” المرأة التي رممت شظايا رجل الأيام والليالي بدونها الجزء الأول” للكاتب والصحفي الكبير عزوز شخمان

جسر التواصل8 يناير 2022آخر تحديث :
” المرأة التي رممت شظايا رجل الأيام والليالي بدونها الجزء الأول” للكاتب والصحفي الكبير عزوز شخمان

جسر التواصل :  خص الكاتب والصحفي الكبير عزوز شخمان جسر التواصل بروايته العميقة ” المرأة التي رممت شظايا رجل الأيام والليالي بدونها” وجسر التواصل اذ تقدمها للقارئ فانها تقدم عملا روائيا متميزا للاستاذ عزوز شخمان الذي قضى سنوات طويلة في العمل الصحفي ما بين صحافة مكتوبة ومسموعة وكان له حضور بارز في الاعلام الرياضي المغربي والعربي …

عزوز شخمان

                                                           حقوق الملكية الفكرية

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف، ولا يجوز استخدام أو تبادل هذا الكتاب جزئياً أو كلياً بطريقة غير شرعية سواء من خلال إتاحته للتحميل على مواقع الويب أو تبادله عبر رسائل البريد الإلكتروني، كما لا يجوز نسخ جزء من النص بدون إذن خطي مسبق من الكاتب أو الناشر.

                                                                  عجرفة قلم

هذه قصة امرأة حقيقية. هي قصتها وقصة كل امرأة حقيقية بمعنى الكلمة. وكما ينبغي أن تكتب وتقرأ القصة. وكما ينبغي أن تحكى قصة النساء من مثيلاتها. قصة كتبت بالدموع والدماء والألم. أكتبها وأعيد صياغتها بدون كلل. وفي كل مرة جديدة تتوهج الكلمات والحروف وتفيض حياة ومشاعر جياشة. وتنبض بأشواق مغتالة وآلاف الأيام والليالي التي ضلت طريقها وأخلفت الموعد بسبب كبرياء زائف وغرور ملعون وغفلة الركض واللهاث وراء الوهم والهباء والهراء. قصة أكتبها اليوم بأنامل تعض على القلم بمشاعر من الندم. وألم لا يطاق. لكنها قصة لا بد لها أن تكتب هكذا من البداية الى النهاية. دون مساحيق ولا تحريف او تزييف ليقرأها عامة الناس. لإنها القصة التي يعيشها كل الناس رغم جهلهم لها وتجاهلهم لبطلتها. بل لا يراها أو يقر بها أغلب الرجال.

     الفصل الأول
                                                                   الحلم الأخير

1
سألتني يوم التقينا لأول مرة: هل تحبني؟ ابتسمت ابتسامة بلهاء ولم أجب. فمضت في طريقها ومضيت في طريقي. ومرت الأيام والشهور. لم تعد تجرؤ على طرح نفس السؤال كلما تصادفنا أو التقينا حول طاولة شاي أو داخل نفس المكان الذي كنا نشتغل فيه. هكذا ظلت علاقتنا. أخذ ورد كر وفر حول كلمة واحدة. وتمضي الأيام والشهور وتمضي هي ثم تعود لكنها لم تعد تطرح نفس السؤال. وأخيرا جاءت ليلة الزفاف. وفي لحظة خاطفة همست فيما بيني وبينها ونحن وسط حشد من الأقارب والمعارف. سألتني بعد فترة من التردد وكان يحق لها السؤال:
والآن قل لي يا عزيزي هل…..
لم أجب. وكانت دهشتي تفوق دهشتها. كل ما فعلت أنني نظرت اليها نظرة بلهاء خاطفة وتمتمت بعبارات مبهمة تحمل تلميحات يفهم منها ما كانت تريد سماعه. لم أكن واثقا مما قلته بالضبط لا أتذكر. لم تكن لدي الشجاعة ولا القدرة ولا الإرادة لقول تلك الكلمة السحرية. الكلمة الوحيدة والبسيطة التي كانت تطلبها مني وتريد سماعها. كانت تنتظرها أن تخرج من بين شفتي بكل عفوية. أما أنا فاكتفيت باجترار كلمات لم تكن لتقنعني أنا نفسي فكيف تقنعها هي؟ أطرقت برأسها ومضت. لكن الحفل استمر. واستمر معه صمتي. ومرت بضع سنين.
عادت وقدمت لي هذه المرة أغلى هدية في الوجود. منحتني أبوتي. وكانت في كل مرة تسألني نفس السؤال بنفس الالحاح ونفس اللهفة فأجيبها بنفس الأسلوب. أسلوب الجبناء الأنذال. فتمضي هي دون جواب مقنع مني وأمضي أنا وكأن شيئا لم يقع. دون حتى أن أدري ما مشكلتي وماذا دهاني؟ وتمضي الأيام بيننا هكذا. سؤال بديهي وجواب معلق. لا أدري سببا لهذا التهرب. أقترب من المعنى دون أن أدركه، حتى لو كنت أعنيه؟ هل كان ثمة مانع؟ كانت هي تطرق برأسها وتمضي وكنت أمضي الى صمتي وأنكمش في قوقعتي الوجودية وكأن شيئا لم يقع. ظللنا هكذا طوال ربع قرن. خلال هذه السنوات الطوال ظلت المرأة الأهم في حياتي والألطف والأقرب صامدة ومثابرة في الحاحها فيما ظللت صامدا في عنادي المريع. الآن فقط أراني متأهبا للجواب عن ذلك السؤال الوجودي البسيط والشائك في نفس الآن. نعم لقد آن الأوان. لكن هل هذا موعده حقا؟ أم تراه قد فات الأوان؟

الاخبار العاجلة