” المرأة التي رممت شظايا رجل الأيام والليالي بدونها الجزء الأول”   2-الليلة الأخيرة. للكاتب والصحفي الكبير عزوز شخمان

جسر التواصل9 يناير 2022آخر تحديث :
” المرأة التي رممت شظايا رجل الأيام والليالي بدونها الجزء الأول”   2-الليلة الأخيرة. للكاتب والصحفي الكبير عزوز شخمان

جسر التواصل :  خص الكاتب والصحفي الكبير عزوز شخمان جسر التواصل بروايته العميقة ” المرأة التي رممت شظايا رجل الأيام والليالي بدونها” وجسر التواصل اذ تقدمها للقارئ فانها تقدم عملا روائيا متميزا للاستاذ عزوز شخمان الذي قضى سنوات طويلة في العمل الصحفي ما بين صحافة مكتوبة ومسموعة وكان له حضور بارز في الاعلام الرياضي المغربي والعربي …

عزوز شخمان                                                 

                                                                     2-الليلة الأخيرة
حلمي الأخير قبل أن تعود غدا الى ملاذنا الأخير قبل النهاية المحتومة أن أستقبلها في المطار قرب الطائرة الاستقبال الوحيد اللائق بها. وأحتضنها الاحتضان الذي تستحقه ويستحقها. حلمي أن يكون استقبالا رسميا وشعبيا يفوق الوصف. بممر شرفي وسجادة حمراء كتلك التي تفرش للمشاهير وقادة الأمم. رغم مقتي لأغلبهم ورغم تحفظي واستخفافي من تلك الشهرة وتلك الطقوس والاحتفالات الباذخة التي كنت واحدا من المغيبين المنومين بسحرها وبهرجتها. لكن لا ضير فيها هذه المرة شرط ان تكون الأولى والأخيرة وتكون مخصصة لها هي لوحدها. ولا ضير أيضا أن يتحلق حول طائرتها كوكبة من الإعلاميين ومبعوثي القنوات الميديا وهمية او الوهميدية. نعم قد لا أجد مانعا في مشهد مماثل ولو على سبيل الاستثناء. ولتكن تلك هفوتي الأخيرة التي أسمح لنفسي بارتكابها لأجلها. فلتكن غلطتي الأخيرة من باب العبارة المأثورة أجمل الأخطاء. المهم أن يكون الأمر عبارة عن تجديد لزفافها. زفافا لمن لم يكن يستحقها أو يستحق تضحياتها. حتى لو لم يعوض ولو جزء بسيطا من تلك السنوات المهدورة. فلا باس من الاستدراك ولو قليل مما تبقى. واسترجاع ما يمكن استرجاعه. ودفن ما يمكن دفنه. كل ذلك اكراما لها. ستكون كلماتي لها مختصرة. وبسيطة. لكن واضحة ولتخرج صريحة بملء فمي ومن كل قلبي بكل نصاعته وبكل جوارحي. ستكون هي نفسها الكلمات التي ظلت تصر على سماعها أزيد من ربع قرن دون جدوى. كانت مجرد كلمات قليلة ظللت أضن بها عنها. كنت دائما وأؤجل الإفصاح عنها وأناور وأقاتل من أجل عدم البوح أو الإقرار بوجودها وبشرعيتها رغم كثرة الالحاح من طرفها دون أن تخرج من فمي او يلهج بها لساني. وانا كعادتي كنت أقاوم وأرفض الاستسلام في عناد عجيب واسطوري. عناد غبي. غباوة فطرية مقيتة مريعة نشأت وترعرعت وعشعشت في كياني المنفصم عن واقع أشد انفصاما بما فيه من أسباب ومبررات تدفعني لتأجيل اللحظة سنة بعد سنة. حتى فات الوقت. هذه اللحظة التي حرمتها منها هل جاء أوانها الآن؟ هل تأخر موعدها أكثر من اللازم؟ لم لا أقولها بملء فمي وبمحض ارادتي واختياري. وأمام الملأ. وأنا الذي طالما بخلت عنها بقولها قبل الآن. لقد بخستها حقها الطبيعي والبديهي في سماعها وشرعية امتلاكها.

الاخبار العاجلة