محمد كمل القنيطرة المغرب 08/11/2021
اهداء الى : الفنان التشكيلي سعيد ريان فنان في كل شيء يعيد تشكيل العالم بعمق وعذوبة وذكاء .
النهر مزهو
بكل هذه العظمة
الاشجار تحاول ان تسبقه
عبثا تجري و تتخطى العراقيل
وهو يغازل الطريق في شموخ
ينطلق على الروابي والبراري
يعبث بالتلال
يسقي الغدران
يغذي الاعشاب العطشانة
يتغنى
بسلطة
لا
حدود لغزارتها
غيث يسابق الغيث
السماء تشاهد
كل الذي يقع
في ملكوت ساحر
النهر
يكاد
يسقط في فخ نرجسيته التي تعاظمت
يكاد يحس ان كل الذي على الارض وفي هذه المسافات من الفراغات الشاسعة التي تعانق السماء
التي لا يتحكم فيها المنحدر
بل عزيمة النهر
من مرمر وحديد
كأنما هو *فرعون * الزمن الحديث
وهو في سكرة المنتشي
بكل هذا الفوز
على كل هذه العراقيل التي تغار منه
التي تحاول ان تجفف سلطته
احس بدوار غريب وهو في القمة
ورأسه التي كانت تقود السباق
سحب منها هذا الاحساس
وهو على بعد بضعة أمتار
من المحيط
اصفر وجهه
واحمرت وجنتاه
وأصيب بخجل غير لونه
ورأى المحيط المبحر في ملوحته
وهو في ذات النشوة بالعظمة
التي لا حدود لها
زارته أزمة خجل
يرافقها صبيب عرق شلال
وتلعثم في مشيته
واخضرت شواطئه مع ميل للإصفرار
وهو يلاحظ كم هو قزم امام البحر
وان البحر الذي كل درره
جنة تجري على المدى
تحدد الجمال
تمنح ظهرها سريرا للسفن البواخر الحيتان الاسماك
الاعشاب الحياة
لكنه لا يتكلم
هادىء في سلطته
يغطي جماله الأرض و السماء
وهو الازرق الحكيم
الذي لا تعد نعمه على العالم
طأطأ النهر رأسه
وهو يعيد شريط السفر
الذي مر عليه
وفكر في كل الأشياء
التي سحبها في الطريق
إلى البحر
وتلك التي غصبا غير مجراها
ندم على كل أفعاله
واحس بعودة الوعي الشقي
ضميره تحرك خوفا من البحر
وشعر انه الٱن قزم
لا يساوي اي شيء
لكن في عمق عمقه
اطلت ابتسامة غطت مقدمة شفتيه لا يعرف سببها
تذكر السفر
عبثية هذه الحياة
وارتمى
في عمق البحر
وهو يقول في نفسه
الٱن فقط اعرف ان عظمة الكون
لها تراتبية تحفظها
فانا العظيم
الذي اصنع جزء من الحياة
هاأنا الٱن
اعانق المحيط
في علاقة جديدة
تجبرني
على أن احس بانني
صغير
جدا
فقط
يمتعني الغوص في البحر
وبداية سفر جديد
لا يعرف أسراره
الا الواحد الأحد
الاول والاخر
من له مفاتيح ” الحل والعقد ”
النهر والمحيط وأنا
ما انا إلا ذرة أصغر من اصغر ذرة رمل لا اصلح لاي شيء لأي شيء لا أصبح!؟.
ملحوظة : اللوحات التي تزين حروفي هي للفنان التشكيلي المغربي : سعيد ريان