عبد العزيز حنان الدار البيضاء في : 24/ 25 شتنبر 2021
و على الكِبر ،
اجْتاحتْني بأثقالها …
بوخْزها …
بإيقاظ الشّوق الجارِح …
لَواعِج اليُتْم …
كنتَ بعد الله ،
حِصنا ألوذ به .
إذا ما ،
تعبتُ مني …
مِن أحلاميَ المجنونة …
من اللُّهاث ،
أرُوم اللحاق بالسراب
إذا ما ،
انكسرتْ دواخلي …
و هجرني على كثرتهم ،
رفاق ، و صحاب …
و خِلان …
يمر شريطُ عشرتهم ،
بذاكرتي …
صورهُم ،
صورةً بعد صورة …
و أسماءهم ،
اسما بعد اسم …
كنتَ بعد الله ،
حِصنا ألوذ به .
إذا ما ،
غاب بنو أمّي ،
عن ناظري …
و أضحتِ الزوايا ،
موحشةً …
من غير حديثهم ،
نقاشِهم ،
و حتى صراخهم …
يمنحون الأمْكنة حياة ،
طعما لذيذا …
كطعامٍ ،
فاح عطر توابلِه …
و الشهيُّ بالدّسم …
ها أنا ذا ، يا أبي …!!!
شريد همومي …
مُضبّبُ الأفق ،
أُلمْلِم بعضاً ،
من جراحات أيامي .
و بعضاً ،
من خيْبات أحلامي .
وحيدا .
حيث غاب عن المكان ،
الرفاق و الصحاب …
و الخِلان
و إخوةٌ تقاسمنا الرحِم َ،
شكّلوا عِقد أفراحي و قوتي …
ها أنا ذا ،
أحضن وحدتي …
أسائل غربتي …
تحت رحمة الديجور و العُتْم …
أبي …!!!
كنتَ ملاذا ،
بعد الربّ .
إذا غُمت بعينيَ المنافذ .
إذا ضاقت ،
بي الدنيا بما رحُبت …
إذا تاه ،
بدنياي السبيل …
و امَّحتْ ،
من سُيول الأيام …
معالمُ الطريق ،
و من شدة تكالُبِ
وجَعِ الغُربة،
اندثرتْ آثار الرَّسْم .
أبي …!!!
صمتُك ،
كان حكمة …
كان قولاً فاصلا ،
يُجيب عن السؤال .
و حِدّة النظرة ،
أوِ انفراج الشفاه …
القرار الفصْل
بالرِّضا و عذْب البسْم …
آهٍ ، يا أبي …!!!
وطأة اليُتْم …
تهدّني اللحظةَ .
و أشتاق ،
تحريرَ الدمع من محبسها
سخاءً…
بين يديك .
أغسل بها ،
أدْخنة زمن ،
أثقل عليَّ بالقهر …
و رمادَ عجز ،
حفر نُذوبه… بقلبي
وشماً ، على وشْم …
أبي …!!!
و كطفلٍ شاخَ العمر به ،
أشتاقك …
فهل تركتَ لي ،
كما في الدنيا
بَراحاً ،
شبرا و بِضع أصابعَ
أتمدّد به من العياء ،
من الضياع ،
من رحلةِ السنون ؟؟؟
حتى إذا ، ما عادت الروح ،
تعانق روحك ،
تستأنس بها …
و تُرتِّل الآيَ بحُنو ،
كما كنتَ بالدنيا …
أطْمئن بها ،
تحت الثرى …
و أنسى ،
أني بَعدك .
كنتُ وحيدا
و أنّ الغَرُورَةَ ،
فجّرت عِقْد اللَّمّة …
فتناثرتْ أشلاؤُها
جُزراً نأتْ عن بعضها …
تُصارع وهماً ،
أهوال موْج اليمّ
أبي …!!!
اشتقتك …
اشتقت جِوارك …
اشتقت نظرتك الحانية …
اشتقت الابتسامة البهية …
تمنح الأمان للروح بالجسم …
إلهي …!!!
و أنت الرحمـــن الرحيـــم ،
أغِثنا بالرحمة …
أغِثنا من التّيه ،
طمأنينةً …
سكينةً …
تعيدنا ،
لتراحُم الرّحِم …
إِلهي …!!!
أُشهدك :
أنّك الربُّ واحد أحد .
و أنك الغفور الغفار …
فلا تؤاخذنا ،
بالخطأ … بالذنب …
و الوقوع في الإثم .