لسنا في حاجة للقيم فقط بل نحتاج لمناخ وفضائات نحيا فيها بهذه القيم فلن يؤمن اي كان بقيم تتعارض مع الواقع المعاش ونعود للتربية / التربية تحتاج لكل ما سلف ذكره فالدولة لها الجانب الأكبر في خلق اجيال سوية بجعل الحق في العيش الكريم واجب وحق لكل فرد بإلزامية القانون الدول المتقدمة تعتبر الطفل إبن الدولة والدولة هي التي ترعاه وتراقب اسرته وتصرف عليه الدولة الملايير وتخصص له الرعاية الإجتماعية وتوفر له كل ضروريات الحياة المريحة وتصاحبه في كل مراحل حياته لأن ذلك الطفل هو معلم الغد وهو الاستاذ و المهندس والطبيب والقاضي ورجل السلطة والسياسي و الوزير او هو ذلك المشرمل والمتسكع والعاطل والمنحرف الدي لم يتلقى تعليما ولا توجيها فل نختر كيف نريد بلدنا ورجالها……

الاخبار العاجلة