يوسف سعدون
للأزرق هواة وعشاق قد تختلف اسباب ارتباطهم العاطفي بهذا اللون العجيب/ الغامض.
قد نجد لكل حالة اعذارا واسبابا قد تُقبل كحجج او كغطاء لأشياء ربما لا يستطيع البعض البوح بها لسبب من الاسباب.
لكن الغوص في خبايا الحلم الملون بالازرق تُدخل الباحث في غياهب اللا شعور/ اللا مفكر فيه، او، بكل بساطة، تحيلنا الى مخيالنا الأدبي الذي هو نتاج قراءاتنا المختلفة للتراث السردي الانساني.
ومن اول نظرة للوحة يوسف سعدون، تبدو الشخصية الانثوية في وضع درامي يترجمه اختفاء الوجه بين ثنية الدراع، في حركة تنم عن حزن عميق او انهيار قوي لنفسية مكلومة.
من الصعب معرفة السبب الذي من اجله فضلت الشخصية مواجهة الناظر/ الملاحظ للوحة؛ والسؤال هو: لماذا ترفض الشخصية النظر الى عين المتفرج/ الملاحظ/ الناظر؟
اهو حياء ام عدم القدرة على الوقوف بشجاعة والتعبير الصريح والصادق عما يخالجها من احاسيس او البوح بما يؤلمها ؟
إن صح الوضع الذي وصفتُه – وضع شخصية حزينة باكية تخفي الوجه- فعلى أي شيء تتكىء؟ اهو حائط (مستبعد في نظري) ام هي ممدة وحيدة او مُهْمَلَة على سرير بارد، هجره الاحساس القوي بالحب؟
الازرق في هذه الحالة يصير كابوسا بكل المقاييس، ومجرد الارتخاء عليه افضع من الدخول داخل قبر ضيق في اعماق القطب المتجمد. ولفهم الوضع، سفر الى ماضي العلاقة العاطفية قد يشرح واقع الحال، بالرغم من كون العمل الابداعي يظل تاويليا مفتوحا على كل الشروح والإحتمالات.
السعيد كرماس
طنجة، في 20نونبر 2021