جسر التواصل :الكاتب والشاعر محمد كمل
WWW.clochart7.ma
يسعد ” ناقوس ‘ الفن “أن يقدم إلى جمهور الفن التشكيلي _ والنحت والعمل الجمعوي الهادف ، الفنانة التشكيلية والنحاتة المتميزة السيدة عزيزة جمال التي بصمت الساحة الفنية بمنجزاتها التي تسير في خط متوازن مع العمل الجمعوي الجاد وهي في عملها الجمعوي تشتغل تماما كعالم الإجتماع او الأنثربلوجي لكونها من الفنانات اللواتي ارتبطن بالمجتمع و كرسن وقتهن في البحث والتنقيب والسفر عبر المغرب المهمش والفقير للإطلاع على التراث في ارضيته من الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب وذلك خلال مدة تجاوزت ربع قرن خمس وعشرين سنة من اللقاءات وتجميع الجلباب القفطان _ الحلي _النسيج _ النحوت وكذا معرفة حياة هؤلاء الناس نساء ورجالا في المحيط الطبيعي لهم وليس عن طريق الكتب والأفلام الوثائقية فالفنانة التشكيلية السيدة عزيزة جمال قد تنقلت وسافرت وعايشت هذه الثقافة عن قرب ومن ثمة فقد كان لكل هذه الأسفار الأثر الكبير في شحن ذاكرتها ومخيلتها وهو ما جعل منها احسن سفيرة للمغرب في عدة محافل دولية وطنية وعالمية وحكاية هذه الفنانة التشكيلية و النحاتة مرتبطة بالسفر فبدايتها كانت من أمريكا في ” كاليفورنيا _1988_ بيركلي بعد أن تم اختيار خمسة فنانين تشكيليين وكانت عزيزة جمال من ضمن من أثارت أعمالهم اهتماما كبيرا وبعد ذلك بسنتين التحقت بالمغرب في 1990 فعرضت بأحد الفنادق بالدار البيضاء ومن محاسن الصدف ان من الحضور الوازن المرحومة الشعبية وإبنها الفنان التشكيلي المقتدر طلال وقد كان هذا المعرض محط إعجاب وإهتمام من طرف الفنانين المغاربة وقداستمر ارتباط الفنانة التشكيلية والنحاتة عزيزة جمال بالفن التشكيلي والنحت بصفة مسترسلةوقد أقامت عدة معارض مرتبطة بالسياحة المغربية كتمثيل المغرب في بلجيكا _ كندا وقامت بتقديم معرض عن القفطان والحلي وقد ساهمت في الكثير من المعارض في أمستردام وبلجيكا وأنشطة تتعلق باليوم العالمي للمرأة والسياحة والثقافة وهنا لابد من الإشارة إلى كون المرحوم والفنان التشكيلي المتميز والمثقف السيد شبعة الذي كان من الفنانين الذين يشجعون المواهب وقد كان من الفنانين الذين يساعدون عزيزة جمال والذي كان دائما يخصص لها _ ” Stand” في معارض وزارة السياحة داخل وخارج المغرب وهذا كان دافعا معنويا وتشجيعيا لها و من الأسماء التي آمنت بفن عزيزة جمال ، المرحوم المليحي الذي دعاها الى إعداد جدارية بأصيلة ، مما أسهم بالتعريف بها ووضعها على سكة الفنانين التشكيليين والنحاتين الجادين وقد قامت بعدة معارض نستحضر منها ” رواق le Chevalet” و هكذا أصبح للفنانة التشكيلية عزيزة جمال صيت جميل وتمثيلية من المستوى الرفيع للمغرب في الفن التشكيلي و النحت .
حقيقة ان هذه الفنانة التشكيلية والنحاتة المتميزة لها ارتباط وثيق بالعمل الجمعوي والثقافي والفني فهي خلال 25سنة كانت تهتم بالقفطان _ الحلي المغربية _ الأطلس الكبير والصغير والنسيج والزربية المغربية وكذا بالإضافة إلى الجانب التوثيقي في جمع الحلي والقفطان وتعميق الوعي بغنى موروثنا الثقافي وبالأضافة الى كل هذا الاجتهاد في الجمع والتوثيق فهي خلال 25 سنة مع ” SOS Village
خلال ثمان سنوات ورشات وضيافة الأيتام ومع الأمهات العازبات _ الرسم على الحرير _ القماش وكذا اشتغلت مع دوار ” مزامزا” ناحية سطات _ كذا مع دوار ” تيفزا” الحسيمة لتقريب الفن منهم وكذا اشتغلت مع نزيلات السجن ” عكاشة ” خلال سنتين وقد نظم معرضا لهذه اللوحات توج بحضور عاهل البلاد محمد السادس نصره الله و سدد خطاه.
وتعتبر الفنانة التشكيلية السيدة ” عزيزة جمال ” من الفنانات التشكيليات اللواتي خلال أكثر من ثلاثة عقود بصمن ولازلن على مسيرة فنية متميزة جعلت منها أيقونة للعمل الجمعوي والخيري والإنساني.
تمكن فنانتنا المتميزة من مواد الإشتغال و تحكمها في الآليات الصباغية والتقنية وكذا عمق البحث في اللون _النسيج الذوقي و تمكنها في هذا السفر الذي تمنحه لنا مجزاتها بين التجريد_ و الانطباعية _ والذي من خلال تراقص الألوان وسحرها وعمقها تسافر بنا في عوالم لا حدود لها تتحرى الإمتاع وإرساء قواعد جمالية مرئية تستمد من غنى الموروث الثقافي والحضاري الذي تشكل عبر أكثر من خمسة وعشرين سنة من السفر و البحث و التوثيق الذي رافق هذه الفنانة التشكيلية والنحاتة التي استطاعت من خلال ثلاثة و ثلاثين سنة من الإبداع و الاجتهاد ان تضع بصمة خاصة بها ضمن فنانين تشكيليين و نحاتين مغاربة جادين والذين ينحتون أسماءهم بكد وعزيمة وتضحية للإشعاع المتواصل في سماء الفن التشكيلي والنحت بالمغرب .