لجسر التواصل من مراكش :كريم القيشوري
عرفت دار الثقافة ـ الداوديات ـ بالمدينة الحمراء ـ مراكش ـ مساء السبت 22 فبراير 2020 أمسية احتفاء وتكريم لشيخ الركح؛ وأيقونة المسرح المغربي؛ ومعلمة فن السخرية والكوميديا الفنان عبدالجبار لوزير؛ من قبل جمعية الإبداع الأصيل التي تجشمت عناء التنقل من العاصمة الرباط إلى مدينة مراكش؛ بأفراد فرقة مسرحية من براعم الفنانين الأطفال؛ وبثلة من أهل الإبداع والفن للاحتفاء في لحظة وفاء وبهاء بالفنان الذي تعددت عوالم اشتغاله من حرفي إلى رياضي إلى مقاوم ففنان ؛ بما في كلمة الفنان من معاني؛ حيث قدم الشيء الكثير؛ ليدخل الفرحة على القلوب ويرسم البسمة على محيا المواطن المغربي من مختلف الشرائح الطبقية في محطات تاريخية عانى فيها المغاربة من ضنك العيش؛ وكيد الكائدين من أعداء الوطن. الفنان الذي اعتقل أكثر من مرة وحكم عليه بالإعدام لكنه نجا من الموت بأعجوبة بعدما تمكن من التعرف على بعض رجال المقاومة الذين انخرط معهم في الفعل السياسي المقاوم دفاعا عن الوطن وتحريره من ربقة الاستعمار.
مسار وسيرة الفنان عبدالجبار لوزيرالتي تطرق إليها الباحث والفيلسوف والناقد عبدالصمد الكباص من خلال كتابه الموسوم ب ” حياة في ثلاث طلقات ونكتة وحلم كبير ” يعتبرها سيرة مدينة مراكش التي سمعنا عنها ؛ ولم نعد نراها. هي كذلك سيرة كوكبة مضيئة من الفرح التلقائي والبسيط ؛ الحلم الكبير المتجلي في فرقة الوفاء المراكشية ” التألق والاحتضار ” والتي تقاطعت فيها أسماء كعبدالوحد حسنين وعبدالسلام الشرايبي ومحمد بلقاس والمهدي الأزدي ومحمد زروال وكبور الركيك وأحمد الشحيمة وفضيلة بنموسى وعبدالله فركوس وأحمد بنمشيش و زهيرة صديق وعبدالرحيم الزبيري..وسيرة جمهور باذخ بنشوة الحياة لم تنل منه بعد كآبة الميولات الظلامية؛ وقصة أسلوب في تشكيل تحفة اليومي لشعب حالم ومضغوط .. ورغم كل شيء متحمس.. إنها سيرة عصر ذهبي للفرجة؛ للحاجة الجارفة للفرجة قبل أن تتشتت عيون الناس وأهواءهم بين الفضائيات ودعاوى الحزن وأشرطة اليأس والكآبة.
أبت جمعية الإبداع الأصيل إلا أن يكون الاحتفاء والتكريم بعقر دار مدينة الفنان؛ بحكم ظروفه الصحية الصعبة؛ والتي لم تمكنه من الحضور الفعلي؛حيث ناب عنه في ذلك فلذتي كبده أحمد ومحمد ؛ ورفيق مساره الفنان محمد زروال وبعض الوجوه الفنية ؛ فيما غاب عنه ممثلي وزارة الثقافة ورفاق الركح الذين تتلمذوا على يديه؛ وأصدقاؤه من الفنانين وممثلي النقابات الفنية. في حين حل ضيوف حفل التتويج ثلة من فعاليات المجتمع المدني والفعاليات الإبداعية والفنية والإعلامية قادمة من مختلف الجهات : الرباط ـ سلا ـ القنيطرة ـ البيضاء ـ سطات ـ مراكش ..
افتتح اللقاء بكلمة رئيسة جمعية الإبداع الأصيل ذة عائشة رشدي التي رحبت من خلالها بالحضور الكرام؛ معبرة عن سعادتها خلال هذه اللحظة الفارقة التي تحتفي بها الجمعية والحضور النوعي بفنان مميز؛ قدم للمغرب الشيء الكثير في مجال الكوميديا وفن السخرية لعقود متتالية إن على مستوى المسرح أو الإذاعة والتلفزيون أو على مستوى الفن السابع. بعدها انعطفت بالحديث عن التعريف بالجمعية ومسار أنشطتها الإنسانية انطلاقا من الفن ؛ ويدخل هذا الاحتفاء والتكريم في صلب اهتماماتها ؛ حيث قدمت فرقة نجوم الأطفال التي تسهر على تأطيرها مسرحية : ” على الأرصفة ” الفائزة بالعديد من الجوائز في كثير من المحطات الوطنية والعربية؛ والممثلة بكل من الأطفال : ” دعاء وهبة وفاطمة الزهراء وعمر وعبدالحق ” هذه الثلة التي خلقت حدث الدهشة بمسرح دار الثقافة ـ الداوديات ـ للحضور؛ بالرغم من أن قاعة العرض تفتقر إلى المستلزمات التقنية والمؤثرات الصوتية التي يمكن من خلالها تقديم فرجة فنية متكاملة. مع ذلك كان نجوم الجمعية من الفنانين الأطفال في مستوى الحدث.
أشرف على تقديم الحفل التكريمي؛ والتنسيق بين فقراته التي شارك فيها كل من: جمعية الورشان لفن الملحون؛ والفنانين : عبدالرحيم سلابة وعزيز باعلي ومحمد منجام والشاعر الزجال سعيد الغيواني ؛ المبدعة مليكة بنضهر.
فيما كانت مشاركة الفنان محمد زروال بلوحة مسرحية معبرة عن الخذلان الذي عرفه هذا الحفل من قبل المسؤولين عن الثقافة ومن الفنانين الذين لم يعيروا بالا لمثل هذه المناسبة التي تدخل في إطار ثقافة الاعتراف لفنان متفرد؛ أدخل البهجة والفرح على كل قلوب المغاربة.
بعدها قدم الإعلامي عبدالكريم القيشوري ورقة وافية عن المسار الغني للمحتفى به الفنان عبدالجبار لوزير.
اختتاما تم تقديم درع التكريم لأبناء المحتفى به الفنان عبدالجبار لوزير؛ وشواهد المشاركة والتقدير للمساهمين في فقرات الحفل؛ تحت تصفيقات الجمهور الذي حج لمعايشة هذه اللحظة.