عبد العزيز حنان الدار البيضاء في : 27 شتنبر 2021
الصمت
هو صمت مهيب عوقب من عوقب ، و استفاد من العقاب من استفاد . هو صمت يترقب و أمام عينيه مآل من وعدوا فأخلفوا الوعد بمسميات متعددة ، و ليحتموا بمقولة ما عادت تجديهم و لا تقنع عامة الناس . مفادها أنهم يطبقوا التعليمات الملكية . و هو عذر أقبح من ذنب . نعم هناك توجيهات ملكية و هناك تدبير حكومي . و هناك أيضا برنامج تم تقديمه للمواطنين . و كان على المغضوب عليهم في صناديق الاقتراع حين وجدوا أنفسهم لا يستطيعون تنفيد برنامجهم و من تمّ عدم الوفاء بشعاراتهم و وعودهم و فتوحاتهم أيام كانوا في المعارضة أن ينسحبوا بشرف . و كان سيُحسب لهم عند الشعب . لكنهم استحبوا الكراسي و ما تُدِرّه على الجالس عليها . فأخلفوا و كان العقاب . أيها السياسيون جميعكم لا تجعلوا من جلالة الملك شماعة تعلقون عليها أخطاءكم و فشلكم . أنتم أقسمتم أمام جلالته على الإخلاص لله و الوطن و الملك . فهل كنتم في مستوى القسم ؟؟؟
صناديق الاقتراع أجابت . فإما أن تتحملوا المسؤولية بشرف أو أن تنسحبوا و اتركوا الوطن منكم .
الصمت لغة ناطقة و تبلغ الذين استفادوا من العقاب رسائل عدة عنوانها الأول و العريض و المجهور ….نحن الآن صامتون لا نشوش . نترككم تتحاورون و تتناقشون و توزعون و إنّا منتظرون .
الانتظار
انتظار ، يحمل في طيّه انتظارات بحجم طول الانتظارات التي عاشها هذا الشعب ، و كلما شهق بداخله أمل التحقيق تنتكس فيه كل الأحلام فتصل شظايا الخيبة لأبعد الأماكن …
الانتظار شيء جميل ، يمنح للفرد و الجماعات بعض الإيمان في إمكانية التغيير الإيجابي ، لكن عندما ينتهي الانتظار إلى سراب قاتل يتحول إلى براكين هوجاء تذيب كل شيء في طريقها حتى الجلمود الصلد .
و نرى على امتداد الوطن العربي ما تتمخض عنه هذه البراكين التي ضاقت بما تحمل و تتحمل . و لولا لُحمة الله الوطن الملك لكان المآل غير ما نحن فيه .
فاتعظوا يا من جنيتم ثمار العقاب .
الانتظار ينتظركم فضعوا نصب أعينكم و أنتم توزعون المناصب و الحقائب أن هناك ملايين القلوب تنتظر …
فلا تخذلوها و قد يكون العقاب لمن جنى من عناقيد العقاب عِنبا نتمنى ألا يتحول إلى خمرة تذهب بالفكرة و تترك فقط حلاوة السكرة .
أولى الجرعات
الثقة ، ثم الثقة ، ثم الثقة . نسبة مهمة من الشعب فقد الثقة في الأحزاب و الدكاكين الانتخابية و دوركم هو إعادة الثقة للفعل السياسي . من خلال الالتزام بما قدمتم من وعود و برامج ، بالفعل و ليس فقط بالقول .
الأمر لن يكون يسيرا أكيد و لكن لا بد من إشارات يلتقطها المواطن البسيط تشجعه على إعادة و لو بعضا من الثقة .
المجتمع يحتاج فعلا إلى جرعات تقوي مناعته و هذا دوركم ……
و أية نكسة مُخيِّبة للانتظارات ستكون ارتداداتها غيرطيبة .
أعطيتم الوعود ، فكونوا على مستوى هذه الوعود …..
ملعب محمد الخامس …!!!
واحدة من الملفات الحارقة التي يجب فتحها . الأخبار تقول إن الشركة التي قامت بإصلاحات متكررة على مدى سنوات و آخرها أواخر الموسم الرياضي السابق مع ما يتطلب ذلك من مليارات السنتيمات ، ستغلق المركب الشهير للصيانة و الإصلاح استعدادا للمقابلة التي سيجريها منتخب خليلو فيتش و حجي على أرضيته ، بما فيها المراحيض . بمعنى أن الفرق الوطنية و بالخصوص الرجاء و الوداد البيضاويين ( مغاربة الدرجة الثانية ) يجرون مقابلاتهم في ملعب دون المستوى و بمراحيض لا تليق بسمعة المغرب . و الدليل إغلاقه استعدادا لمقابلة قادمة …!!!
فأين تذهب المليارات ؟؟؟
و إذا كانت هذه الشركة عاجزة عن الإصلاح بعد كل هذه السنوات و كل الملايير فلماذا يتم الاحتفاظ بها ؟؟؟
من المستفيد من هذا العبث ؟؟؟
ملف أطرحه بين يدي الحكومة القادمة لعلها تمنح للجماهير الرياضية و لكرة القدم الوطنية و للحكامة في صرف أموال الشعب جرعة تقوي و لو بعضا من المناعة التي نحتاجها جميعا .
هو الصمت في ظل الانتظار لعل الحكومة القادمة تمنح جرعات تبعث في أوصال الناس رغبة في الحياة الكريمة . و حتى لا نحتاج لعقاب جديد ليس بعد خمس سنوات ، و إنما على الزمن المنظور….
و إلى المشهد الحادي عشر …
