طارق المعروفي
موضوع اليوم لا يتطرق إلى الحجاب من الناحية الدينية و لا يتناول أحكامه و لا أركانه و لا أسبابه ،لأن ذلك من اختصاص أهل الدين و المعرفة .
و لكننا نتساءل هل كانت جداتنا و حتى أمهاتنا محجبات ؟ الجواب نعم. لقد كن يرتدين الحايك الأبيض و لا يظهر منهن إلا العين الواحدة و في بعض الحالات العينين فقط.
و جاء بعد ذلك الجلباب مع اللثام إلى بعض المدن ،فكانت المرأة ترتدي هذه الستائر بدون قيد و لا شرط.لم يكن آنذاك حجاب المرأة و عدم ظهورها لغير أهلها موضوع نقاش أو استفسار أو تضارب في الأفكار. إلا أنه بعد الثورة الإيرانية في أواخر السبعينات ، ظهر بشدة الحجاب المتعارف عليه حاليا، و كان لظهور الفضائيات خصوصا منها الشرقية دور كبير في انتشار هذا النوع من اللباس . و لكن أريد اليوم فقط أن أتحدث عن بعض المظاهر التي نصادفها ، و ربما لا نهتم بها كثيرا ويتعين التأمل فيها.
و بالتالي أرى أن هناك خمسة أسباب تجعل المرأة ترتدي الحجاب و هي :
أولا: الحجاب الشرعي.
و هو الحجاب الذي ترتديه المرأة عن قناعة دينية، متشبتة بالتعاليم الدينية، و محترمة لهذا الحجاب و أهدافه و حرمته .
ثانيا : الحجاب العائلي.
و هو ذلك الحجاب الذي ترتديه الفتاة لأن جل فتيات العائلة ارتديناه و لم تبق إلا هي الوحيدة ،فتضطر للباسه حتى لا تخرج عن القاعدة، و حتى لا تكون في وضعية شبهات، و ربما لتكون في انسجام مع الأخريات .
ثالثا :الحجاب المخفي.
و هو الذي ترتديه المرأة لأن شعرها يتطلب العناية الفائقة من حلاقة و تنظيف و تسريح. لهذا جاء هذا الحجاب ليغطي هذا الشعر الذي يرهقها، فتستر ما يجب ستره، خصوصا إذا كان شعرا غير جذاب أصلا.
رابعا :الحجاب من أجل الزواج .
هناك من ترتدي الحجاب لأنها تريد الزواج ،و تظن أن جل الرجال يفضلون المرأة المتحجبة، لأنها حسب اعتقادهم عفيفة و طاهرة و مستقيمة و في متناولهم.
خامسا: الحجاب الخطير.
و هو ذلك الحجاب الذي ترتديه البنت لتخرج إلى الشارع و الأماكن الرذيلة، لتمارس أنشطتها الجنسية بدون أن تثير انتباه العائلة و لا الجيران ،فهي حرة و بعيدة عن الشبهات، لا يسألها أحد أين كانت و لا أين ستذهب و لا أين تقضي أوقاتها .فحجابها يجيب عن كل هذه التساؤلات .