طارق المعروفي
كثير من الأوصاف الخبيثة و الادعاءات المغلوطة و النعوت البليدة، تنسب إلى سكان بعض المدن المغربية ،و تنتشر بسرعة و يتم تداولها بطريقة حقيرة و استفزازية .
من منا لا يعرف بما يوصف به أهل سوس ؟
و من منا يجهل ما يوصف به أهالي منطقة تطوان و طنجة؟
و من منا لم يسمع ما يوصف به سكان مدينة خنيفرة ؟
و من منا لا يعرف ما ينسب إلى سكان مدينة سلا ؟
ومن منا لم يسمع ما يوصف به سكان مدينة الرباط و اللائحة طويلة .
نحن اليوم سنتطرق للصورة النمطية التي يوصف بها سكان مدينة الرباط .
يقال إنهم “مسلمين الرباط”، و يتداول هذه الصفة بعض الجهلاء على أنها صفة قدحية . و حقيقية الأمر أنه في قديم الزمن، كان الوافدون على مدينة الرباط يلاحظون أن بعض سكانها و هم الأندلسيون، يصلون في المساجد بلباسهم الأوربي ،فيتعجبون لهذا الأمر. و عندما يعودون إلى مدنهم أو قراهم، يقولون لقد لاحظنا في الرباط مسلمين مختلفين عن المألوف ،لهم لباس غريب ،إنهم “مسلمين الرباط”. من جهة أخرى أصبح سكان الرباط يوصفون في الوقت الحاضر بأنهم يوجهون من يسأل عن مكان معين في الرباط إلى اتجاه آخر .و في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن السكان القدامى الذين عاشوا في هذه المدينة إلى حدود الستينات يشكلون حسب الإحصائيات 5 بالمائة فقط بالنسبة لجميع السكان الذين تكاثروا في هذه المدينة بحثا عن الدراسة أو العمل أو ما إلى ذلك .فعندما يسأل الوافد الجديد عن مكان معين، فإنه يصادف لا محالة سكان المدينة الجدد أي 95 بالمائة. و حيث أن متلقي السؤال يتفادى أن يجيب بأنه بدوره غريبا عن المدينة و مهاجرا إليها ، فإنه ينعت له اتجاه آخر.و حتى و إن كانت هناك حالة معزولة فإنه لا يجب أن نعمم الحالة على جميع السكان .
من جهة أخرى، و كما هو معروف لدى الرباطيين القدامى، فإنه إذا ما شاءت الأقدار أن يسكنوا أو يقيموا في مدينة أخرى، فإنهم يحترمون سكان تلك المدينة، و ينسجمون مع أهلها ،و يتعايشون مع سكانها ،و لا يقذفونهم بسوء لأنهم مهاجرين عندهم و ضيوفا لديهم يتعين احترامهم و ذلك من شيمهم.
إن هذه الصور المتداولة و النعوت الباطلة ،تعبير عن قبلية جديدة ،و أن “التعصبات” الجهوية لا تزال قائمة رغم التحولات التي يعيشها المجتمع المغربي.