محمد كمل القنيطرة المغرب 08/10/2021
اهداء : الى الاستاذ الأعلامي_ الصحفي _ المثقف المسرحي _ الانسان محمد نجيب _ جسر التواصل سفيرا فوق العادة للزمن الجميل .
ان تضيع
في نقطة ماء
لا قوة لها
لاتحتاج الى ريح
لا تتحمل اشرعة
لكنك تضيع
لان في الضياع عشق
للفراغ ألفة مع التيه _ العدم
لاتنتظر احدا
لا تنتظر ان يقع اي شيء
اي شيء في اي شيء
حتى ان الخوف صار حقيقة
من كل شيء
بعد أن أصبحت كل الابواب في
السماء _ الأرض موصدة
فقط تحضر
تلك الفكرة التي كانت نقطة البدء
أن تهاجر
أن تهاجر إلى مدن العدم _ التيه
الذي نسج خيوطه من احلامك
اصبحت مسكون بشخوص “تينيسي ويليامس_ Tennessee Williams”
ظهرها _ ظهرك للحائط
تبحث عن الحرية _ الهوية
ان تكون كما تشاء عقارب رغبتها
في قطارات لاتتوقف الى ان تصل الى الجنة على الارض
لان السماء هناك لله وحده
لنا _ لهم الارض ان لم نته
في غرق لا يتوقف
مع اننا نتقن السباحة
لكن لا نتقن البناء
فنسقط في متاهات
اللاءات العجيبة :
_ لا حلول
_لا أنعتاق
_لا حياة في الحياة
جهنم الارض تلاطفنا
في انتظار جهنم أوسع واجمل
نسكنها
تحمينا
من اغاني المطر الذي لا ندى فيه
لا غيث لا يسقي النبات_ الشجر
وانت تسير في اللا_ حياة
مع انكساراتها
هزائم _ خيبات
هي اليقين الوحيد لديك
لكنك
مع ذلك
على الرغم من كل ذلك
عليك ان لا تفكر في السقوط
ان تكون
كصخر مرمر _ ميترو الانفاق في
موسكو _ او كذلك الصخر الذي
شيد منه ثمثال لبطل ” طريق الوحدة ” في هافانا .
ان تكون قويا
اكثر من قوة العاشق
حين يبعد غصبا عن المعشوق
ان تكون جميلا _كعطر حدائق
امستردام _ فيينا _ مكونة
ان تكون قويا كنخلات تافيلالت
حلوا كتمورها _ رحيقا احلى
من عسل اليمن اوعسل ناطحات
السحاب الذي يحلق سعره اعلى
من الناطحات..
عليك أن تهاجر
هجرة جديدة
لم يقم بها احد من قبل
هاجر من كل هذا الذي
يشكل لوحات قهرك _ حزنك _الانيني _ الذي يتغذى على
روحك والجسد …
حتى انك
وفي طريق الهجرة
الى تلك الذكريات _ خلاصك
لم يعد يرتجف لها قلبك
صرت في النهاية
كذلك الصخر الذي
تتمنى ان تكونه
قبل ان تتحول كل احلامك
الى صخر مثلك
يشتهيك
يكون مرساه انت
لا تهاجر
فانت مدينة لوحدك
جيوشها النحس _ الاسى
سوء الطالع _ سوء الحظ
انت كلك سوء يرصع السوء
صرت اللاشيء
صرت السوء
صرت السقوط
صرت لا احد
خيالا يحمل ظلا لا يطيقه
مبتسما _ يقتسم معه الطريق
منذ اكثر من ستة عقود
منذ الخطيئة الأولى _ في المولد
حين تحالف والدك والقدر _ الزمن _ الحظ الاسود عليك
هزموك وانت بعد قطعة لحم
صغيرة لازلت في رحم الام
انت تقوم بالحركات التي
تقدف بك في الحياة وهما
وانت لازلت في البطن
يتجولان في شوارع ” مليلية ” السلبية _ جنة صغيرة من الأندلس _ كنت ستكون اندلسيا
لولا شيطان الشر _ جنون شمهروش اوحت لوالدك ان ياخدك على مثن سيارة أجرة الى مستشفى الفارابي _ بوجدة _
لتولد هناك مع الخطيئة الأولى
لم تكن ” التفاحة ” هي التي اخرجتني من الجنة بل سيارة اجرة_ والدي _ والزمن
والنتيجة هاهي الان أمامكم
رجل حظه بعمر الاهرامات
النوبية يحترف الكتابة
علها تديب مرارة هجرة
عمرها اكثر من ستين سنة
عمر فيها الأنين_ الألم _ الحسرة
في جسد صار جهنم لروح تشقى
الى مالا نهاية اللا متناهي.
ملحوظة : اللوحات التي تزين حروفي هي للمرحوم الفنان التشكيلي الرائد : ميلود لبيض.