هل المغرب مُستَقبَله مُرْعِب ؟؟؟

جسر التواصل2 يناير 2022آخر تحديث :
هل المغرب مُستَقبَله مُرْعِب ؟؟؟

سبتة : مصطفى منيغ

روَّجوا ولازالوا يروِّجون أن المغرب الذي يحكمونه دولة عظيمة ، هم على حق إن كانوا يقصدون بذلك أنها محتضنة أكبر نسبة من طبقة تعيسة ، فقيرة مجرَّدة من الحقوق ذي حياة بئيسة ، بها الأمراض بمختلف الأصناف من خطيرة إلى معدية متربِّصة ، بها العدالة الاجتماعية وما شابهها على جميع الأصعدة غير مُنصفة ، بها الارتشاء مِيزَة لإبطال الحقِّ مُمَيَّزة في التعنت المفضوح وقلة الحياء مُسرِفة ، هم على حق إن جعلوا تلك الدولة التي بسطوا نفوذهم عليها عظيمة بمستوى الديون الخارجية المترتبة عليها المحسوبة على الشعب المكلَّف دون علمه بإرجاعها بطرق مجحفة ، ديون ذهب ما ذهب منها في اقتناء ما رسّخ “القلة” كأبرز “علّة”مكلفة بالتنغيص على أمة وجعل مصالحها مُعطَّلة من جبروت خَفِيّ أو عَلَنِيّ خائفة ، مِن حق هؤلاء بجعل المغرب وما يروجون حوله دولة عظيمة ، بما تعانيه الديمقراطية من تواجد حكومة لا حول لها ولا قوة وبرلمان عاجز عن تمثيل حتى مَن صوتوا على أعضائه ذات يوم معظمه ولو بالربح كرَّس أكبر خسارة ، الربح فيه تلك النتيجة التي أطاحت بمن استغلوا الدين الإسلامي لتغطية أطماعهم السياسية بالانبطاح أرضاً ضد إرادة الشعب مَن للقيَمِ الانسانية الرفيعة النبيلة هادفة ، أما الخسارة ما أكَّدته تصرفات مَن اعتلوا كراسي الحُكم لمرحلةٍ قد تتخلّلها دون شك أحداث مُخيفة .

قبل السنة الجديدة أردناه مغرباً سالكاً الطريق القويم البعيد عن تغطية نور الحقيقة بألسن لم تترك في مدريد وبروكسيل وبرلين إلا الذكريات الساخرة ، مؤقتة ستكون حيث الشهور القادمة ستبدِّد تلك الادعاءات أن المملكة المغربية أصبحت كلمتها مسموعة مطاعة ليس كالأعوام القليلة السالفة ، هناك من يسأل على أي أساس ارتكزت هذه الدولة ؟؟؟ أعلى تطبيعها مع إسرائيل وفق عوامل وتبريرات مؤسفة ، حيث نزعت عهود ارتباطها الروحي مع الأقصى من أساسياتها الحصيفة ؟؟؟، أم تحالفها مع إدارة الولايات المتحدة الأمريكية راضية بخوض لعب دور التعرُّض لأول ضربة حين نشوب ما المنطقة تركد صوبه بحيلٍ عيون أصحابها بدل دموع التماسيح بشرور الاستغلال الشَّرس ذارفة ؟؟؟ ، شمال إفريقيا معرَّض لاشتعالِ نيرانٍ القَوِيُّ مَنْ يفلت منها ولو بنصف حجمه بمساحة ممتلئة كانت لتبدو آخر المطاف جد جد نحيفة .

… المملكة المغربية دولة لم تخرج بعد من قائمة دول العالم الثالث ، مقياساً لما يحياه الشعب المغربي من آفات الفقر والضياع وانعدام أي منفذ لما يرقى به لحياة قوامها الشرف والكرامة والتمتع بما تنتجه أرضه بعيداً عن المتطفلين الظَّانين أنهم السادة لهم أكثر من النّصف من كل ما ينتسب رزقا وثروة طبيعية لمن يعتبرونهم مجرد عبيد سكان أعشاش الدواوير وأزقة الأحياء الهامشيّة في كل المدن المغربية على الإطلاق. صباغة الجدران و التعالي في البنيان و إقامة مشاريع ، تلك أمور ظاهرها يعكس التقدم وداخلها يبعد المستخدمين من حقوقهم المتعلقة بالضمان الاجتماعي والحصول ولو على الحد الأدنى من الأجور ، علما أن المستثمرين الأجانب لا يختارون المملكة المغربية من أجل ما تعيشه من استقرار سياسي، وعدالة موثوق في إنصافها ، إنما يفعلون ذلك لتفاهة أجور اليد العاملة عكس ما هو حاصل في دولهم الغربية الأصلية ، وأيضا لما يميز هذا الوطن بعدم اكتراث مسؤوليه بما قد يتعرض له المغاربة عند الوقوف مطالبين بحقوقهم المهضومة ، اللهم باستعمال أقوى التدخلات المفعمة بالضرب والتنكيل وتكسير ضلوع المنادين عن حق بإنصافهم في مظاهر أقرب ما تكون لحياة الغابة حيث قانون الأقوى السائد ولا مناص من التعامل معه دون مٌقاومة ما دامت النتيجة معروفة مسبقا ، وكأن القوانين مشرّعة من طرف الضعفاء لحماية أنفسهم لكنها موضوعة ليستعملها (ولو محرَّفة عن مضامينها) الأغنياء الفاقدين الضمير ضدهم . قد يصل الوقت ليرفع كل مواطن شكايته مما يعانيه إلى المؤسسة المختصّة بحماية حقوق الإنسان التابعة مباشرة لهيأة الأمم المتحدة ، مطالبا بالاموال والثروات المغربية المنهوبة والمستقرّة (في جزء منها) داخل سويسرا ، والكل يعلم مَن المسؤول عن ذاك العمل الشنيع الذي جعل المملكة المغربية مستقرّة ضمن العالم الثالث ومنذ عقود ، وليست بالدولة العظيمة إلا في عقلية من يتبجحون لفائدةٍ لم تعد ملتصقة بهم لوحدهم ما دام أمرهم امتلأت به عقول أحرار العالم ، ولم تعد تصريحاتهم سوى إدانة عاكسة ما يرتكبون من ترويج افتراءات المقصود منها تغطية ما يئن تحت وطأته الشعب المغربي الأصيل والصبور والعظيم .

***************************************

  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر جسر التواصل 

 

الاخبار العاجلة