روما: محمد الصقلي
هل من صلاحيات المنتظم الاممي و امينه العام السيد غوتيريس الدعوة إلى تصويت كافة اعضاء المنظمة
بالرفض او القبول حول مقترح خلق دويلة مستقلة ما بين المغرب و موريتانيا.
قد يبدو الاقتراح تبسيطيا للتلويح بحل نهائي لنزاع مستعص دام حوالي نصف قرن. قد يبدو كما لو هو عصا سحرية تغير الواقع على الارض و تجعل من تندوف و ما حولها واحة تعايش و تكامل وسوقا مفتوحة لجلب استثمارات التنمية و الانعاش الاقتصادي بالمنطقة المغاربية. بدلا من التخطيط و التحضير لجعلها منقطة عسكرية تاوي قواعد و ترسانة من الاسلحة التي لا يرى فيها المغرب الآمن الا انذارا بخطر محذق ان لم يكن ذلك بالفعل دق طبول الحرب.
حرب لا رغبة للمغرب في خوضها ليس تخوفا او رهية من جار متنمر مستهتر بل التزاما منه بدواعي و شروط السلام العالمي و تعزيز الامن اقليميا و دوليا. سيما و ان شعوب المنطقة بامس الحاجة إلى تكريس و نرجيح رهانات الاستقرار بدلا من تبني عقيدة الاحتراب و الإصرار من قبل جنرالات الجزائر على وهم تركيع المغرب الذي يواصل انطلاقته المباركة على واجهات شتى باعتراف قاري و تنويه دولي.
فهل الأمم المتحدة إذن و على رأسها الدول دائمة العضوية في مجلس الامن. لها الرغبة الاكيدة في اخماد هذا البركان المتاجج الذي يهدد بالانفجار دون احتساب لعواقبه الكارثية.
ام ان للكبار حسابتهم الضيقة المتمثلة في الابقاء على بؤر الاحتقان لاجتناء مكاسب من وراء سباق التسلح كون كبريات.
مصانع آليات الحرب تتخوف من فقدان زبائن تقليديين مما قد يهددها بالسكتة القلبية و انهيار جانب من الاقتصاد العالمي باحالة عشرات الالاف من عمالها و اطرها على التقاعد المبكر أو البطالة.
أن يرى جنرالات المرادية في خيار الحرب مخرجا لتحقيق مكاسب عدة اولها التخلص من ظغط الحراك المطالب بالدولة المدنية، اما ازمة الخصاص الغذائي و نقص المياه و التموين و السيولة فلن تزيدها الحرب إلا تفاقما. لكن الاعتقاد بتحقيق انتصار عسكري على المغرب. قد يكون الوهم القاتل. فللبيت رب يحميه وهو ليس ذلكم الحمل المستضعف. ووراء الاكمة ما وراءها. هذا اذا ما استبعدنا احتمالات هزة داخلية في الجزائر بوقوع انقلاب غير مستبعد بمجرد نشوب نزاع عسكري على الحدود مع المغرب. حيث سيكون من قبيل الحمق و التهور و الاستهتار أن تقدم دولة على خوض حرب بينما قواعدها الخلفية مهترئه وهي عاجزة حتى على ضمان الحد الادنى من العيش الكريم لشعبها المضطهد.
.
Views: 3
